توقفت بسيارتها عدة أمتار بعيدة عني ثم رجعت للخلف لتسألني:
– أين وجهتك؟
– إلى ساحل مدينة بورگاس .
أخرجت يدها تدعوني إليها قائلة:
– سأوصلك في طريقي فأنا ذاهبة إلى هناك .
سألتني بعد انطلاقها وإغلاقها للمذياع في سيارتها:
– من أية مدينة أنت؟
– صوفيا.
هواء النافذة بعثر شعرها الطويل فشممت منه...
في الحديقة كنت جالساً لحالي , أستمتع بأشعة الشمس الدافئة , في أواخر فصل الشتاء تقريباً, والسماء كانت صافية, والدنيا هادئة, والجو بديع والدنيا ربيع, وكان الهواء النقي العليل يضرب وجهي ومعطفي الرمادي ويعبث بشعري وبأوراق الشجر, وكان الطير يحلق في جو السماء مبتهجاً سعيداً, والسحب تسير ببطء على وجه...
في ساحة الجرن الفسيح نثروا سنابل الشعير على بساط الخيش، و انهمكوا في توزيع العيدان المثقلة بالحبوب على المساحات الفارغة؛ كي تأخذ نصيبها من شمس الربيع الساطعة. يقبل على ظهر حماره بوجه بهي، و جلباب بني رث، و عمامة بيضاء. يشبه لون شاربه و لحيته القصيرة المنمقة، لون سحابة ناصعة، و يضفي عليه...
أحييني بطول الأمل، قولي لي إنني سأعيش لأراكِ مرّةً أخرى، الملاقط على حبال الغسيل تحمل بصمات أصابعك المنيرة، مساقط عينيك مطبوعةٌ هنا وهناك على كل حوائط البيت حيث توزعت لفتاتك الحائرة، أشياؤك المتناثرة كحبّات فاكهة مجففة تحت شجرة فاتتها خطى المواسم، المشط المتشبّث بنسالات شعرك بحنين أُموي، مناديلك...
على الحرافيش أن يقفوا اليوم صفا واحدا؛ فالحارة يتهددها العجز والموات. ثمة أخطار تأتي من بلاد بعيدة.
عاشور الناجي الكبير يترك حرافيشه بعدما علمهم أن الحفاظ على الحارة متماسكة بعده كان شغله الشاغل، روض من سيأتي بعده أن يتحمل المكاره، الحارة تقف على شفا جرف هار، الأسود يتربص بها المكر، عصا الناجي...
منذ شرائي لهذا الكتاب لاحظت أمرا غريبا ، وهو أنني كلما بدأت أقرأ فيه ولو عدة صفحات من الكتاب كلما هجم علي النوم ، ولذا أخذت الكتاب إلى غرفة النوم وصرت قبل النوم أقرأ فيه عدة صفحات وأنام .!
في البداية كنت أشك في الأمر ، لعلي أذهب إلى الفراش وأنا مرهق فما إن أبدأ بالقراءة حتى أنام ، لكن شكوكي...
وهو يدلف الشارع جيئة وذهابا أحس بالجوع والتعب. أدخل يده إلى جيبه، لا يملك غير ثلاثة دراهم ثمن سيجارتين. رغم أن مظهره الخارجي لا يوحي بأنه متسول، فهو لا يستطيع الجلوس في المقهى، سيُحرجه النادل أمام الزبائن، ويطلب منه أن يشرب شيئا. رأى كلبا صغيرا يجلس في حضن امرأة جميلة، قال في نفسه:
ـ كم هو محظوظ...
الفريسه في شركة عالمية .. الكل من حولها ثنائيات، صداقة..حب.. مصالح.. حميمية... وجدت هذه التكتلات الثنائية وهي جالسه تتابع الأحداث في محيط العمل، والهمسات والنظرات والروائح الخلابه التي تتطاير من حين لآخر ما بين المتحابين أو أصحاب المصالح، ورغم أنها زوجه إلا أنها رأت لا بد أن يكون لها روائح حتى...
ترامت شائعة وكثيرا ما تتوالى إحداهن من أفواه أولئك القابعين في تلك البلدة التى تختزن الأقاويل لزمن تنكسر فيه أصلاب الرجال أمام سطوة الزمن، أن عم عبدون- وذلك لقبه الذي أطلق عليه- يسحر للنيل؛ منذ كانت في كفرنا خيول وإبل تشق صمت الليل؛ وهجانة يمسكون بسياط تلوي ظهور الناس، عبدون جاء مع فيضان النيل؛...
طلبت منه صيدلانية المستشفى أن يوقع تحت اسمه في الورقة التي قدمتها له، حتى يتسلم حصته من أدوية السعادة وراحة البال. حدّق في خانة التوقيع وقد بدت عليه علامات الحيرة. سألته الموظفة إن كانت ثمة مشكلة لديه. خجل أن يقول إنه نسي كيف يكون توقيعه. فكر بأنّ التوقيع ولاشك يحمل حرفاً او اثنين من اسمه او حتى...
أمضيت يومي مشغولاً بالتفاصيل الصغيرة التي تشبه الكمثرى. لكني ما أن فتحت الحاسوب وقرأت التأريخ الملعون *(الثاني والعشرين من أيلول) حتى استيقظت في ذاكرتي كل الذكريات القديمة التي ابتلعها النسيان فصارت في العدم لكنها لم تزل مؤلمة تلامس القلب وتترك فيه غصة اليمة. كنت في السادس عشرة من عمري، عصر ذلك...
في وقت متأخر من الليل، أضاء الشموع، وشرع يرتب نفسه للنوم، وسواء أكان الوقت صباحًا أم مساء، فإن الأمر لا يختلف كثيرًا؛ كان هناك دومًا ذلك الضيق الذي لا يفارقه لحظة؛ لأن الحياة بالنسبة له ليست أكثر من مجرد مكان خانق رغم أنها لم تصل به إلى الدرجة التي تجعله ينهيها بنفسه؛ فمتى ينتهي هذا الألم؟!
كان...
أقبل المساء، هأنذا أسابق أطفالي إلى الجلوس أمام التلفاز، جلست وبي لهفة يشوبها القلق بين اليأس والأمل، أخيراً قد أتى هذا اليوم، بل هذا المساء، سيتمُّ بعد قليل إذاعة اسم الفائز في مسابقة رمضان الكبرى، لم أكن أتوقَّع أن يأتي هذا اليوم، بل لم أكن أتوقَّع أن أشارك في هذه المسابقة من الأصل، لولا أنَّ...
اعترضت بشدّة ،مع علمها أن اعتراضها لن يغيّر من قراره شيئا. هي تعرفه حين يصمّم على أمر معين.
توقعت منه أن يبيع كلّ شيء إلا الباب.
- هل يوجد عاقل في الدنيا يبيع باب بيته .
(من حقّها أن يناقشها بما انها زوجته )قال في نفسه (لاسيما أنّها هي من ابتاعت الباب علّها تقتنع وتخفّف من حدّة غضبها). لكنّه...
تحول الأمر لشرخ يصعب التئامه، ترك ندوبا على وجه علاقتنا الأسرية زاد من دمامة وجهها.
البداية همس بين ابنتيّ سرعان ما تحول لصوت عالٍ يطالب بضرورة تغيير هذه السيارة ؛ نشعر بالإحراج أمام أترابنا اللواتي يركبن أحدث الموديلات.
تساءلوا في استنكار ممزوج بالعجب: لم تصر على الاحتفاظ بها؟
حين تكون الإجابة...