قصة قصيرة

كنا كاغصان شجيرة الدراق نحن الثلاثة ،لم نكن نفترق منذ خيط شعاع الشمس الاول،نتسلم نحن زمام هذه الارض بل وحتى السماء نتقاسم اطعام سكان المجرات القريبة من درب التبانة ،بانتظار غودو الراحل الذي لن يستفيق من نومته الابدية. نفتعل الحروب في مشارق الارض ومغاربها ،ونحتسي كل الاكواب التي اوجدتها قريحة...
" أحسست أنني وقعت في شرك، وأردت أن أهرب وبذلت جهداً كبيراً في ذلك، لكن الوقت كان قد فات ولم يطاوعني جسدي واستسلمت لرؤية ما سيحدث كما إنه حدث لا يتعلق بي شخصياً "‏ أرنستو ساباتو‏ في الساعة المضيئة الوحيدة من ذلك النهار الداكن، مات الحارس الراقد على لوح خشبي في عرض النهر من الجانب الأيمن المقابل...
طال وقوفه على الشاطئ, يتابع تهادي الزوارق و المراكب الشراعية فوق مياه الخليج الرقراقة, صفق الموج للصخور يطوِح برأسه, المثقلة بطنينٍ رهيب, في شباك تنسجها المرارة من حوله, يردد كلماتها المتحدية, صراخها المستفز في وجهه, بكاء طفلهما, الذي استيقظ مفزوعا من نومه قبل مغادرته للشقة, دون أن يدري مكانا...
تعتدل فى جلستها،ينكشف مزيد من صدرها المتاح من المفرق الى نهايته ،تقترب بصوتها الهامس من وجوه المشاركين فى جلستها : - اريد ان اتزوج . صاح صديقها دون ان يعتدل : - وانا اريد ان اتزوج . نظر اليها من يجلس معها لاول مرة بدعوة من صديقها ، قال وهو يشير بصوته باتجاه صدرها المكشوف . - لن يرحب احد...
خيَّمَ الظلام على المكان، وأسدل الليل ستائره.. بدأتْ تُحادث نفسها، والنوم عصيٌّ، لا يريد الاستسلام. مُنْذُ عرفتُهُ، والمعارك تجتاح صدري، وكذبًا كانت قناعاتي، وفاشلة كل محاولاتي للهروب منه، فهو راسخٌ بداخلى. يقولون إن الحنين هو اشتياق لقطعة من النفس، تسكن روحًا أخرى، فكيف الحالُ، وروحه تسكنني؟...
كانت تقول في سذاجة‏:‏ الجنية الجني اللي مجنني‏,‏ أكتم ضحكاتي هذه المرة أيضا‏,‏فلم تكن المرة الأولي التي أسمعها منها‏,‏ ولن تكون الأخيرة‏;‏ لكنني أكتم الضحكة‏,‏ حتي لا تخرج فتحرجها‏,‏ فهي شديدة الحساسية‏,‏ والخوف ممن يسخر منها‏,‏ رغم إنها علي قـدرها‏{‏ وقدهــا أوي‏},‏ لا تكتب ولا تقرأ‏,‏ جاءت من...
من بعيد رأيتها تمسك بطفلتيها اقتربت ودخلت قاعة الدرس، ثم عادت بمفردها حكت لى أنها تعيش هنا منذ عشرين عاما، وأنها غادرت الوادى لتستقر فى العريش مع زوجها وأنها تحب هذه المدينة بجنون ولا تتخيل غيرها وطنا إلا أن ملامحها اكتست بالحزن ومسحة من غضب وهى تقول نحن بحاجة لزيارات لا تنتهى منكم... أين رحلات...
بعد محاولات غير قليلة ظللت بعدها ألف وأدور حول نفسي كثيرا‏...‏ مرات أناجيها‏,‏ ومرات أناديها‏,‏ ومرات أبحث معها عنها‏,‏ أحادثها‏,‏ أسألها‏:‏ أين ولاعتي الصفراء الصغيرة؟ أظن أن زوجتي أخفتها بعيدا عني فأنا المسئول الأول والوحيد أمامها وأمامي. وعدتها كثيرا وقطعت لها العهود والمواثيق أن أتوقف عن...
ن
لملمت أشلاءها المبعثرة على سرير خلا من الانسانية والرحمة، ولكي لا توقظ ذلك الوحش فيعيد افتراسها؛ انسلت بهدوء مستترة بأهداب الليل المسدلة على الغرفة جلست أرضا، سحبت من تحت السرير صندوقا صغيرا من الورق المقوى.... مدت يدها الصغيرة لتستخرج تلك الدمية التي ما فارقتها إلا ليلة انتزعت من أحضان أمها...
أطفو فوق سطح الماء، أبدو مثل حوت كبير، تتقاذفني الأمواج المتلاطمة بآلاف الأذرع...، أطفو. أغوص. الأمواج العاتية تلاعبني يمينا، شمالا. على شط البحر عند خطه الأبيض بالزبد و الرغوة، طوح بالحوت الآدمي هناك، بالكاد أميز غابة من السيقان المشعرة، ربلات السيقان بضة، و أخرى مشعرة. تطوع أحدهم، ألصق...
قال له : ثمة جنون يجعلك تتعلق بأذيال امرأة ، وثمة جنون يدفعك إلى أن تلملم مشاعرك في حقيبة الرحيل وثمة جنون .. - نون ، نون ) كرر الببغاء ( - جنون ، جنون )ردد له ( - نون ،نون .. - تدري ؟ نون النسوة مبتدأ الجنون وخاتمته! .. داعب ريشه .. -نون ، نون ، رددا معا . *** حين أحببتها ، أحببتها وكفى...
هذه حكاية البني التي تأكل الزجاج الملونة و تخرجها قناني بيضاء:السعدية بنت النجار! كان أبوها مختصا في استرجاع بقايا صناديق الخضر و الشاي ليصنع منها صناديق للزينة أو خزن ثياب المناسبات و الحلي٬ أي كل ما جميل و ثمين٬ كان « يخرج العجب من يديه!» و كانت هي أول عجب صنعه:«الطولة٬الرشاقة٬و السر٬و...
الرّابعة صباحاً وبعضُ دقائق. جسدٌ ضئيلٌ يتهادى في تعرّجات طريق خالية. رذاذُ ضباب غريب في مدينة غيرِ مُتعوّدة بعدُ على رذاذ ولا ضباب. النّسماتُ الباردة لا تجد سبيلاً لتلمَس الجسم إلا من خلال الوجه. المصابيح العمشاءُ ترسل أضواءها الشّحيحة، التي تُنير بالكاد طرقات الحيّ الناعس. الحشراتُ التي...
كان الشيخ ياسين محبا لأفراد عائلته وأصبح لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجو العائلي الذي ألفه كما أنه لم يستطع صبرا على أولاده الذين غادروا البيت الكبير بعد زواجهم إناثا وذكورا . فكان يفكر في طريقة للم ّ شمل العائلة ولو مرة واحدة في الأسبوع . فوجه دعوة لأولاده وأصهاره لحضور مأدبة أعدت خصيصا...
واستمر السلم يتصاعد تحت قدمي، والنجوم الصغيرة تكبر أمامي مما يدل على اقترابي منها وأنها تبدو أوضح ! والحرارة تسمط خشب السلم ، فأرفع قدمي الحافيتين عن درجات السلم إلى غيرها فلتذعني نفس السخونة ! وفي كل درجة تشوى قدماي كأنها الوحيدة في المدار التي تبتلع الفلقة بالمربع والمستدير والعمودي ! وأشعر...
أعلى