إلى عادل القصاص، وإلى أرواح نعرفها معا.
كان إبراهيم الليموني أعمى، ولأسباب شائعة، عن معرفة أنه سيموت عصر هذا اليوم.
في العادة، يغافلك يوم موتك الجاحد بأن يظهر لك كيوم عادي كسائر الأيام، فقط الآخرون سيعرفون أفضل منك، وهذا بالضبط ما حدث لإبراهيم الليموني.
كالعادة، أي عادته، أنه يستيقظ مبكرا...
سرد أحد نزلاء المقابر لدى عواد حكايته لتكون عظه أو حكمة لمن يقرأ ما دونه عواد في سجلاته عن حكايات الموتى..
يقول النزيل 1890 –وهو تاريخ دفنه- بدأت من تحت الصفر، كنت شيالاً بميناء الإسكندرية ثم تمكنت أن أكون رئيس الشيالين في فترة قصيرة من عملي بالميناء رغم صغر سني، لقد كنت محبوباً من الزملاء،...
بزيت شعرها الخاص .. تدهن سما شعره الكثيف المتهدل على عينيه .. ثم تمشطه له على مهل .. بعد حمام ساخن .. ليجري كالكرة متدحرجا هنا وهناك .. فمنذ أن أهداها إياه خالها كريم .. وقد أصبح محط اهتمامها البالغ .. بحب يتمسح بسيقانها .. عاويا لها بطريقة كأنها رجاء .. تفهم سما ما يريد .. فـتعتلى السلم...
كنت أعرف امرأة استوطن السرطان رحمها. وهناك في رحمها، يختبئ كل الأطفال الذين لم تلدهم أمهاتهم، روضة أطفال رحمها، تُلصقهم صدرها، تلقُمهم ثديها، وتمد لهم ذراعيها بين الحبو والعَدْوِ، تدسُّ لهم شطائر الزعتر بحقائبهم عنوةً، تمشّط شعرهم، وتجدّل شعرهنّ في حضنها، تراقبهم من وراء الشباك يركبون الباص، بكل...
... ومن دونهما عصفوران يشقشقان من روعةِ المكان وشدةِ الفرح، لونهما مثل لون جسديهما الغضين، قال لها :لاتعجبي من فرحة طائرين بجناحين؛ ربما من فرحهما سيطيران بالحُبِّ ويتركان لنا النظرات، قالت ياليت لنا جناحين فنهرب مثلهما من الأرض حتى نستلذ بالحب في الجو، قال لها دعينا على الأرض فأنا أخشى أن أهوي...
بعد بضعة أيام من العمل،قلت لنفسي لن أصمد في حمّام البخار هذا،وسأغادر بعد أيام،حاولت أن أقلد الإنجليز الذين يخرجون للسباحة في هذا الطقس المثقل بالحرارة والرطوبة،وقلت في نفسي لعلّ السرّ في القبعة،استعرت قبعة من أحدهم،أعارني إياها عن طيب خاطر لمّا شرحت له الظروف،ولكني ما كدت أخطو إلى الخارج حتى...
ــ انطلاقاً من النص المعرفي في تعارف اللقاء الأول، اسمحي لي سيدتي أن اقول لك:
ــ التجليات الكبرى لإعلاء قيم المعرفة والتواثق فيما بيننا لإكمال دائرة الدهشة مرهون بالتفكير النقدي والتواصل الفكري، وليس بالتسلل عبر البنية اللاشعورية للذات عند خفقان النظرة الأولى.
نظرت اليه بعينين زائغتين وهزت...
يضوع عطرها وينتشر فيسكره،
يبادلها الإبتسام وهو يضع الساندوتش الذى إعتادته على الطاولة، شاهد حيرتها وهى تفرغ حقيبتها فوق الطاولة، بحثا عن النقود التى لم تجدها بين دهشتها وحيرتها،
عاد النادل بفاتورة الحساب
بعد ما سددها من جيبه، شكرته وهى الزبونة الدائمة للمطعم، أشياء كثيرة تدور برأسها لم يكن من...
كان حجمها برأس نملة لكنها كانت قادرة على التطويح بهذا الجسد الكبير وجعله يتهاوى دابًا الأرض، لقد كان الرجل في معرض بحثه عن الله في سنوات حياته الأخيرة، فقد أضحى يصلي بل ويصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. لا يريد للقطار أن يفوته. خمنت بفعلها هذا أنها قدمت اليه معروفًا، من يظفر بموتة كهذه،...
في بلدة الحوادث يسكن الشاب العنيد، هذه صفته واسمه أيضاً، وهذه صفة البلدة واسمها أيضاً. من الطبيعي جداً أن تتصادم السيارات ببعضها البعض، يمر الناس دون اكتراث من فرط تكرار مثل هذه الأحداث، بل إن على مدخل البلدة ينتصب بشكل ملفت للزائرين الجدد، هيكل متبعج لسيارة قديمة يقال إنها أول سيارة تعرضت لحادث...
على حاجز الطيبة قرب طولكرم وفي ساعات مبكرة من النهار ثمّة حياة من نوع آخر، رجال ونساء وأطفال، جنود وموظفون، بيع وشراء، مَرْكبات مدنية وعسكرية، تقنيات حديثة وعربات خيل، أضواء كثيفة ودروب معتمة، رائحة جوّيّة منعشة وحموضة تنبعث من المكان، أصوات مختلطة كثيرة، بشرية وغير بشرية، ومن الطبيعي أن تسمعَ...
في طريق العودة إلى المنزل، هرباً من نصف محاضرة، سحبت نفسي خارجاً منها كالهارب من ساحة قتل، كانت بانتظاري سيارة أجرة، فوتُّ عدة سيارات قبل أن أركبها، لا أعلم لماذا، استقلّيتها، وكان في المقعد الأمامي بجانب السائق رجل خمسيني، يبدو أباً مثالياً بحلة وشعر أشهب يساعدانه على لعب ذلك الدور بحرفيّة...
منذ زواجهما ومركب العمر تسير بهما سيرا هادئا فى بحر بلا أمواج، حتى كان يوما طرقت فيه جارتهما فى الشقة المقابلة الباب، عروس جديدة مثلها،
الأزواج فى أشغالهم نهارا، والثرثرة من نصيب الزوجات، ثرثرات وحكايات عن كل الدنيا، وذلك العالم، الفضائى الفيس والانسجرام والتويتر والواتس، عالم سحرى ينقلك إلى...
لـم يحدث قط أن خلوت بنفسي في كافتيريا كلية الحقوق الا وانشقت الأرض عن فتحية لأجدها فوق رأسي : " صباح الخير يا ميدو .. ممكن أقعد معاك شوية ؟. "
لم تكن فتحية قبيحة فقط ، بل كانت سخيفة ومتصنعة الى أقصى الحدود ، فرغم أنها من بيئة بسيطة ومغرقة في شعبيتها ، الا أنها كانت تتصرف وتتحدث كبنات الطبقة...
نظر أيوب الى المرآة، فلم ير وجهه، أصابه الذعر، لانه يرى الجدار خلفه في المرآة، ولا يرى وجهه؟
لا يريد ان يتسبب بالهلع لعائلته، زوجته وابنته الصغيرة النائمة في غرفة أخرى، ذهب الى مرآة الحمام، نظر الى وجهه، فلم يكن موجودا، أزداد خفقان قلبه ، المشكلة ليست في المرايا، بل في وجهه، ذهب الى غرفة النوم،...