لم تصلني إلا بعد فترة طويلة ،لقد كتبها وهو يودع كل أصحابه،لم يجد أحدا غيري يعهد إليه بأسراره،لم يشأ أن يغادر وكل هذه الأحمال على كتفه،أراد أن يتخفف منها،البوح كثيرا ما يخفف التعب النفسي،بل أحيانا يكون علاجا لآلام الجسد،أخبرتني أختي الكبرى : كان ثابت القلب،لكنه كان يمس جدران البيوت التى...
ما أدهشني وأثار استغرابي، في الحقيقة لم يكن استغرابًا ولا دهشة؛ قدر ما هو فزع؛ فكل الأشياء من حوله تمضي، ويأتي غيرها ويمضي أيضًا؛ إلا هو!
تحينت لحظات هدأ فيها فزعي قليلًا؛ نعم قليلًا؛ ففزعي منه لا يفتأ يباغت حواسي، وكلما حاولت التغاضي عن متابعته؛ فشلت، أو بالأحرى لأكون صادقًا معكم، ما كان مني...
رفقاء الزمن هم تحويشة العمر، نور الأيام شديدة الحلكة، خضرة الروح وطراوتها، يجتهد فى تضميد جراح الأيام، وسد ثقوب خيمات العمر، وترميم حطام الزمن وتداعياته، بداخله خراب بحجم الكون، مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحه اللينة، تنهشه الوحدة، وتبتلعه الحوارى الضيقة المتداخلة فى بعضها، يلف معها ويدور حتى...
نَبْضَةٌ مُخاتِلة
معاوية ماجد
_______________________
إِلْحَاء
على تخوم ذكريات بائسة
تحمله زقزقة طائر متشرد
مَنْهوم بالترحال
يقف على قدم واحدة
على فرع ممتد
من شجرة بلوط
باسط جناحه گ آلة تشيلو
منصوبة للعزف والإيقاع
يمرر قدمه الأخرى عليه
في مريرة بائنة
يهتز الفرع ..
تتساقط الأوراق
ذات اللون...
كنا نغادر بلاد السعف و اعواد البخور ،، متواريا خلف اوردتي لاحتمي من قلق التردد، و نحن نرسم مسار فرارنا نحو عالم جديد ،، لم نكن ندرك بأنه خديعة مغلفة بورق السليفون ،، تقتات حيوات نابضة بالحياة و تنثر فتاتها كفراشات براقة ، جاذبة ببؤرتها المتكورة لأجساد انهكها النسيان...
كان صمتي المهجور...
لاشيء هناك؛ هذه إجابة أحاول كل مرة أن أقنع بها نفسي؛ أنتظر رسالة أو ضوء مصباح أو أي دليل يؤكد لي أنهم مازالوا متواجدين في ذلك البيت حيث دب الوهن في جسدي؛ كانا بالنسبة إلي الملاذ آوي إليه، يشعرني كل هذا بالأمن حيث أفتقد من يذود عني؛ تغيرت الدنيا من حولي؛ رغم أنني أمعن في السخرية من تلك التجاعيد...
أصبح عضوا بارزا فى جماعة الأدب بالكلية، لإجادته الشعر إلقاء وكتابة،
فى المهرجان الشعرى السنوى الذى تقيمه الجامعة، ألقى قصيدة شعرية، صفق لها الحضور طويلا، ومن بينهم تلك الفتاة، متأنقة المظهر والمنظر، إقتربت منه مبدية إعجابها بالقصيدة، بعد أن رددت بعض المقاطع، التى حفظتها عن ظهر قلب،
أنت أحد إثنين...
ابتلع ريقه مرتبكا وهو يتطلع إلى عيوننا الشاخصة إليه، والمنصتين لحديثه الخافت، تزحزح قليلا في جلسته مائلا نحوي بجذعه - متوددا - وهو يمشط لحيته الكثة المطوية فوق بطنه الضخمة بأنامل رشيقة ذكرتني بصديقي عازف القيثارة ماركس :
- ليس من هب ودب وقال أنا عالم يصبح عالما، الإسلام ياجماعة نظام عالمي عظيم...
أخرج جهازه الخلوي ليتصل " بالجي بي اس" الخاص به يحدد موقعه بالضبط وحتى يتمكن من الاتصال بالبيت أو الشركة التي يعمل بها, ليتمكن من إرسال رسالة مباشرة لمركز الطوارئ التابع لقسم التشغيل الخاص بعمله ليخبرهم بما حدث له ويطلعهم على الموقف , ولكي يطلب منهم المساعدة العاجلة ليرسلوا له أحد الفنيين...
يراقب اسراب الطيور العائدة، وموت عصفور قتلته رصاصة طائشة، مثلما تفعل بالانسان، مركبة تسابق الريح فوق الأسفلت، يرسم ماينقشه الظل، يتسكع خلف أبواب المدن المنكوبة، ثم يهوى فى ليل الرماد الطويل، نقيا فى تواضعه، يعيش على موارد روحه، قبل أن تتوه روحه على ضفاف الوداعة، هل تمهله شمس أحلامه الغاربة بعض...
- خيبة الله عليك
- أخفض صوتك يا أستاذ لا تفضحنا..
قال بصوت مبحوح وقفز من مكانه لملاقاتي. يجلس عبده في مدخل زقاق سوق الخردة؛ عادة يكون منهمكا في شأنه خلف مكتبه؛ من خلف النظارة الطبية يختفي شبح عالم أو مخترع ويبرز مكانه وجه نحيف أسمر؛ لوهلة يبدو لك شاب في الثلاثين؛ لكن عندما تقترب منه وتخاطبه؛...
هذا الصباح سيكون البداية.. حدّث نفسه عندما جلس خلف المقود، لقد سئم أوامر الركاب، وتحمّل نزق بعضهم، واستهتار البعض الآخر، وتبرمهم المتكرر.. هو هكذا منذ أكثر من ثلاثين عاماً. استبدل خلالها أكثر من سيارة، ورأى وجوهاً كثيرة، وشوارع مختلفة، وأحياء وأماكن عديدة للمدينة التي وطأها للمرة الأولى، مع...
طلب من إخوته الحضور والإنصات إليه،
أكبر إخوته الجميع يحبه ويقدره،
- قال : اليوم يوافق خروج والدنا فى سن المعاش، الذى يسمونه سن التقاعد، والثلاثين الثانية هى مجموع ستين عاما تعنى آخر أيام له فى العمل اليوم،
- فى ورقة بيضاء رسم مثلث متساوى الأضلاع، فى قاعدة الضلع الأول رسم طفلا، وفى قمة...
في قرية الميرمية والأعشاب المرصوفة على خاصرة الجدار ، أرى خالا أزرق يتموج من ورائه وطن، أنظر خلفي للشرق، بينما الحافلة تشق طريقها للغرب.
وأنا لي قلبٌ متعلقٌ بالشرق، لي قلب يعشق الشمس وهي تتخمرُ في عين الجبل، مولعٌ بتأمل انفصام الضوء عن بؤبؤ الجبل، وتوديعه آخر خيطان الشروق.. أختلس النظر خلفي...