مؤكد أن ما أخبرني به ذلك الرجل الطيب قد حدث؛ بت أتساءل وماذا بعد؟
علي أن أغادر تلك المدينة على وجه السرعة؛ ثمة أخبار ترد من جنوب البلاد أن التماسيح تخرج إلى الشاطيء؛ حين اتصل بي صديقي صبري شوقي أكد لي هذا؛ إنهم يبتعدون عن النهر؛ لم تعد السفن تشق ماءه؛ حين وضعت رأسي على الوسادة مستجلبا النوم...
في شتاء بارد، كنا نتحلق حول جدتي كما لو أننا نلتف حول موقد، يشع من وجنتيها الموردتين حمرة كمشكاة تضيئ، كانت كلماتها الدافئة تسحر عيوننا التي تحدق في عينيها الزرقاوين كعيني قط، لا نسمح لأي أحد منا أن يتكلم أثناء حديثها المشوق، أو حتى يسألها لم نتذكر يوماً أنها لبست ثوبا بألوان زاهية، فمنذ أن...
صفع باب الكوخ ،كأنه يحمله معه خارجًا. مضى بخطى غير محسوبة نحو البحيرة التي تتوسط الغابة ، متعاركا مع أفرع الشجيرات المتهدلة وأوراقها المتشابكة في طريقه. عندما وصل جلس القرفصاء يبكي من داخله ولا تجاوبه الدموع. التقط حجرا وأرسل معه حظه العاثر قبل أن يرميه بالبحيرة كأنه يلوح بفأس. تقافز الحجر عدة...
عينيها النجلاوتين، أكثر إلتماعا من مصابيح الشوارع الباهتة، السماء داكنة إلا من بضعة نجوم شحيحة تلمع فى ضعف، إستفردت بها الوحشة وداهمتها أنياب الوهن، تخاف الموت الذى بات وشيكا، منزلقا على جدران حجرتها، عاشت الحب ولم تكن تدرى له تفسير، تعرف فقط أنه موجود وتعيشه، ولم يعد موجودا، بعد أن تسلل هاربا...
قُرب حديقة خَضراء تحفُّها أزهار الصَيف كانت جلستي على "الكافيه" المفتوح المُلحق بها، لمَحتُه على مسافة غير بَعيدة بشَعره الأشيَبْ المنكوش من هواء تلك الليلة الصيفية، الأستاذ كمال، كان رئيسي في العَمل، تَعجَّبتُ لهيئته، ما بال النَحَافة قد ضربَت جَسده إلى هذا الحد، وما بال مَلابسه تبدو أقل من...
كنت في السوق أعمل في أحد محلات الملابس النسائية، عندما رأيتها أو بالأصح: عندما رأتني- فهي ترى مني أكثر مما أرى منها. أعرف الشفاه التي تضحك، والخدود التي تُمَطُ وتُشَدُ والأَجْبُنٌ الغارقة في تجاعيدها من شدة الضحك، لكنّي لستُ معتادًا على العيون التي تضحك، كيف لك أن تعرف أن ثمّة عينان تضحكان بدون...
تعرف الأماكن روعة السرد في حكايات ليل متدثر برداء الظلام، إنه يناغم بتفاصيل الأحداث يستوعبها كأنما تمثل أمامه حية لم يمض عليها ما يقارب ثلاثة أرباع قرن استوعبه بكل تفاصيله.
تمعنت في خطوط وجهه الذي يبدو مثل البدر في تمامه، كانما هي سطور نص، ياله من بارع في تمثل الحكاية فهو صانعها لا راويها الذي...
سنين ومرت زى الثوانى فى حبك انت / وان كنت اقدر احب تانى / احبك انت
الله الله ياست قالها، وهو يرتشف القهوة فى تلذذ، رغم خسارته دور الطاولة، اليوم تلقى اتصالا هاتفيا ان كتابه الذى استغرق فى كتابته ثلاث سنوات، ضمن الكتب المرشحة لجائزة الدولة التقديرية، القراءة والكتابة عنده عالم شاسع من الأحلام...
إنتظرته مفاجأة قاتلة، فى معمل التحاليل الطبية، أخلت بتوازنه، تعثرت قدمه على السلم، لولا تدافع أحدهم المفاجئ، حال بينه وبين السقوط المحقق، ضاقت به الدنيا
لا يدرى أين يذهب، وقد أكدت نتيجة التحاليل إصابة زوجته بالمرض الذى لا نجاة منه، قفزت صورة إبن صديقه وهو طيار مدنى، كيف حلم الأب بأن رحلة الطيران...
"ما شِم شلخا؟ مِ إيفو أتا؟ تفيلي تعودِت زهوت، ريشون لخنساه لإسرائيل = ما اسمك؟ من أين أنت؟ أعطني بطاقة هويتك، تصريح الدخول إلى إسرائيل"."أتا يوديع عِبغيت؟ = هل تعرف العبرية؟".
عدّة أسئلة سريعة متتابعة، وكان يريد إجابات قصيرة عليها، ونطق ألفاظا بالعربية بلكنة قبيحة، تختلف كثيرا عن لَكْنَة...
منذ أيام قليلة انتظم نومي، بدأت أستعيد شعوري بالسعادة، كأني نسيت أني فلسطيني، وكأن لا شيء يحدث في سوريّة والعراق وغزة منذ عشر سنوات. لكن ها أنذا مستيقظ والساعة قد تخطت الثالثة صباحًا، وأحدق في أطراف الغرفة كأني أنتظر شيئًا أو شخصًا يأتي. هناك مثل صيني يقول أصعب ثلاثة أشياء: أن تحاول أن تنام بلا...
كنت معهم اشعر باناقة باستمرار اشعر بالحياة تدب في مفاصلي في كل جزء من كياني
هم الحياة النرجسية..
كانت تجلس هنا باستمرار صغيرة الحجم بفساتينها الصغيرة الأنيقة ، تلقيها أمها كل يوم في نفس المكان ، فتجلس تصفق كلما علا صوت التلفاز بأغنيه وتضرب بكعبيها على الأرض بارتجال غير منضم وتهمهم بكلمات لا تجيد...
الساعة الآن الثانية عشرة ليلًا إلا دقيقة واحدة ..
بدأ العد التنازلي .. ثلاثة ثوان .. ثانيتان .. ثانية واحدة شطرت الزمن إلى ما قبل وما بعد .. تعالت صيحات الناس كأنها عدوى سرت بينهم .. أخذوا يقبلون بعضهم محتفلين باستقبال عام جديد .. أنا الوحيد بينهم كنت أنظر من أعلى جسر بونت دي زار وهو يعكس...
حبيبتي، يحلو لي أن أناديك هكذا فأستأنس، كمن يناجي النجوم في السماء، وكمثلها أنتِ بعيدة. أردت أن أحكي لك كيف اكتشفوا الحب، قديمًا عندما كان أجدادنا يحتمون في الكهوف، بأدمغة أصغر قليلًا من أدمغتنا، لم يكن لديهم وقتٌ للحب، أو ربما لم يسجلوه أو يرسموه على جدران الكهوف كما وصلتنا أولى وسائل التعبير...
كعادتها تقضي نهار رمضان في إعداد مأدبة إفطار تعج بما لذ وطاب من صنوف الطعام، تعمل جاهدة على تلبية طلبات الجميع، تؤمن أن الطعام يختلف مذاقه إذا كان الحب والاهتمام من مقاديره الأساسية، لذا كانت تبث طعامها كل طاقة الحب الكامنة داخلها لأسرتها الصغيرة، تطيل الوقوف في المطبخ، في صحبة الراديو الصغير...