اُصْرُخْ نار ، مريض ، حادث
لن تأتي سيارات الإسعاف و لا الإطفاء
اُصْرُخْ مشاجرة ، قتل ، دم
لن تأتي الشرطة .
اُصْرُخْ ، فقر ، مجاعة
لن تأتي مساعدات إنسانية
اُصْرُخْ قمع ، تعذيب. إعتقال ،
لن تأتي منظمات حقوق الإنسان
اُكْتُبْ مظاهرة ، عصيان ، ثورة
لن تأتي قوات مكافحة الشغب
لماذا لا يصدقوننا
و لا...
قلتُ رُبْعَ الكلمـهْ
واختفى رُبْعٌ ...
ورُبْعٌ فرّ من صوْتي
كما قطٍّ صغيرْ
فَرّ من خشْخشة في العَتَمهْ ...
وعلى الرّبْع الذي ما زال في حَلْقي
سأحْثو رمْلَ ضيقي
حين لا يبْتَلّ ريقي
وأنا أعترف
بالذي يجعلني أعجز عن وصْف التي
تُشْغلني
كلّما راوغني ما أصِفُ
فهي إيلامي لأنّي
لمْ أقُل ما...
لم تكن الأمكنة يوماً
قراراً، بل قدراً:
نوُلَدُ كي نبحث في أحشاءها
عن ركنٍ
لنُدفَـنَ فيه.
نحمل الأمكنة معنا
كالجراح النازفة،
أو كالذكريات المرّة
التي تتشبث بعقولنا كعلقٍ،
أو كأخيلةٍ
كلما ابتعدنا قدماً،
تزيد ونحن ننقصُ،
وكلما لصقنا مطارحنا،
صرنا أكثر غربةً وعرياً
أمام طباع الحياة.
ماذا فعلنا كي...
أولئك الذين يضعون الرغيف على ركبتهم أثناء الأكل..
و يفتتحون الطعام بحلف اليمين أن تشاركهم .
أولئك الذين يتحدثون عن متاعبهم و أفواههم ملأى بالطعام.
الذين يشعلون سيجارة و الزفر بين أصابعهم..!
و... بالوقت نفسه..
يحفظون رقم صبغة شعر زوجاتهم..
و يحملون طبق الطعام إلى المطبخ..
يجهزون الشاي.. و يلقون...
حادَ الهوى والرّاحُ والجودُ
حين اكتوى بالموتِ محمودُ
وساح فينا سائحُ الحَيْنِ
وناح فينا النّايُ والعودُ
من ذا الّذي يُشفي المُتلظّى
أم أنّ الّذي أفِلَ لا يعودُ
ونائحةٍ للبلادِ تحْمِلُ صراخَها على ضفائرها المتهدّلاتِ وقد التمعتْ منها عبراتُ النٓجومِ...
صغارا
الى جنائنها المعلقة
صعودا
الى عين شمسنا
لم تكن اصوات اسلافنا
سوى أنين حجارات قبورهم الدارسة
ولم تكن اشجارها
ايامى
ولا نارنجها
كأس خمر
ولا سواقيها
عيون نساء
نحن
لم نتقن الخوف
ولن ندع اسوارها حطبا في
مواقد حرّاسها الوثنيين
وغرانيقنا
الغاطسون في جبّ الطين
مسكوا سرّتها
بغناء الفواخت
وهجرة...
في الممر الطويل ِ
افرش روحي سجادة من قصبْ
و أطلق من فوهة الوقت رأسي كناي من الجهتين ِ
يعد الخطى العابرة
وأطرز الروح باللحنْ
للعجوز وقع السحاب الثقيل ِ
وللطفل صوت حبات العنبْ
ولامرأة في الثلاثين مكسورة الشفتين
ساقا قبرة
ووداعة ما يحنّ ْ
كلما أسندت عمرها بجسمها النحيل ِ
يوقظ العمر فيها غبار الكتبْ...
أستحضركِ
كقصيدة شعر
تُخْبي
لهيب ناري،
تلكَ المُغتربة
بين فيافي أضلعي
قافيتها
زمردة
تَبْلُجُ
خاتم سليمان
أستحضركِ
كَتَمَرُّدِ الزوابع
يتمزق شراعي
تُضَلِّلُني بوصلتي
وأتيه
بين خُلَّتي وولهي
و صبابتي ووجدي
وأردّد
أغنية السفر البعيد
في يم اشتياقي
أستحضركِ
كنصٍّ صوفي
خَطَّتْهُ
أشعّة شمس التبريزي...