سرد

ماذا لو فرشتِ لنا الأرض من جنائنك؟ هل كنتِ ستخسرين شيئًا من عبيرك؟ هل سينفدُ أريجُ الأوراق؟ سنكون أروع اثنين افترشا الرمل وتوسدا الذرات الدقيقة. لن نبالي لو تذوقتْ خصلات شعرنا من المكان الذي تدوسه الأقدام قصدًا أو دون قصد. سنفرح كثيرًا كثيرًا، وسنجعل من صباحنا الأغر عنوانًا لحديثنا العفوي، لن...
فى صدره شجون من صداقات كانت أثيرة لديه، تباعدت وأحدثت شروخاً وإرتطامات نفسية موجعة، فى غيابهم إنطفأت بداخله أنقى المشاعر، صدره حقيبة مغلقة على قلبه، الذى كان غافياً، يستريح من الأوجاع التى تنهشه، بين الحين والآخر، يغمس قلمه فى مداد الآسى، يكتب قصصاً قصيرة، لا تفلح فى إزاحة ركام الأحزان، يرى فى...
كان معها على موعد، متى؟ لا يدري، ولكنه ينتظره في أي وقت شاءت، يضبط عقارب ساعته وفق دقات قلبه المتسارعة، يستعجلها حينا ملتمسا لها الأعذار، ويستمهلها حينا آخر حتى لا يستحوذ عليها الإجهاد، أو يعرقل سيرها أو يعطله البعاد، يمسك هاتفه بكفه الأيمن يقلب فيه باحثا عن رقمها، أو متسليا بمحادثاتها التى دارت...
مازال عالقا بين ماضً ويوم قادم لحاضر جديد, لا يدري إلى أين الطريق في تيه المجهول, لا يعرف لعالق مثله وجهة ولا مصي, فكثيرًا ما كان يقص حكاية صديقه الشهيد, الذي كان بجواره وفجأة اقتلعته قذيفة ألقت به على بعد ميل متناثرًا لأشلاء, لم يدر يومها كيف اختطفته هذه القذيفة من جواره؟. ولم تصبه هو رغم...
استيقظتْ لتجد شخصاً غريباً نائماً بجوارها حينها جن جنونها, وطار عقلها من رأسها , وأصيبت بحالة من الذهول ودوار شديد , أرادت أن تصرخ بكل صوتها لتستغيث ولكن الموقف عقد لسانها, فحاولت النهوض لتجري سريعاً من المكان, لكنها شعرتْ وكأن قدماها قد شُلت ولم تقوى على الحركة, حاولت أكثر من مرة ولكنها فشلت...
الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل,يجر أذيال جسده المتهالك, وهو ما زال يلملم شتات أفكاره, ألقى بجسده على سريره نظر لسقف غرفته, وسط ظلامٍ دامس , عيناه ساكنة , شارد الذهن , لا يدري فيما يفكر, أو فيما ينظر, تأتيه نسمة هواءٍ جميلة من نافذة غرفته , شعر كأنه في عالمٍ موازي,وهو ما زال في شرودٍ تام ...
ولدت من أنبوبة رسّام وهبطت على أرض البالتة. مزجني بألوان أخرى. دغدغني بريشته وداس بي على خشب البالتة الرقيق وجعلني نقطة عريضة. أضاف لي لون ولون ولون، فلم أعرف نفسي في انعكاسي على نظارته. صنع مني لونًا أعجبه ولم يعجبني. فكرت أن أفسد لوحته، فانتشر فيها، ولكن أعجبت وردة في زهرية على منضدة صغيرة،...
أستيقظ نديم من نومه صباحا، أرتدى ملابس الخروج ، ثم أغلق باب الشقة خلفه، ترك زوجته نائمة في فراشها وهي تعزف السمفونية التاسعة لبتهوفن من الشخير ، يحب نديم الصمت والهدوء، هاجر من بلاده بسبب الضجيج ، يمشي الان في شوارع هذه المدينة الغريبة ويتمنى ان تكف زمجرة محركات الشاحنات وابواق السيارات عن...
دق جرس التليفون، كما هي العادة لا أحب تلك الرنات المباغتة؛ صوت غريب نبراته غير معهودة؛ يطلب مني أن أسرع لمقابلة أحد الرجال القادمين من العاصمة يركب سيارة فاخرة؛ يحمل رسالة خاصة؛ تكليف من نوع خاص، دارت برأسها الأرض؛ هل وجه إلى اتهام ما؟ بدأت الوساس تفترسني، احتمال أنهم يطلبونك لتتولى مهمة ما-...
في الرؤيا: كانت خطواته المتعبة تتعثر بين الأزقة الضيقة ؛ وشوارعها الطويلة التي لم يجد لها نهاية ولم يكن في مقدوره أن يتذكر بدايتها ، تحيط به المنازل الغريبة ووجوه الناس الممسوخة ، وجوه بلا ملامح ، و بلا قسمات بشرية ، أثارت في نفسهِ شيئا من الخوف ، وزادت رائحة الطرق الترابية والبنايات القديمة من...
إستدعى جيش إشتياقه، أمام رقة ملامحها، وهى الجميلة ذات البهاء والصفاء، فواحة الحضور، المدينة تستسلم للنعاس، الباعة الجائلين تتثائب أفواههم، بعد أن سحبت الشمس أشعتها الأخيرة، نسيم هادىء رائق يتسلل إلى رئتيه، وسط أجواء فردوسية، أقيمت الزينات والإحتفالات فى عرس كأنه ليلة من ألف ليلة، رزقهما الله...
المقطع الأخير من القصة، (البيرة 2018) في أحد الأحياء الهادئة في مدينة البيرة، قبالة منزل حجري مكون من طابقين، أمامه حديقة واسعة منسقة بعناية، وساحة مبلطة مُهدت في ظل دالية ضخمة، ذات قطوف دانية، نزلنا من السيارة، أنا وأصدقائي عماد وصالح وممدوح، وهم من الشبان المهتمين بتوثيق الذاكرة الشفوية، كان...
جلس جوارها بالقطار، لم تكن بالجميلة، فى منتصف العقد الثانى أو أقل أو أزيد بقليل، الجوب قصير، يبرز جمال ساقيها، كأنهما عوضا عن غياب جمالها، لا توجد امرأة قبيحة، لكن توجد المرأة الغبية، التى لم تستطع إبراز نواحى الجمال فيها، تقرأ فى كتاب، إستطاع بعد جهد قراءة عنوانه، اللامنتمى للكاتب الانجليزى...
اليوم حصلت على الشهادة الابتدائية بمجموعٍ مرتفعٍ. كانت الأسرة سعيدةً بي، ووعدني والداي بمكافأة على نجاحي، ولكني قررت أن أكافئ نفسي بنفسي. أظنُّ أنَّني كبرت، ولا مانع من كسر قاعدة من القواعد التي يضعونها لي في البيت ولو مرة. أهب مع صديقاتي اللاتي يزُرن تلك المنطقة التاريخية بالنسبة لنا ويتبادلن...
يستيقظ المسؤول الكبير من نومه وهو يهرب من حلم مزعج، حلم كابوسي، حيث تنشر واجهات الإعلانات في شوارع العاصمة، صور زوجته الفاتنة في كل مكان، وثمة فنان مشهور ينظر لها من برج تظهر وجهه وهو يحدق الى تلك الصور المخزية التي صارت علامة لبيع الألبسة الداخلية، وعرض مثير للسراويل الممزقة من جهات عدة، قرأ...
أعلى