في بلدة الحوادث يسكن الشاب العنيد، هذه صفته واسمه أيضاً، وهذه صفة البلدة واسمها أيضاً. من الطبيعي جداً أن تتصادم السيارات ببعضها البعض، يمر الناس دون اكتراث من فرط تكرار مثل هذه الأحداث، بل إن على مدخل البلدة ينتصب بشكل ملفت للزائرين الجدد، هيكل متبعج لسيارة قديمة يقال إنها أول سيارة تعرضت لحادث...
على حاجز الطيبة قرب طولكرم وفي ساعات مبكرة من النهار ثمّة حياة من نوع آخر، رجال ونساء وأطفال، جنود وموظفون، بيع وشراء، مَرْكبات مدنية وعسكرية، تقنيات حديثة وعربات خيل، أضواء كثيفة ودروب معتمة، رائحة جوّيّة منعشة وحموضة تنبعث من المكان، أصوات مختلطة كثيرة، بشرية وغير بشرية، ومن الطبيعي أن تسمعَ...
في طريق العودة إلى المنزل، هرباً من نصف محاضرة، سحبت نفسي خارجاً منها كالهارب من ساحة قتل، كانت بانتظاري سيارة أجرة، فوتُّ عدة سيارات قبل أن أركبها، لا أعلم لماذا، استقلّيتها، وكان في المقعد الأمامي بجانب السائق رجل خمسيني، يبدو أباً مثالياً بحلة وشعر أشهب يساعدانه على لعب ذلك الدور بحرفيّة...
منذ زواجهما ومركب العمر تسير بهما سيرا هادئا فى بحر بلا أمواج، حتى كان يوما طرقت فيه جارتهما فى الشقة المقابلة الباب، عروس جديدة مثلها،
الأزواج فى أشغالهم نهارا، والثرثرة من نصيب الزوجات، ثرثرات وحكايات عن كل الدنيا، وذلك العالم، الفضائى الفيس والانسجرام والتويتر والواتس، عالم سحرى ينقلك إلى...
لـم يحدث قط أن خلوت بنفسي في كافتيريا كلية الحقوق الا وانشقت الأرض عن فتحية لأجدها فوق رأسي : " صباح الخير يا ميدو .. ممكن أقعد معاك شوية ؟. "
لم تكن فتحية قبيحة فقط ، بل كانت سخيفة ومتصنعة الى أقصى الحدود ، فرغم أنها من بيئة بسيطة ومغرقة في شعبيتها ، الا أنها كانت تتصرف وتتحدث كبنات الطبقة...
نظر أيوب الى المرآة، فلم ير وجهه، أصابه الذعر، لانه يرى الجدار خلفه في المرآة، ولا يرى وجهه؟
لا يريد ان يتسبب بالهلع لعائلته، زوجته وابنته الصغيرة النائمة في غرفة أخرى، ذهب الى مرآة الحمام، نظر الى وجهه، فلم يكن موجودا، أزداد خفقان قلبه ، المشكلة ليست في المرايا، بل في وجهه، ذهب الى غرفة النوم،...
مؤكد أن ما أخبرني به ذلك الرجل الطيب قد حدث؛ بت أتساءل وماذا بعد؟
علي أن أغادر تلك المدينة على وجه السرعة؛ ثمة أخبار ترد من جنوب البلاد أن التماسيح تخرج إلى الشاطيء؛ حين اتصل بي صديقي صبري شوقي أكد لي هذا؛ إنهم يبتعدون عن النهر؛ لم تعد السفن تشق ماءه؛ حين وضعت رأسي على الوسادة مستجلبا النوم...
في شتاء بارد، كنا نتحلق حول جدتي كما لو أننا نلتف حول موقد، يشع من وجنتيها الموردتين حمرة كمشكاة تضيئ، كانت كلماتها الدافئة تسحر عيوننا التي تحدق في عينيها الزرقاوين كعيني قط، لا نسمح لأي أحد منا أن يتكلم أثناء حديثها المشوق، أو حتى يسألها لم نتذكر يوماً أنها لبست ثوبا بألوان زاهية، فمنذ أن...
صفع باب الكوخ ،كأنه يحمله معه خارجًا. مضى بخطى غير محسوبة نحو البحيرة التي تتوسط الغابة ، متعاركا مع أفرع الشجيرات المتهدلة وأوراقها المتشابكة في طريقه. عندما وصل جلس القرفصاء يبكي من داخله ولا تجاوبه الدموع. التقط حجرا وأرسل معه حظه العاثر قبل أن يرميه بالبحيرة كأنه يلوح بفأس. تقافز الحجر عدة...
عينيها النجلاوتين، أكثر إلتماعا من مصابيح الشوارع الباهتة، السماء داكنة إلا من بضعة نجوم شحيحة تلمع فى ضعف، إستفردت بها الوحشة وداهمتها أنياب الوهن، تخاف الموت الذى بات وشيكا، منزلقا على جدران حجرتها، عاشت الحب ولم تكن تدرى له تفسير، تعرف فقط أنه موجود وتعيشه، ولم يعد موجودا، بعد أن تسلل هاربا...
قُرب حديقة خَضراء تحفُّها أزهار الصَيف كانت جلستي على "الكافيه" المفتوح المُلحق بها، لمَحتُه على مسافة غير بَعيدة بشَعره الأشيَبْ المنكوش من هواء تلك الليلة الصيفية، الأستاذ كمال، كان رئيسي في العَمل، تَعجَّبتُ لهيئته، ما بال النَحَافة قد ضربَت جَسده إلى هذا الحد، وما بال مَلابسه تبدو أقل من...
كنت في السوق أعمل في أحد محلات الملابس النسائية، عندما رأيتها أو بالأصح: عندما رأتني- فهي ترى مني أكثر مما أرى منها. أعرف الشفاه التي تضحك، والخدود التي تُمَطُ وتُشَدُ والأَجْبُنٌ الغارقة في تجاعيدها من شدة الضحك، لكنّي لستُ معتادًا على العيون التي تضحك، كيف لك أن تعرف أن ثمّة عينان تضحكان بدون...
تعرف الأماكن روعة السرد في حكايات ليل متدثر برداء الظلام، إنه يناغم بتفاصيل الأحداث يستوعبها كأنما تمثل أمامه حية لم يمض عليها ما يقارب ثلاثة أرباع قرن استوعبه بكل تفاصيله.
تمعنت في خطوط وجهه الذي يبدو مثل البدر في تمامه، كانما هي سطور نص، ياله من بارع في تمثل الحكاية فهو صانعها لا راويها الذي...
سنين ومرت زى الثوانى فى حبك انت / وان كنت اقدر احب تانى / احبك انت
الله الله ياست قالها، وهو يرتشف القهوة فى تلذذ، رغم خسارته دور الطاولة، اليوم تلقى اتصالا هاتفيا ان كتابه الذى استغرق فى كتابته ثلاث سنوات، ضمن الكتب المرشحة لجائزة الدولة التقديرية، القراءة والكتابة عنده عالم شاسع من الأحلام...
إنتظرته مفاجأة قاتلة، فى معمل التحاليل الطبية، أخلت بتوازنه، تعثرت قدمه على السلم، لولا تدافع أحدهم المفاجئ، حال بينه وبين السقوط المحقق، ضاقت به الدنيا
لا يدرى أين يذهب، وقد أكدت نتيجة التحاليل إصابة زوجته بالمرض الذى لا نجاة منه، قفزت صورة إبن صديقه وهو طيار مدنى، كيف حلم الأب بأن رحلة الطيران...