في الرؤيا: كانت خطواته المتعبة تتعثر بين الأزقة الضيقة ؛ وشوارعها الطويلة التي لم يجد لها نهاية ولم يكن في مقدوره أن يتذكر بدايتها ، تحيط به المنازل الغريبة ووجوه الناس الممسوخة ، وجوه بلا ملامح ، و بلا قسمات بشرية ، أثارت في نفسهِ شيئا من الخوف ، وزادت رائحة الطرق الترابية والبنايات القديمة من...
إستدعى جيش إشتياقه، أمام رقة ملامحها، وهى الجميلة ذات البهاء والصفاء، فواحة الحضور،
المدينة تستسلم للنعاس، الباعة الجائلين تتثائب أفواههم، بعد أن سحبت الشمس أشعتها الأخيرة، نسيم هادىء رائق يتسلل إلى رئتيه، وسط أجواء فردوسية، أقيمت الزينات والإحتفالات فى عرس كأنه ليلة من ألف ليلة، رزقهما الله...
المقطع الأخير من القصة،
(البيرة 2018)
في أحد الأحياء الهادئة في مدينة البيرة، قبالة منزل حجري مكون من طابقين، أمامه حديقة واسعة منسقة بعناية، وساحة مبلطة مُهدت في ظل دالية ضخمة، ذات قطوف دانية، نزلنا من السيارة، أنا وأصدقائي عماد وصالح وممدوح، وهم من الشبان المهتمين بتوثيق الذاكرة الشفوية، كان...
جلس جوارها بالقطار، لم تكن بالجميلة، فى منتصف العقد الثانى أو أقل أو أزيد بقليل،
الجوب قصير، يبرز جمال ساقيها، كأنهما عوضا عن غياب جمالها،
لا توجد امرأة قبيحة، لكن توجد المرأة الغبية، التى لم تستطع إبراز نواحى الجمال فيها،
تقرأ فى كتاب، إستطاع بعد جهد قراءة عنوانه، اللامنتمى للكاتب الانجليزى...
اليوم حصلت على الشهادة الابتدائية بمجموعٍ مرتفعٍ. كانت الأسرة سعيدةً بي، ووعدني والداي بمكافأة على نجاحي، ولكني قررت أن أكافئ نفسي بنفسي. أظنُّ أنَّني كبرت، ولا مانع من كسر قاعدة من القواعد التي يضعونها لي في البيت ولو مرة. أهب مع صديقاتي اللاتي يزُرن تلك المنطقة التاريخية بالنسبة لنا ويتبادلن...
يستيقظ المسؤول الكبير من نومه وهو يهرب من حلم مزعج، حلم كابوسي، حيث تنشر واجهات الإعلانات في شوارع العاصمة، صور زوجته الفاتنة في كل مكان، وثمة فنان مشهور ينظر لها من برج تظهر وجهه وهو يحدق الى تلك الصور المخزية التي صارت علامة لبيع الألبسة الداخلية، وعرض مثير للسراويل الممزقة من جهات عدة، قرأ...
نمت وصحوت وما تركت الأحلام منامي ،تخادعني وتأبى إلا أن تمثل لي واقعا ،رأيت الراحلين تجمعوا ربما شدني بعضهم لعالمه،ولعلني متشوق إلى رؤيتهم ،ثمة ظنون تعاودني كل حين، ها هي الليالي تتوالى والذكريات تتدافع ،أمسك ببعض خيط منها فتفر هاربة مثل غزال يهرب من قانصه،لعين تتبعني رواء جمال ويد دلال!
الجوع...
نسوق الأحلام إلى خط النهاية، لم نكن نعلم حقيقة الأحلام، ضحكاتنا، مساءاتنا، ليالينا المقمرة، ركضنا في الصباح، مزاحنا لدرجة العراك والعتاب والهجران، أقول لها بعد الخصام :هذه آخر محطات المزاح، تهزأُ بي ثم تركلني فتسقط على الأرض، يُغشى عليَّ من كثرة الضحك على ريشة وقعت على الأرض ليحركها الهواء،...
كلمات عابثة متسكعة على سطور غير مستقيمة، وسنوات عمر تتساقط سنة تلو أخرى، كأوراق خريف ذابل، بها نكهة الشوق المجروح، وخطى الحنين المرتعشة، وذاكرة هرمة موبوءة بالصدأ تارة، ومثقوبة بأضغاث أحلام تارة أخرى، الحزن ينمو ويكبر ويتمدد كشجر اللبلاب، الذاكرة شاحبة متعبة، لا نرى من خلالها سوى الجزء الأصغر من...
ذهب مبكرا ساعة عن موعد أول مباراة شطرنج له في المسابقة لهذا العام. أخذ يتمشى في جنبات المكان. الأنوار ساطعة والمكان واسع، وطاولات الشطرنج بدت متراصة بطول وعرض المكان مع وجود ساعات التوقيت على كل طاولة. لقد عرف على مدار السنين أصول المسابقة وتدرب كثيرا طوال الشهور الماضية وراجع كتبا في الخطط...
… إذ وجدتني حرّاً , طليقاً , مُتفرّداً , جامحاً , متمرّداً , غير مشاعٍ ولا تابعٍ ولا مُتعدّد..!!
كنت أُدوّر العالمَ بإصبعي مثل كرة , وفجأةً تسلّلت إليَّ من بين سطور قصَّتك المشؤومة , وهمستَ لي بكلماتِك الشيطانيّة:
” ما أمرَّ أن تبقى عازباً .. أن تكون مريضاً وحدك, خلال أسابيع, وأنْ تتأمَّلَ من...
عادة ما تنفض أسمار المساطب في مثل هذه الساعة من الليل؛ فتسكن حركة الأهالي، و تتلاشى أصوات الساهرين؛ فيملأ النباح الشوارع المظلمة، و تضج الغيطان بنقيق الضفادع، و صفير الصراصير. تغلق الأبواب، و تطفأ المصابيح؛ فتجثم العتمة فوق النجع. تغفو حياة، و تستيقظ حياة أخرى محمومة فوق الفرش، و إلا، فالنوم...
تأتي ريماس، كل يوم، الى ساحة التماثيل، في مركز هذه المدينة البعيدة عن ديارها، وهي تضع على وركها العريض طفلتها ذات العامين، ثم تجلس في مكان محدد على مصطبة حديدية، أمام أحد التماثيل، الذي يشبه وجهه الى حد كبير، وجه الألماني الوسيم الذي ألتقاها قبل ثلاث سنوات في مؤسسة توزيع المساعدات على اللاجئين،...
جاء من قريته بعد التحاقه بكلية الآداب بالإسكندرية، لم تره المرأة من قبل ولا تعرف مدى قرابته لزوجها، كان طويلا نحيفا خجولا، ينظر إلى الأرض معظم الوقت وهو جالس بينهم.
رحب زوجها به، وظلا يتحدثان عن القرية وما حدث فيها؛ لقرب الفجر، وزوجها في غاية السعادة، فهو يحب الحديث عن القرية، ذكره ذلك الشاب...
ما زلت أذكر جيدًا ذلك اليوم الذي التقيتُك فيه لأول مرة، كنتُ في الثانوية العامة، وطوال الطريق إليك كنتُ- كعادتي قبل الذهاب إلى أي لقاء مهم- أتخيل كيف سيكون اللقاء، بل وأتمادى في رسم الحوارات والسيناريوهات المتوقعة. صافحتَني بحرارة ثم تحسست وجهي بين يديك. تنظر إليّ وتقول في نفسك، كيف تحوّل ذلك...