لما تكتمل الحكاية بعد؛ في ليل الشتاء وحين تضرب السماء بريح عاتية، تكاد القلوب تنخلع قبل الأبواب، تأتي النداهة إليها، حين كان الفيضان وحشا يغمر البر، تبعتها لا تلوى على شيء، هل كانت تسحرها أم تشدها بحبل خفي؟
تتراقص على صفحة التيل جنيات زرق وحمر، تبلغ بها مسافة الغرق، تلاعبها مثلما تفعل الحملان...
لقد اجتمعت النجوم لتصنع تاجاً يرصّع جبين من أحب، يسعدني أن أراك تكبرين، وأن يخفق قلبك بفرحة الفائزين، ومن قبل أسعدني أن أراك تستقرين، وأن ترسو السفين على شاطيء الحياة الأمينّ!
لك كُلّ هذا، أما ما تبقى فاتركيه لي، ودعي قلبي يطاردك إلى آخر العالمين، يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، متراوحاً بين ظلال الشك...
قصة قصيرة
تفرغ عبد السلام للسرقة رفقة مجموعة من اللصوص الصغار. عندما يسطون على حقيبة أو حذاء أو قميص أو هاتف، يلتقون في المقبرة، ويقتسمون الغنائم.
اعتاد أن يخرج من السجن، ثم يعود إليه. في إحدى المرات حاول سجين مُلقّب بالذئب اغتصابه، لكنه ظل يصرخ، والذئب يضربه دون جدوى، حتى تدخل الحُراس.
تعلّم في...
«يا صديقي هم لا يعلمون كم يتطلب الأمر لتبدو بهذا الثبات، وكم تَشغَلُ نفسك بكل شيء حتى لاتنشغل بما يتعبك، يمر بقربك عابر سبيل، وآخر قاصدًا مبتغاه، ولن يشعروا بشيء..
حتى ذلك الذي شعر بك سينسى بمجرد أن تبدو له طبِيعيًّا؛فالاسترسال في إظهار كونك على مايرام سيجعل ذاكرة شعورهم بأنك لست بخير؛ ذاكرةً...
تسللت شمس الصباح الى قاعة الرسم في المدرسة، تشاكس جدائلها الحريرية عيون الأطفال من ذوي الإعاقات الجسدية، الذين كانوا يجلسون على امتداد أشعتها العابرة عبر نافذة عريضة. كانت أصابعهم تداعب أوراقاً بيضا أمامهم على رحلاتهم الدراسية، حيث موعد حصة الألوان التي يحبون العبث بها.
طلبت منهم معلمتهم أن...
حينما رأيته لأول مرة؛ خيم السكون من حولي، حدثني قلبي، إن ثمة شيء بشغف كبير سيحدث؛ فهذا المتجلي ببقايا الشمس وهي تغيب، العالق بآخر خيوط الضوء، سيكون موعد الحلم الغافي تحت وسادتي. لوحت له بيد ترتجف؛ فتملكني الشعور أنه نصف الله الثاني، والذي به سأكتمل كما أقرته لي الطبيعة.
امتد إليه هذا الشعور؛...
نظرة عينية المتكررة على حائط غرفة المعيشة ، كلما انفرد بنفسه فيها ، كانت مثار دهشتي لسنوات عديدة ، على الحائط صورة معلقة لشاب يشبهه تماما ، اقطع نظرته تلك وارتمي فى حضنه بدلال طفولي، أغمر وجهه بالقبلات فيتحول بعينيه نحوي.ويضمني أكثر
فى المدرسة أخبرتنا مدرسة اللغة العربية فور عودتنا من عطلة يوم...
في أوائل التسعينات بعد أداء صلاة العصر كنت أمضي بشارع التعمير الصحاري بخطى متمهلة، أنفق الوقت تحت ظلال أشجار الصفصاف الشاهقة التي تقف على جانبي الطريق الممتد حارسة لأزمنة مرت من هنا.
استريح قليلا جالسا على التلتوار أحدق في اللاشيء أو أتأمل السيارات المنطلقة أو أنظر نحو السماء المرصعة بأسراب من...
"قال لنا المالك وهو يهرول مبتعداً بعد أن سلمنا مفاتيح المنزل: إياكم أن تقطعوا هذه الشجرة".
****
اضطرت أسرتي للانتقال إلى منزل صغير في الحي القديم ، استأجره والدي من مالكه صاحب الطاحونة. وقد كانت قيمة أجرته المنخفضة مثيرة للدهشة في هذا الزمن، لكنها تعتبر منطقية بحسب حالة المنزل التي شهدناها...
أعلنت الصحف أن موكب المسؤول الكبير سيخترق شارع الكورنيش في طريقه للمنطقة الصناعية لافتتاح مصنع جديد ، وفي الصباح تدفقت الحشود إلى الشارع المحظوظ حتی اكتظ بالبشر ، وكاد أن يختنق بالزحام .
ورغم تسابق الناس وتكالبهم على احتلال مواقع قريبة من الطريق ، فقد نجح في أن يدس جسده النحيل بين الأجساد...
طالعت اليوم في كتاب أصفر تآكلت حوافيه، أختزن في بيتي مجموعة قيمة من تلك الكتب، توراثت عن جدي بعضها؛ أما البقية فقد جاءتني من قريب لي يهب لمن أحبه نصوصا تقاوم النسيان في بلاد تحوطها العجائب من كل نواحيها.
تقول الحكاية: ذيل طويل يمتد مسافة ليلة ونصف، ظهر في مرآة عملاقة لطيف يتراقص عند منتصف الليل...
أتذكر حوارا قدمه ميلان كونديرا؛ التشيكي، صاحب كائن لا تحتمل خفته، مع نفسه.. ذاك كان في زمن لا تتداعى فيه الاشياء، بل ترقص التانغو. كنت استل الكتب، والتهمها بجوع معرفي، جعلني الى اليوم بمعدة فارغة.
أحببت الحوار مع الذات، أحببت الفكرة، التهمتها برمشة عين، وأوقدت تحتها كاز الرغبة في ان أبتلى بها...
لا يكاد الناس يعرفون له اسما غير الكنية التي شُهر بها بينهم فكان الجميع ينادونه الإشكيمو وكان لا يغضب من ذلك أبدا بل لعله هو أيضا نسي اسمه الحقيقي وهو الباهي بن الزاهي وابن ڨمرة بنت زهرة. والاشكيمو على ما يبدو كنية ألصقها به أقرانه في المدرسة فصارت بدلا من اسمه. وأصل هذه الكنية أنه كان لا يحسن...
كنت شبه ضائع، وسط تلك الساحة الحجرية المُشجّرة بالتماثيل العارية،وفي وسط الحوض تمثال طفل عارٍ مكتنز وأجعد الشعر تنبثق نافورة الماء من عورته،وأشاحت امرأة تركية ترتدي الحجاب بوجهها خجلاً،وهرع طفل إلى وسط الحوض متلمّساً عورة التمثال،وهرعت والدته وراءه ضاحكة ووقفت تحثه على الخروج بإشارة لحوحة من...
انتهى يومه الحافل بالعراك،عصاه التي نقعها في الخل والزيت طيلة شهر أحسنت مساندته،لقد فعل كل ما توجبه الفتوة من مهارات،استطاع أن يرد الخصوم،ولم لا؟
فشاربه الذي قيل إن الصقر وقف عليه حتى زها به!
نظرات عينيه القوية
وعضلاته المفتولة مثل حبل الدلال حين يمسك بلجام الخيل يوم السوق،جسده ذو اللون...