قصة قصيرة

سرد بلا كلام.. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والربع صباحا، حينما نهضتُ مفزوعا من نومي - إنْ كان نوما - أتصببُ عرقا ، دائخا أسبحُ في آثار العالم الذي كنتُ فيه قبل قليل . رميتُ عني الغطاء بسرعة ثم مددتُ رجليَّ خارج السرير ،وقد صرتُ في وضعية الجالس على حافة الفراش.. وسط سكون تام و ضوء عمود النور...
✍ دخان كثيف يملأ السماء ، كانت ليلة حمراء ، خلفت حطاما وهدما للمباني والكثير من الموتى...، استمر القصف لساعات الليل الطوال والتي ازدادت استطالتها تحت صرخات الرعب ، وصمت الاطفال الذين أصيبوا بصدمة عصبية. الفجر ..اختلطت رماديته الطبيعية برمادية دخان الصواريخ والقنابل المتبقي من ليلة...
خاَلهُ الناس مجنونا، عندما يأتي في كل صباح وهو يحمل شبه صندوق خشبي، فجأة يتوقف أمام الجدار العريض الذي أكلته الأملاح وبول المارة والكلاب السائبة، رائحته لا يمكن مجابهتها، لكن يبدو انه قد اكتسب المناعة دون أن يعلم، ضاع وجه الجدار إلا من رسم صورة شبحية المعالم تلك التي يجلس قبالتها، يضع ساق على...
ظل واقفاً منتظر الأوامر..عدّل من هندامه .. رفع أسه.. وانتبه .. من جهة اليمين .. كان الصوت .. جهورياً .. كموج البحر الهادر.. لم يلتفت اليه ... ــ أُرقد ..!! لم يفكر.. نسي كل شيء .. إلا كلام المُعلم .. وهو يشرح له خطورة الموقف الذي هو واقف فيه .. دارت الدنيا برأسه.. نسي حبيبته..وأمه, وأبيه ...
" سبسطية " تلك البلدة، الّتي أتقاسمها فقط مع صديقي مُحمّد، حيث لا صديق لي غيره، والّتي لا يميّزها شيءٍ، سوى ذلك الموقع الأثري، الّذي تتعاقب عليه أفواج السيّاح، بين الفينة والفينة، والّذين كنّا نتسلّى أنا ومحمّد بالتفرُّج عليهم، والتعليق على تصرُّفاتهم،أو الضّحك عليها أحياناً، قاطعين بذلك ساعات...
يُري كالمعتاد من باب حجرة النوم المفتوح قليلاً‮ ‬لحافة ذو الغطاء الحريري،‮ ‬ومنضدة خشبية صغيرة منخفضة بجوار سريره،‮ ‬وعلي المنضدة كوب ماء‮ ‬يشبه حوض أسماك صغير،‮ ‬ماؤه عكر بسبب عدم تغييره منذ فترة طويلة،‮ ‬وفي قاع الكوب‮ ‬يربض طاقم الأسنان‮ ‬يبدو كأنه هيكل عظمي لإحدي الحيوانات المائية‮ ‬يسبح في...
دائماً يردني الكابوس ذاته، منذ أن كنت صغيراً، فأستيقظ لاجئاً إلى حضن أمي مرتعباً، فتهدهدني كي أعود إلى نومي، بقراءة آياتٍ قرآنيةٍ واضعةً الكتاب الكريم فوق رأسي، كي تطرد الشرَّ عني، كما تقول لي في كل مرة، لكني لم أكنْ أروي لأمي، ماذا جرى لي في الكابوس، ولم أكن أسمّيه كذلك. حين دخلت سنَّ...
ضبابية عينيك والتحافات الصقيع في كلماتك النادرة تشدني حين نواصل نشد أغنية قديمة أبدية، هل للأرض تفسير ؟ نعم. ولما فركت يديها، سمعت طقطقات الأصابع المتداخلة العصبية، قالت برعشة خفيفة أنا التكوين وأنت/ أنت بداوة عمري، وأسبلت جفنيها كأنما تبتهل، الناس والبيوت، أبواق السيارات وكل ما يقابلنا تائها...
باكرا، قبل طلوع الشّمس ينهض من فراشه. ينفض عنه بقايا النّّوم ويقصد الحنفيّة العموميّة المنتصبة أمام المنزل. يتأمّل برهة الأواني المصفوفة على طول مائة متر أمام الحنفيّة ثمّ يتخطّى السّطول الكبيرة والصّغيرة ويقف بطوله الفارع ولحيته الكثّة في رأس الطّابور. يتخلّى له الجميع كعادتهم كلّ صباح عن...
يطالعنى كل صباح كشمس بهية أبادره أنا بصباح الخير يغض الطرف ويتمتم صباح النور ما أن اتحرك من أمامه حتى اشعر بنظراته تنفض خجلها على جسدى ، التفت حتى أتأكد من هذا الإحساس القابع فى أرى عينيه مصوبتين نحوى أعمدة من كهرباء تشعل اعينا ، يتوارى ببصره بعيدا ، يجبر عينيه على العتمة ، ربما التفاتتى قد...
لست معتادة فقد ابتلعت الحزن سواد حتى بات جلدي، تقريع وتجريح لا لشيء سوى أني أرملة نزق الموت زوجها فستباح حياته موعده دون تأخير، الغريب في الأمر أنه كان زوجا على ورق فبعد عودته من جبهة القتال في اجازة لمدة ثلاث أيام كانت الأسرع في إعتصار الزمن ليكون خاطبا وزوجا بعدها إلتحق حيث مكانه، عرفته وديعا...
عمّتي القرعاء نُهيلة،كانت تزورنا على فتراتٍ متباعدة تتجاوز الشّهور،وأحياناً تصلُ إلى سنة كاملة،كانت تحضر ومعها بعض الأوراق تسلّمها لوالدي ليستكملها لها من الدوائر الرسميّة،ولم تكن تمكث أكثر من ليلة واحدة،إلّا إذا اقتضى استكمال الأوراق ذلك!وكان رحيلها السّريع مبعث سرورٍ لوالدتي الّتي لم تكن...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن صدقة بن الكاهن الأكبر إسحق بن الكاهن الأكبر عمران (عمرم) الحفتاوي [١٨٩٤-١٩٧١، زعيم السمرة في نابلس من أربعينات القرن العشرين إلى ستيناته، مثّل طائفته لدى المملكة الهاشمية بالرغم من أنّه لم يكن كاهنًا أكبر؛ قاصّ بارع، شمّاس معروف، وصف بالذكاء...
الصباح يبدأ حين تزيح سبيعة الخامية وتفتح الشرجم وتتأكد من أن الأرض لا تدور كما يقول ابنها، فما كان بالأمس خلف الدار لا زال خلف الدار: آثار زريبتها.وبقية برويطتها ونصف محراثها وعجلة التراكتور المتآكلة و، غير بعيد، بيت الجارة ايجا ذو المدخنة المائلة كمدفع مضاد للطائرات. إيجّا، تحفة آدمية مات زمنها...
مَا إنْ جَلَسَتْ رِتَاجُ فِي حِجْرِ جَدِّهَا حُسَيْنٍ حَتَّى حَدَّثَتْهُ حَدِيثًا مُتَّسِمًا بِالصَّرَاحَةِ وَالْعَفْوِيَّةِ وَ هْيَ في غَمْرَةِ حُزْنِهَا تُقَبِّلُ جَبِينَهُ الْأَسْمَـرَ ، المُجَعَّدَ تَقْبِيلاً مُتَواتِرًا يَطْفَحُ بِحُبٍّ فَيّاضٍ ، مُتَدَفّقٍ كَمِيَاهِ الْيَنَابيع فِي...
أعلى