سرد

قيل فى الآثر : " يظل الرجل الرجل حتى يقابل المرأة المرأة ويحبها .. " ويحكى أن عنترة اصطدم يوما بحائط اليأس من وصل عبلة، فأخذ سيفه وفرسه وحزنه وأسرع فى الصحراء، لم يُعدّ النُهُر التى ظهر فى نهايتها القمر، ولا الليالى التى غابت فى بدايتها الشمس.. لكنه فجأة استشعر الجوع والعطش لجسد عبلة وقلبها،...
خالد السيد علي مختصر الحياة.. مفيش فايدة مؤقتاً.. نعم لا فائدة.. أصبحت الحياة مطمعاً لكل من تسول له نفسه وهو يتزاحم ويتولى عرشاً أو مركزاً وكأنه يرشف من الحياة جرعات من الملذات النفسية.. هكذا بدأ الراوي كلماته.. أن الحياة أصبحت مطمعاً وكأن الحياة مستمرة لا فناء ،وكأنها الخلود.. استطرد الراوي...
" إهداء إلى أمي الحبيبة " ماتت " نجيبة", رحمها الله, رحلت عن الدنيا بعد ثمانية عقود عاشتها على الأرض, خرجت ولم تملك منها غير عقد رخيص الثمن من خرز أزرق يميل للسواد يحيط برقبتها كمشنقة انعقدت ولم تنفك حتى وفاتها, خاتم من نحاس يخنق بنصرها الأيسر منذ عقود بعيدة. كذلك وُجدت تحت وسادتها صُرّة تحوي...
يطوف أرجاء السوق. يتسكع بملابسه المتسخة،تتنسل خيوط جلبابه واهية النسج . يراقبه الجن ساعة...ساعتين،يتلصص خلفه من حلقة مزاد إلى أخرى. تتداخل النداءات : "قشطة يا جوافة يابنور" . تتسابق الصيحات : حلو يا بلح "حيانى "، رطب" يا إمهات يا سيوى" . وفتحي ـكعادته يتجول عسى أن يفوز بأرخص...
فكرة لقائِه شدّت مفاصل رغبتي ،، تلك قصتي مع الترقب،، طُربت حين رأيته يعبر امامي..ندوبه الصغيرة علي صفحة وجهه ،. تُحاكي نُظم فسيفساء نُمقت بحرز ، خطواته الواثقة تحفر بايقاعها صدي يرنُ و لا يملُ سماعه ، صديقي تيره راقب سٍيماء انطباعاتي المشوبة بالتمني ، " دعني ارتب لك لقاء مع السماوي"...
البحرُ يُغري بالتخفّفِ من كل شيء؛ تخلعُ عنكَ ما تَبَدّى لوهلةٍ لك ستراً عَلَّ النسيمَ يتغلغلُ في مسامكَ فتنفجرُ روحٌ محبوسةٌ فيكَ قد تكونُ روحكَ، ولأنّ البحرَ يحتملُ الاحتمالاتِ قد تكونُ روحاً تلبَّسْتَ بها فضِقتَ أو ضاقتْ بكَ.. ولأنّ البحرَ يحتملُ التأويل، تخلعُ المعنى عن جانبيكَ وتكتفي بمئزرِ...
في لحظة لا أتذكرها كنت هنا، مضت الأيام ولا أجد مبررا للحديث عن أشياء صارت باهتة؛ غامت ذاكرتي، الأمر الوحيد الذي يدفع بي للقلم هو أثر الجرح على جسدي، خطوط تركها سوط الجلاد الذي لا يرحم على ظهري؛ بصقته في وجهي؛ يوم أن اقتادوني في ظلمة الليل الذي فقد قمره، حشرت مع آخرين؛ يبدو أنني ارتكبت جناية لا...
تجاوزت (يامنة) الثمانين سنة. ظهرت زرقة الوشم متقطعة على ذقنها بين التجاعيد التي غطت على بياض وجهها. رغم نحافة جسمها ، وانحناء ظهرها، فقد ظلت تتحرك ببطء وحذر داخل البيت. الأبناء كبروا وهاجروا واستقروا في القرى والمدن البعيدة. منذ خمس سنوات رحل عنها الحسين زوجها. رغم الخلافات الطفيفة التي تظهر من...
انتهت حالة الهيجان العصبي التي أسفرت عن جلطة دماغية خفيفة، مضت ساعات الترقب كأنها قطار فقد طريقه. تعرضت لمثلها من قبل؛ يؤسفني أن هذه الحالة أطارت ببقية خلايا عقلي، ما عدت أميز بين الناس، صرت المجذوب يركض في كل ناحية؛ قالت أمي: إن الفضيحة أن تنكشف لك سوءة؛ وما أدري أن الخرق يتسع على الراتق، كنت...
أثارت قضية المنافسة الحادة لاقتناء رفات أحدي اعتي الطغاة و جلادي شعبه،، موجة من السخط العالمي و التهكم ، امراة عجوز باحدي دور العجزة و المسنين ،" كانت تبتسم و تردد. : يا للهول ! " رحيلي لن يحظي باهتمام ،، سيغيب أبنائي ،، من سيدفننا بتقدير... عاصفة من الانتقادات ، اجتاحت كل انحاء العالم ،،...
يصعب الحديث عن "سعادات" القاص باسم الشريف، خارج نطاق اهتمامه اليومي بشقاء الآخرين وأحزان زمنه ومشكلات فنّه الذي يزاوله بجدّية تقرب من الصلاة. إنها مراحلُ متزامنة مع الكتابة والحياة اليومية المتقلبة بين الفرح والحزن، ومتوالية كتوالي نضوج التَّمر في الأعذاق والتهيؤ الموسمي لقصّه وتعبئته وتسويقه...
حينما انتهت المعركة ؛ لم يكن يستر عاره سوى بطاقة متسخة معلقة على صدره مكتوب عليها اسمه و وظيفته. جادو متحصل رسوم النفايات. بدت حواء بائعة الشاي سعيدة بالنصر الذي حققته؛ وقفت تتلفت كلبوة تتلمظ شفتيها بعدما شبعت من لحم فريستها؛ رفعت قبضة يدها للحشد الذي بدأ هو أيضا سعيدا بالمصير الذي لقيه...
أعمل الآن ، حديثاً ، بشركةٍ للمحروقات البترولية . كنت قد سارعت بإرسال سيرتي الذاتية مباشرةً ،بعد أن أشار إليّ ،زوجي السابق ، إلى وجود عروض لا بأس بها في هذه الشركة .عُيِّنتُ بالشركة على جناح السرعة ؛ من غير مشقة ولا تعب ، وقد تم ذلك بعد أن قدمت فروض الطاعة ، والتي كانت أغرب فروض طاعةٍ أقدمها في...
على أدراج سُلَّم سطح المنزل تتصاعد الأقدام المترددة في ثقلٍ شديد تتخللها نسمة هواءٍ خفيفة ممزوجةٍ بضوء شروق الشمس ، وحالما انتهت ساقاه إلى آخر درَج يُفاجئ بوجود حبيبته التي تركته منذ فترة طويلة وهي أمامه جالسةً بالقرب من أمها متبادلتان مشادةً كلامية بنبراتٍ صاخبة .. ينظران إليه فور إحساسهما به...
في فندق قديم عثرت عليه في غرفة أسطورية، ناعما كان ، تغريك نعومته ألا تغادره ، وربما لا تفكر فيما سواه ، بدا لي أنه أسطورة ، قريبا من نافذة تطل على سد مائي كبير ، للوهلة الأولى لم أفكر أن له مالكا آخر فمثله لا يفرط فيه عاقل ولا يهمله من له قلب. من يومها تغيرت حياتي: علاقتي بالآخرين ، نظرتي للحياة...
أعلى