سحبت الشمس أثوابها فى رحلة الغياب، وتسلل الليل عبر شباك النافذة الذى كان مواربا، يقطع السكون رنين الهاتف، الذى حمل خبر نجاح كبرى البنات، أخيرا حصلت على بكالريوس الإعلام قسم صحافة، إلتحقت بالعمل فى إحدى الصحف الخاصة، بعد رفض والدها العمل تحت ريادته، فى واحدة من الصحف القومية الكبرى
- تجلس...
.. ودلفت إلى دكان الخضراوات ، فتبعتها ، ودنوت منها ، ثم همست :
- صباح الخير يا معزوزة. حرکت شفتيها دون أن تنبس ، ثم أشاحت بوجهها ، فعدت أهمس :
- صباح الخير يا معزوزة. قلتها هذه المرة بعد أن أمسكت براحتها ، وضغطت عليها برفق ، ولكنها انتزعتها ، ودارت بعينيها في أرجاء الدكان ، الذي كان يعج بالنسوة...
بعد أن أكملت عملي في انقرة، سافرت الى أزمير، بسبب إصرار أحد أقربائي بضرورة زيارتهم هناك، ازمير هي أقرب محافظة تركية الى بحر ايجه، وبعد الترحيب وتناول طعام الغداء، طلب مني قريبي التجول في المدينة ساعة، ثم الذهاب ساعة أخرى الى مركز المساج في نهاية الجولة، الى حمامات مشهورة بها المدينة .
ليس عندي...
حارتنا محاطة بأسوار قديمة، كل الذين تركوا بصمتهم في التاريخ هدموا من أحجارها الكثير؛ والآن بوابة المتولي مصابة بداء جديد عجز الجميع عن معرفة أسبابه، سكن أبو النوام درب الجماميز على حين غفلة من أهله، جعلهم يتثاءبون كل لحظة، سرى النعاس إلى درب سعادة والسراجين وقلعة الكبش ودرب الهوى وحارة...
– إنه أمر لا يطاق.
قال لنفسه وهو يجتاح النفق المظلم الذي أحسّه طويلاً لا ينتهي. تحسس سكينه، ربما أصبحت قديمةً ولا تؤثر في الحجر الذي يحيط به من كل جانب فيجعله يشعر بالاختناق، وبين لحظة وأخرى يصاب بالغثيان فلا يعرف الخلاص من كل هذا الرعب والتشتت. ألم الوحدة والهواجس التي تلاحقه فتجعله ضعيفاً،...
على الخريطة. تساقطت تباعًا كسماء أمطرت مقصلاتٍ في ليلة بلا غيم ٍ، ثم بطريقة ما أصبحت جزءًا من الشجر والبشر و الحجر ، لم يمت أي شيء ، ولم يعش ، ظل كل شيء معلقٌ على هاوية الحياة ، ولا تزال العنقاء تنتظر رمادًا كافيًا لتنتفض. والحدود مساحةٌ عابرةٌ لقضاء ما استعصى قضاءه خلفها أو أمامها ، كأن ينتقل...
يا له من صوت خرج من سقف حلقه!
ذهل الجميع ونظروا له غير مصدقين، وفي الواقع كان هو أيضا غير مصدق فقد خرج منه بدون أن يدري وكأنه شخص آخر. يبدو أنه قد تعلم الدرس!
في البيت، يستمع "طاهر" إلى الموسيقى واضعا السماعات متأثرا بما يسمعه من موسيقى مع سقوط الدموع من عينه، يقطع اندماجه مع الموسيقى صوت بائع...
كان الحاج مسعد جالسا على كرسيه المتحرك صامتا ساهما يتذكر دائما كيف كان وكيف أصبح، يتم تحريكه يمينا ويسارا ليستقر منزويا في ركن ما. يجيء وقت الغذاء فيأكلون كما يشاؤون ويجد في طبقه المسلوق من الأكل. اشتاق للمحمر والمشمر وإلى خروجاته التي كانت لا تنتهي وجلساته على المقهى. أصبحت من هواياته الآن...
التاسعة مساءً، لا كهرباء، اللّيدات تلقي بضوئها الخجول على الورقة، اعتدت الكتابة على اللابتوب، لكنه معطّل والايباد بطاريته نفذت، نصف سيجارة بيدي اليسري يتصاعد منها خيط أبيض نحو السقف ويدي اليمنى يحرّكها القلم الاسود. الآن سأكتب القصة، هل من السيء أنها تحتوي على الكثير من الحوار؟!
أعددت كأس شاي...
تطلّ من شباك بيت الجيران- الذي لم ألحظه سوى الآن- فتاة تبتسم بمكرٍ، أبتسم لها ببلاهة، تلقي بماء الغسيل فوق رأسي، ألتفت مرة أخرى وأحييها، أمشي بضع خطوات، وأتحسّر على نصف سيجارة، تحتبس في صدري.
أركب سيارة الأجرة، بجانب السائق الخمسيني، يبتسم لي، بثلاث أسنان أمامية، أستلُّ سيجارة لأشعلها، فيعترض...
الحياة لا تعرف البذخ والرأفة، جاءته فرصة السفر لبلاد الثلج والضباب، وهو الطبيب النابه الساعى للرزق، والرزق قليل لا يكفى، ترك عروسه بعد شهر وسافر، تذكر قول الشاعر أمل دنقل :
كل الأحبة يرتحلون / فترحل شيئا فشيئا / من العين ألفة هذا الوطن
يستشعر نداوة هواء بلاده فى رئتيه، تتبعه المدن، وجد عملا...
عظيم الجسم, طويل, شديد بياض الوجه باحمرار, حاد الملامح , قاسي النظرة, جهير الصوت حتى أنه عندما يهمس إليك بسرِ, تجد خلق الله على مسافة غير قليلة قد سمعوا بالحكاية, فصعب أن تحدّثه في شأن خاص.
على رغم هذا كان رقيق القلب, رؤوف بالقطط, لا يعرف التلوّن في الكلام, صريح في حديثه حد الوقاحة, فعفّ الناس...
لم يكن من الخاسرين، فقد ورث اليأس والفقر منذ طفولته. أنه رجل يشبه السفينة التي ثقبتها الثلوج غواية الأمل في حياة مثقوبة الحق، يمشي فوق أديمها في النهار شفرةٍ، وفي الليل أحلام يستريح لتحقيقها على الورق.. أنه بطل من ورق، ارتضى الأوهام بديلاً وركب أجنحة الطموح، لا يجلس بالضرورة على كرسي الحكم ولكن...
للمرة الرابعة يسحب عينيه بصعوبة بالغة ليتفادى نظراتها الثابتة الموجهة بدقة إلى عينيه تحديداً ، كان يحس ببركان يمور في داخله لا طاقة له به ، هرب من نظراتها الحادة الماكرة إلى ساعة الحائط وتشاغل بمصاحبة عقرب الثواني في رحلته الظافرة من دقيقة إلى دقيقة ، إنها الساعة التاسعة ودقيقتان ، حاول ضبط حركة...
كان الحاج مسعد جالسا على كرسيه المتحرك صامتا ساهما يتذكر دائما كيف كان وكيف أصبح، يتم تحريكه يمينا ويسارا ليستقر منزويا في ركن ما. يجيء وقت الغذاء فيأكلون كما يشاؤون ويجد في طبقه المسلوق من الأكل. اشتاق للمحمر والمشمر وإلى خروجاته التي كانت لا تنتهي وجلساته على المقهى. أصبحت من هواياته الآن...