سرد

لا تدرى كيف التقيا وتحابا، وهو القادم من الشرق، حيث سمرة الوجه، ورائحة التوابل والعرق، الذى أحبته، ولا يمكن مبادلته، بأفخم البرفانات العالمية، كل ماتذكره أنهما التقيا تحت سماء زرقاء، صافية ومضيئة، تمتد بلا نهاية، من عينيه كانت تطل نظرة حزينة، كتلك التى تتوهج من دمعة متحجرة، فى تمثال عتيق، بمتحف...
تصدر تحذيرات بأن شيئا ما يهدد سكان المدينة وما يتبعها من علب الصفيح؛ سأدخل تلك المغارة مجبرا؛ لم يعد لدي ترف الاختيار؛ حين جلست عند شاطيء النهر وجدت واحدة يدلف إليها ثعبان كبير؛ فالبيات الشتوى اقترب موسمه، في بلادنا مائة عام من العزلة لا تكفي، علينا أن نبقى في باطن المغارة بامر الأخ الأكبر يرى...
صغارًا كنا، نخرج من المدرسة بعد نصف نهار، نقف على أعتاب بيوتنا بتردد، نخشى أن تحد جدرانها من حركتنا؛ نلقى حقائبنا إلى الداخل، ونرتد سريعًا إلى الوراء، ننطلق إلى البراح، نركض بأقصى سرعة، لا نعبأ بحرارة الجو، أو لهيب الرمل، نثير ضجة، طالما أرقت مضاجع أهالى النجع، وأفسدت عليهم قيلولتهم، نجتمع تحت...
طال وقوفي أمام شهادتي المعلقة على حائط الصالة الوردي الذي شهد معي مرور السنين وتلاحق الفصول ورتابة الأيام .. شهادة اتقنت بها المحاسبة لأواجه بها الحياة والتي بدأت حسابها معي منذ خمسة وعشرين عامًا حينما قرر أبي القادم من دولة مجاورة الارتباط من غجرية رآها تغني وترقص في حفل زواج .. عيناه عندما...
ابني الصغير منصوري ، ذكراه تدفئ أطرافي/ ، .. اشتاق لانفاسه و حضنه الصغير... بدأت المسافة أكثر بعدا من ذي قبل و انا اسرع للقياه عائدا من رحلة علاجية طالت عصبي السابع و اقعدتني زمنا طويلا محبوس بين جدران بيضاء.. دلفت الي دكاكين بجوار محطة الباصات تبيع اقنعة لحيوانات مختلفة الأشكال و الالوان ،...
مع بدء زحف الدود على جسده المتسمر على التراب شعر بألم قرصات عنيفة، حتى تخدرت أوصاله. رسم الدود ثقوبا عشوائية على خارطة الجسد الذي أصيب بالشلل تماماً. نظر بطرفي عينيه الى الدود اللاهي من كل جهاته بتحويله الى وليمة دسمة، هو التائق الى كسرة خبز. للحظات تمنى لو انقلب دودة تجد بيسر مايشبع جوعها،...
الليل دافئ رغم النسيم الخريفى، الذى يحمل عطرا إختلط بملح البحر، تتكسر موجاته وتضرب فى كل الإتجاهات، يصيبه رذاذها الذى يسرى فى الأعطاف، يهدهد مشاعر الوحدة، وتخلى الأهل والأحباب، بعد أن طوحتهم تصاريف الحياة بعيدا، عاد من غربته يحصى الفاقد من عمره، وقد إمتطى صهوة الخمسين، لا شئ سوى أرصدة بنكية...
أخبرني رئيس تحرير الصحيفة بشكل مستعجل أنّ الموعد الأسبوعي للقصة القصيرة التي أنشرها في الصحيفة قد حان, وأنه يتعيّن عليّ أن أمدّه بعمل خلال ساعات. قلت له إنّني لم أجد موضوعا طريفا يمكن أن يعجب القرّاء. فقال لي :" يا أخانا اكتب أيّ شيء. الجميع يعرفون أنكم , معشر الكتاب, تكذبون. فاكتب أيّ كذبة ودع...
1 - موقف الحضرة والجذبة أوقفني على سكة الحضرة، وقال يظل الإنسان في حيرة من أمر حقيقة وجوده، وحينما يدرك نصف حقيقته أو بعضها يفنى، ولا تستساغ الحياة إلا ببطلان أسبابها، والشقي ابن الشقي من تمادى وأضاع وقته في معرفة كنهها، ففي أعقابها تشقى النفوس، ومن دونها تستريح.. وقال: اهرب من الحياة ولا تهرب...
كل شيء انقلب رأسا على عقب؛ اختفت الأشجار التي كانت تزين المدينة؛ تكدست تلال من النفايات فتكاثرت الفئران بصورة غير معقولة؛ هربت القطط إذ صارت عاجزة عن ملاحقتها؛ حاولت حاكمة المدينة مواجهة ذلك الحدث؛ تبث أجهزة التوعية بيانات على رأس الساعة؛ ارتدى المواطنون القفازات البلاستيكية؛ وضعوا كمامات على...
يحكى أن .. يحكى أن طفلة ولدت مع اصفرار سنابل القمح عند اكتمال الألفية الثانية في محطة من محطات الانتظار على ضفاف مرج بن عامر ،وتفتحت حبا في حضن أسرتها الصغيرة، ونمت روحها عشقا بين راحتي والديها، دلالها دلال الأميرات...، وسحرها على عائلتها سحر الملكات، تطلب ... فَتُجَابْ، تأمر ببرأتها...
الوحدة والملل والضجر، كلها تضافرت فى حرمان تلك الأرملة الخمسينية من العيش الهانىء، ولأنها لم تنجب، تعيش صقيع الشتاء طول العام، تفتقد الدفء والمشاعر الهامسة، ترك لها زوجها الراحل أموال كثيرة وفيلا كبيرة جدرانها باردة، تتأمل من النافذة، المطر الذى أزال غبار الشوارع، صبغة السماء بلون وردى بديع، بعث...
أستقر قرصا الطعمية وقطعة الباذنجان المخلل في بطن الرغيف وعلى مقعد محطة انتظار الحافلات جلس يلتهمه .. فى انتظار الحافلة التى تقله حيث مقر شركة المقاولات بمصر الجديدة لأجراء مقابلة للحصول على وظيفة مهندس انشاءات .. فمنذ تخرجه في كلية الهندسة من خمس سنوات مضت وهو لم يدخر جهدا في البحث عن وظيفة...
لمحته يتحين الفرصة، يحاول الاقتراب من الأرض في غفلة من قاطنيها، يلتقط أنفاسه وبعض الحب، ثم يعاود التحليق، يضرب الهواء بقوة، يغدو خماصا ويروح بطانا، ليحط على الأرض مجددا، أتساءل في عجب من أمره.. لم الهبوط وقد أوتيت سؤلك؟! هل أدمنت ممارسة الخوف؟! هل انبهرت بتلك المباني السامقة، وهذا الصخب الزائف؟...
الله أصبح " غائبا " يا سيدي !! صادر إذن حتّى بساط المسجد وبع الكنيسة فهي من أملاكه وبع المؤذّن في المزاد الأسود واطفئ ذبالات النجوم فإنّها ستضيء درب التائه المتشرّد حتّى يتامانا أبوهم غائب صادر يتامانا إذن يا سيّدي لا تعتذر.. مَن قال أّك ظالم ؟ لا تنفعل.. مَن قال إنك معتدي حرّرت حتّى السائمات...
أعلى