سرد

حتى بعد مرور اعوام طويله على موته .. لم يكن قد اعتاد على فكرة الموت بعد … ورغم تعرضه للسخرية من الاموات اكثر من مرة الا انه كان يتصرف بطريقة تستفزهم .. فيبادرونه باستفراب وانكار : انت ما زلت تتصرف كالأحياء ..!! … كان يراوده حلم غريب … لكنه لم يجرؤ على البوح به لأحد .. فالمادة الأولى في دستور...
( مقاطع من فصل من رواية سعيد وزبيدة) حين صعد جيش العقايبة بقيادة سعيد إلى أعلى الهضبة الفسيحة المطلّة على بعض مضارب القبائل البدوية رأى ما لم يكن في الحسبان . على مسافة تقارب المائتي متر تقف مئات النساء العاريات في ثلاثة صفوف منتظمة ، وعلى مسافة منهن يقف جيش بكامل أسلحته في صفوف منتظمة أيضاً ،...
أغلقت حاسبتي الصغيرة و الكتاب الذي كنت أقرأ فيه لأذهب للنوم .. فالنعاس قد تمكن مني بعد تجاوز الليل منتصفه .. بينما الأفكار كانت تتجاذبني وأنا بين النوم واليقظة، سمعت همسًا قادمًا من الصالة .. الهمس بدأ يعلو قليلًا، تركت سريري وخرجت من الغرفة لاسترق السمع، يؤازرني الظلام فيما عزمت على فعله...
يمكنني ان اعلنَ لكَ كل يومٍ عن استسلامي ,عن قدرتي الفائقة في رفع الرايات البيضاء وتحريكها باتجاه شعاع الشمس كي تبدو واضحة ..وحتى لا تظن انني اخادعك او اريد بك مكرا ,, سأمنحك تذاكر سفر لروحي ذهابا واياباً, يمكنني ايضا ان اطهرَ جراحَ الارض بأفكاري وأنظف شقوقها اثر معاركنا الطاحنة بضغطة واحدة من...
منذ أيلولَ ١٩٧٠...؛ فأيلولَ ٨٢...؛ وحتى دخلتُ (آخر الأيلول)؛ كنتِ ربّة الفصولِ...، وحواءَ التي حكتِ الحكاية!. فارتسمتُ أمامكِ صورةً .. وسورةْ/ طيورا تسيل، وضوءا يطير. أطوفُ حولَ ظلّكِ العالي؛ بنسمةٍ تأتي من وعدكِ الآتي. .. .. وفي غفلةٍ من (أيلولَ) سألتُكِ: (ما الحكاية؟) ‏فكَسّرتي أضلعي على...
أغلق على نفسه باب الحجرة، ارتخى جسده على السرير؛ أخذ يستعيد أربعين عاما مضت، كل التفاصيل الدقيقة ما تزال عالقة بذاكرته، ما أصعب أن تبقى منها نتوءات لا تغادر، يوم لا يستطيع نسيانه، شاخص أمامه، في ساعة من ذلك اليوم والبلاد تفور مثل قدرة الفول. حتى إذا سكن الليل، تلفت في كل جهة؛ ألا يراه واحد من...
الرجل الذي يشبهني والذي يقيم دائما خلف المرايا .. قال لي اليوم وكأنه يطلعني على سر خطير بأنه اكتشف سبب الارتباك والفوضى في عالمي .. واضاف وهو يقرب شفتيه من زجاج المرآة انه اكتشف ان كل شيئ في عالمي معكوس واليمين يسار واليسار يمين وانه حتى الكتابه في عالمي معكوسه .. ضحكت واخبرته ان كل شيئ في عالمي...
منذ شهور، أعيش حالة يباب مرهق. أصابعي تيبست، لم تعد القصيدة تركض إليّ، وكلما حاولتها، أشعر بأني أغتصب الكلمات والمعاني اغتصابا. فما الذي حدث؟ عادة أكتب بعد غيمة من الكآبة والمرض. والتسمم من التدخين. أكتب بعد شحنة ناسفة من القراءة في كل شيء، حد أنني أذهب إلى قراءة المعادلات الرياضية، ليس من باب...
ضجّ البيت والسرير بنحيب الطفلة التي كان عليها أن تنام للمرة الأولى في حياتها من غير أن يكون صوت أمها آخر ماتسمعه، وهي تبتسم لها وكفها الناعم يلامس خدها الطري كما تفعل عادة. في تلك الليلة، قفزت من سريرها نحو صورة معلقة على الحائط، تجمع بينها وبين أمها.. ما أن حدقت فيها حتى تحلق حولها خيال وجه...
توقفت بسيارتها عدة أمتار بعيدة عني ثم رجعت للخلف لتسألني: – أين وجهتك؟ – إلى ساحل مدينة بورگاس . أخرجت يدها تدعوني إليها قائلة: – سأوصلك في طريقي فأنا ذاهبة إلى هناك . سألتني بعد انطلاقها وإغلاقها للمذياع في سيارتها: – من أية مدينة أنت؟ – صوفيا. هواء النافذة بعثر شعرها الطويل فشممت منه...
في الحديقة كنت جالساً لحالي , أستمتع بأشعة الشمس الدافئة , في أواخر فصل الشتاء تقريباً, والسماء كانت صافية, والدنيا هادئة, والجو بديع والدنيا ربيع, وكان الهواء النقي العليل يضرب وجهي ومعطفي الرمادي ويعبث بشعري وبأوراق الشجر, وكان الطير يحلق في جو السماء مبتهجاً سعيداً, والسحب تسير ببطء على وجه...
في ساحة الجرن الفسيح نثروا سنابل الشعير على بساط الخيش، و انهمكوا في توزيع العيدان المثقلة بالحبوب على المساحات الفارغة؛ كي تأخذ نصيبها من شمس الربيع الساطعة. يقبل على ظهر حماره بوجه بهي، و جلباب بني رث، و عمامة بيضاء. يشبه لون شاربه و لحيته القصيرة المنمقة، لون سحابة ناصعة، و يضفي عليه...
أحييني بطول الأمل، قولي لي إنني سأعيش لأراكِ مرّةً أخرى، الملاقط على حبال الغسيل تحمل بصمات أصابعك المنيرة، مساقط عينيك مطبوعةٌ هنا وهناك على كل حوائط البيت حيث توزعت لفتاتك الحائرة، أشياؤك المتناثرة كحبّات فاكهة مجففة تحت شجرة فاتتها خطى المواسم، المشط المتشبّث بنسالات شعرك بحنين أُموي، مناديلك...
على الحرافيش أن يقفوا اليوم صفا واحدا؛ فالحارة يتهددها العجز والموات. ثمة أخطار تأتي من بلاد بعيدة. عاشور الناجي الكبير يترك حرافيشه بعدما علمهم أن الحفاظ على الحارة متماسكة بعده كان شغله الشاغل، روض من سيأتي بعده أن يتحمل المكاره، الحارة تقف على شفا جرف هار، الأسود يتربص بها المكر، عصا الناجي...
منذ شرائي لهذا الكتاب لاحظت أمرا غريبا ، وهو أنني كلما بدأت أقرأ فيه ولو عدة صفحات من الكتاب كلما هجم علي النوم ، ولذا أخذت الكتاب إلى غرفة النوم وصرت قبل النوم أقرأ فيه عدة صفحات وأنام .! في البداية كنت أشك في الأمر ، لعلي أذهب إلى الفراش وأنا مرهق فما إن أبدأ بالقراءة حتى أنام ، لكن شكوكي...
أعلى