قصة قصيرة

إلى : علي سالم …الذي غاب فجأة المدّ يصعد. كنتُ هناك: أمسك قصبتي على الشاطئ منتظرًا صعوده. الأسماك تأتي مع المدّ /واهمًا كنتُ/، علب صفيح اسطوانية فارغة، أخشاب، قصب، أحذية ممزقة، أشنات طافية، زيوت ترمي بها المراكب، /جثث لفظتها الحروب. نقترب من الجثة. عينان زرقاوان. إجذف.. إجذف، صرخ فيّ. كانت...
هيا قبلني بسرعة وأمضي: لفح سموم العبارة المليئة بالرغبة الجامحة أحمى صفحة وجهه; فار الدم في عروقه; سرت مفاصله قشعريرة حمى اللذة; تلألأت قطرات الخوف على شفتيه وضجت أصوات السكون بدواخله. وهو ما بين مصدق ومكذب راح يحدق مشدوها في أعطافها الممددة باكتناز فوضوي مثير: هل دعتني بالفعل إلى تقبيلها أم...
هذا ما حصل بالضبط وليخسف بي الله إلى سابع أرض. مارادونا قال في تلك اللعبة أنها يد الله أما هو فقد قال أنه يد الله ولم يرف له جفن. لا أعرف أين أنا وما الذي أتى بي إلى هنا بل لا أعرف كم من الوقت مضى وأنا أعب زجاجات الخمر في خيالي حتى ثملت تماما وبات عقلي مشوشا و لساني ثقيلا. تتراقص الجدران بنظري...
تريدون قصة; حسنا إليكم ما حدث ولكن لا يجب أن تعولوا كثيرا على الترهات التي سأوردها هنا; اذ لا تأكيد على مصداقيتي البتة; عليكم بمشاهدة الحدث مباشر في نشرة المساء; فأنا بعد الذي وقع بت أنظر للأشياء من حولي بما فيها الحياة باحتمالية وليس يقين. ربما كنت أهذي; عن نفسي لم أكن مدركا لما كان يحصل معي...
ها نحن أخيرا. أنا وأنت فقط وسط هذا الصمت المهيب. لقد رحلوا جمعيا وتركونا وحدنا. لا. لسنا كذلك; ثمة أجساد ممددة في أسرتها الباردة الخالية من الأحلام. لا تقلقي حبيبتي لن يسببوا لنا أي ازعاج; أعدك بذلك. هم منشغلون الآن في عالم ثان. لا داعي للعجلة سننضم إليهم بعد قليل. بعد أن أرتشف رشفة من...
عندما أتذكر بداية التحاقي للجيش أثناء الحرب، في احدى المراكز (المراتع) التدريبية – مصانع الأبطال – أتذكر المقاتل (أبو دلـف)، هكذا يلقبونه في منطقته، وقد نقل معه هذا اللقب عندما التحق للجيش مع أصدقاء منطقته، كان يفتخر عندما ينادونه به. كان يترأى لنا كأنه قادم من أقصى جنوب أفريقيا لغمق سمرة بشرته،...
لقد فقدت اهتمامي ببني البشر. فقدت اهتمامي بالكشف عن معني حياتهم وافعالهم. لقد قيل ان من الافضل ان ندرس رجلا واحدا من ان ندرس عشرة كتب. وانا لا اريد ان ادرس كتبا ولا بشرا. فهم يسببون لي احساسا بالضيق. هل يستطيع احد ان يحدثني كما يحدثني الليل؟ كما تحدثني ليلة صيف؟ كما تحدثني النجوم والنسمات...
من دلائل إخفاقك أن تتبدي للآخرين فوق منطقية، هدوء الفضاء الخارجي للمدينة تتشرّبه الطائرة المقلة لك الآن، والعبور أطوار أحدثها أن تقفزي بمئات الأميال فوق حدودات واجمة خلف الإثارة، أن لا تعنيك طوارئ المدينة وأذكار ساداتها العائدين من رجع التصابي وتناسخ الكهولة. مارستِ تهريب كل شيء؛ حتى...
ماذا سأفعل له ليهشّ ويبشّ في وجهي .. ولو قليلاً . وكيف سأبعد حاجبيه المقطبين وكيف أفرّج الإنقباض من عضلات وجهه .. وأكسر الحدّة في نظراته .. كيف أحرّك الحروف في سكناته.. فأمنع التقاء الساكنين .. كيف أخفّف الشدّة فوق حروفه .. كيف أحذف أفعاله الآمرة والناهية والمعتلة والعليلة كيف أضع...
طيف ساعـات مضت ، وهذا الركن لا يضم إلاي وهواجسي ، وذاكرة مرهقة بتفاصيل خائبة ، وامرأة حمقاء . جلس أمامي ، .يشير للنادلة , تأتيه غنجة بنظرة معجبة , قفز قلبي , كم وسيم وجهك يحيى . ياالله! لو قدر لي أن أعرفك في أوج شبابك ؟ بالتأكيد لم تفرق عن هذا الوجه شيئا سوى لحيتك الكثة ، وفلجة أسنانك...
قدِمتْ من بلادها إلى بلاد جديدة ، وكأيّ كائن بشري، سيكون اسمُها العلامةَ الفارقةَ لوجودها، ولا ذنبَ لها أن تجده ملازمًا لها كنفَسها الذي تتنفّسه ،وكخطواتها التي تحملها أينما سارت . استقبلتْها الأسرةُ باستغراب من الاسم الذي لم يتعوّدوا عليه نطقا و لم يعرفوا له معنى ، هكذا راحوا ينادونها : إيروَس...
الهاجس الذي لفها كثوب تقوى وطالعها في ثنايا الساعة لا يتزحزح، لا يترنح، لا يكف عن بعث الخشية في أوصالها. فهذا زمن وذاك زمن آخر، وكلاهما يحترق على أطراف يومها وعنادها. وها هي شمعة الشباب تذوب في ظلمات روحها دون أن تشق درباً للرؤية، ودون أن تُنير. فهي تريد الخلاص، أو الانطلاق، أو التحرر من القبلات...
لمحته قادما، يمشى منفرجا، بتؤدة وتمهل، ممسكا بمقدمة جلبابه الفضفاض، مباعدا به عن نصفه الاسفل، كنت اظنه شخصا آخر، رجل مسن ضارب فى شيخوخته، فهو، عادة ، يسير متقافزا، ويجعلنا نلهث وراءه، مثل طائر رشيق، مع اقترابه لاحظت عليه انحناءة بسيطة، وأنه يباعد بين ساقيه، متألما مع كل خطوة، حتى توقف امامى...
عندما دخلت الحانة، استقبلتني عيناه الضيقتان. تهاويت على الكرسي بجانبه، زفرت زفرة طويلة، قال : - ما بك؟ - رأسي يغلي جاء الناد ل فطلبت بيرة، وطلب زفزاف بيرة أخرى، " أريدها باردة " ، قال. أضفت : " و أنا كذلك " في الحقيقة لم أظن أن زفزاف طيب هكذا، عندما قرأت له ما قرأت، دخل إلى قلبي كنقطة عسل. بعدها...
صغيري الذي نما كالنبتة الشوكية ، هكذا فجأة وجدته يشيخ ، إنحني عوده بعد أن لوحته مواقف الحياة ، كان يمشي كعنكبوت يهرب من مطر ، يداه ممشوقتان بأصابع مفرودة ومتخشبة ، يحركهما بنصف دائرتين متعاكستين. شعره خلاسي يمتزج فيه الليل بالنهار ، عيناه ناعستان بأجفان متهدلة كضفدع يغلم. يحاول ان يستمد طاقة...
أعلى