امتدادات أدبية

لو كان لي حرية الاختيار سأختار أبي أبي بجلبابه المصري.. بتراث قديم من الشقاء وعريق من الصبر أوقن كلما رأيته أنه من شيد الأهرامات بذراعيه المفتولتين وبطنه المشدود موقن بأن النيل كان يجري خصيصا لقدميه الحافيتين فكلما مشي انبجست صخرة وأنبتت سبع سنابل أبي ذلك الحكاء الماهر وجهه أيقونة الطيبين وضحكته...
أنا لستُ في البيت ليس لي زائدةٌ دوديّة، تورَّمتُ فأجروا عمليَّةً خطيرةً ولم أمت . وليس لي كليتان هادئتان، التُّربة ناشطةٌ فيهما، والحصى وراثةٌ لا تنفعُ لطبعِ كتاب. وليس لي حسابٌ بنكي، عاطلةٌ عن العمل، وكثيراً ما أحلمُ ببطاقةٍ أُدخِلُها في حائطٍ وأسحبُ ما أريد. ليس لي لسانٌ طويل، ألفُّه على...
- قالت : لا تغرس في جلدي الدبابيس عندما تمرّ الريح فأنا أروف الجروح بأوردتي المفتوحة . - قال : الناس خلف الابواب تنظر وأنا وجهي كورقة صفراء يمد الخريف ظلاله عليها فهل من ربيع ..،!؟ - قالت : وجهي شمس ميتة فلا تعدني بصباحات مورقة خضراء فجسدي أسرع بالفرار . - قال : الساعة حمقى تدق في جدار رأسي...
أينما لاحت الذكريات يجمّعن آثاره ويكن حبيبته حين مرَّ على بيتها واستراح قليلا من القيظ اسفل شباكها ورمته برائحة العطرشان فأغلق أنفيه محترسا أن تزول أينما لاحت الذكريات يكن طيور الخزانة بين يدى أمه وينسينه أن رحلته لا طريد لها أو يناسبها جبل سوف يأوى إليه ليعصمه من تذكر كيف هوى
الأغاني..... (صباح غاف على رمش جورية مجلة. صراخ باعة الخضروات والغاز وماء ال(ارو). رسائل أوعدتها الشفاه بغتة في صورة الغياب. ابتسامة طفل على نهر مهده المطرز بالمقابل. الهمام والهناء والناس والغد وما بينهما. لعنات عشاق نسوا ذاكرتهم في زقاق الرماد. تلويحة يد لطائر السلام خافقا فوق شرفات الأمل...
دائماً قبل أن أخرجَ من بيتي أفتح الصّنبورَ على أقصى حدٍّ مُمكنٍ ثمّ أنصرِف.. لا أحبُّ التبذِيرَ طبعاً، لكن ثمّة ماءٌ عالق على فوَّهةِ الصّنبورِ مُحتاجٌ إلى من يُحرّرهُ من قيدِه.. ثمّة قطراتُ مِياهٍ شغُوفة بنفسِها تتطلّعُ إلى أن تتجمّعَ خارج ظُلمةِ الأنابِيب والصّنابيرِ وتُسمِعَ خريرهَا...
بالشيء نفسه ، الزهور تجعل من الذنب درعا تعال وانظر، أعواد القش التي بعثرتها الريح ، بأسلوب مغرق من نفسها تكنّها، لتقاتل. فمن يبحث عنها ؟ * لعبة الثمار النّضرة تضرّ أخبرني عن قرارة الشرفات عن الجسر المتحرّك في الليل ماذا قلت له ليركب رأسه ك" كوس" يشعل نارا ويشوي الغربان للغرباء؟ * التقطت أنفاسي...
تعبتُ مِن الحزنِ هل تشعرين ارتجافَ الأنامل حين تلامسُ كفَّيْكِ قُبلتِيَ الهامدة؟ وهل أخبرتكِ النجومُ بِلوعةِ قلبي على وطنٍ صار جرحاً كبيراً يتوهُ به الحلمُ كالإبلِ الشاردة؟ وهلاَّ سألتِ الوسادةَ حين تلامس خدَّكِ عن سِرِّ نبعِ الصقيعِ الذي يتدفقُ عبْرَ ليالي النوى الباردة؟ * * * أحبكِ . . . يا...
لوجهك طعم الحكايا القديمة وبوحكِ وجهُ البلاد التي أرضعتْنا التغرُّبَ في زمن الأمنياتِ العقيمةْ وقلبُكِ آخرُ نقطةِ ضوءٍ وآخرُ كفٍّ تُرَبِّتُ فوق الجراح الأليمةْ! فكيف سأرسم وجهَكِ طيراً وأنتِ كفردِ حمامٍ حبيسٍ يُرَتِّلُ دمعتَهُ مُفرداً ويسكن بُرجَ الأماني العظيمةْ! * * * * * * * * فكيف سأرسمُ هذا...
أوف الحياة جميلة وسيئة في آن. غير معني بسيرة الهدهد.. أو لون قبعة المسيح . أو طعم سم الشوكران في اناء القس.. عملت حلاقا في ماخور . يساعدني نسر عجوز على ركل الفراغ.. وقرص الفهد في الحجرة الشبقية.. لا نفتح النار على طيور الجسد.. هو ينقر فستق الساعات الحلوة. وأنا أشذب آباط القحاب بأسناني.. ألتقط...
يؤذيكَ أنكَ لا ترى قدميكَ حيثُ تريدُ أنكَ جاهزٌ لتكونَ شيئًا لا تُحِبُّ وأنَّ دربَكَ لا يقودُ لبابِ بيتِكَ أنكَ المسؤولُ عن أشياءَ يجهلُها سواكَ وأنكَ المرصودُ دومًا في سجلاتِ الوشايةِ عن رفاقكَ دائمُ التفكيرِ في توجيهِ لائحةِ اتهامٍ للذي مرتْ خطاهُ بغير قصدٍ فوقَ ظلكَ يا حبيبتيَ البعيدةَ فقتُ...
ولكم طويت الجرح في اعماقي أعواما عجافا ... استاف رماد القهر... أمشي بين الناس مذهولا مشتت الفكر مهموما حزينا..... والمرايات العدم تعكس سفالات السوقة ... وانصاف الرجال. لا شيء يوحي بالجمال ... البؤس يأبى أن يغادر !!! ولكم تاهت خطاي تنقب في قلق عن لحيظات الانعتاق ومصايبح الحقيقة تقاوم في عزم...
كم مرةً سأقولُ إنَّ الصوتَ صوتُكِ ليس بندولًا يؤرجحُ نفسَهُ بين النهاية والنهايةِ ليسَ نبضَ الرأسِ بعد سماعِ تفتيتِ الشظايا للجدارِ وليسَ خَدْشَ فراشةٍ للَّوْنِ في تفاحةٍ حمراءَ يبقى الصوتُ صوتَكِ قشرُ هذا اللوزِ حين يجفُّ في الشمسِ الشهيةِ والزرازيرُِ السريعةُ نحوَ كرمِ التوتِ أشرعةٌ يحركُها...
لا أحد هنا الخوف وحده من يعبر الميدان يتظاهر ويهتف بأعلى الصوت أ ر ح ل بينما القلق يحاول أن يستعيد التاريخ الأسود للإنسانية ليلقي في الذاكرة محاضرة عصماء عن العدم واللاوجود في حين يحاول الإكتئاب آن يسدل الستار على مسرحية العمر الهزلية بالإنتحار برصاصة الرمز أو سم المعنى أو مشنقة المجاز...
سأخون الكلام، أستحضر صمتى، لغةٌ تلتقط دهشتها للتوِ، خيطاً من الضوءِ، يفترش صليل الداخل، ضجة اللون المغمّس بنكهةِ الوجع الغامض بك، يطرق نوافذى مثل دِيَمٌ يتساقط بسكونٍ ودفء، يُوحدنى بك، كما لم نكن من قبل! سمّها ما شئت، إنه أنت حين تندسّ بين أضلعي فرحاً يُلوّن فصولي، يعتلى موج المسافات البعيدة،...
أعلى