سرد

قِـطط تعُـج فضاء المدينة شرقا وشمالا. ! وتستعمر الازقة والزقاق غـَربا !بحيث تتجول فيه بتوأدة ! وتنتشر في والدروب والشوارع جنوبا ،؛ وتسترخي جسدها بغنج ؛ أينما شاء لها دون خوف من المارة ! ولا وَجـَل من الراجلين! إنها قطط فاسِـيَّـة : قيل أنها كانت تخاف من ظل طفل ! وتـَفـِر لحظة تصفيق أحَـدهم ! لكن...
في اِحتفاليّة صامتة أَشْعَلَ شمعة، سَنَّدَ بها إلى حَائِطُ الشُّرْفَةُ وجلس على كرسيه "الخيزرانى"، ينظر في صمت صَّوْبُ الشارع الفارغ، إلا من قطة في الوسط وقفت تداعب حركة ظل الشمعة المهتز، يخلق منها الهواء عشرات الشموع المتباينة الأحجام والأطوال. تبدأ من نُقطةِ صَغيرةِ.. لا تَلَبَّثَ في تمددها...
سألوه ما الفرق بين الحب والزواج ؟ أجاب : الحب ان تتطلع للسماء تعد النجوم، والزواج هو الحفرة التى تسقط فيها أثناء تطلعك للسماء ! لم يعد بقلبه متسع لهزائم جديدة، لم يتزوج وهو الأربعينى الميسور والمأسور بعشق النساء، يكفيه الحب الذى يفتح مسارات الحنين فى الأرواح، حتى كان يوما حين طرقت باب...
(الى ابنتي الراحلة الحاضرة، الرسامة الملهمة سماء الأمير التي نشرت الأمل والفرح بالرغم من معاناتها مع المرض والإعاقة) في ظهيرة آب، بعد انقشاع غيوم الحرب التي أمطرت على البيوت والقلوب سخاماً، أرسلت الشمس جدائل مختلفة الألوان الى تلك البلدة، ماجعلَ الناس يفتحون أفواههم مذهولين أمام ذلك الحدث...
من حفر حفرة لزوجته وقع فيها ، تلك هي الحكمة البليغة التي تعلمتها من الفروج. الفروج كلمة صعيدية تعني الدجاج ومفردها فروجة أى دجاجة ، وحكايتي مع الفروج بدأت بعد أن كبر الأولاد . إذ بدأت زوجتي تشكو من الوحدة ، وشرعت تطالبني بأن أكف عن السفر والسرمحة لکي أجلس معها في البيت مثل كل الأزواج المحترمين...
تستيقظ فجرا؛ فتستهل أعمالها المنزلية بإطعام الدواجن، و الإوز، و أفراخ (الكتة)*، و تسارع إلى غرفة الخزين، و تفتح برميل الطحين، و تفرغ قدرا من الدقيق. تنتهي من العجين، و تتركه؛ ليخمر في (ماجور) كبير، و تسارع إلى عرجون النخيل، و تنهمك في كنس الدار. الفتاة تحسن كل شيء، لا تدع خلف عرجونها قشة،...
يحدق في الظلام ساهماً، قبل أن يغمض عينيه ويغرق فى ليل ماطر، لقريته التى أصبحت أسمنتية، بعد أن تقلصت المساحات الخضراء، حتى الأشجار ذبحوها، لتصبح مقعداً بارداً فى حديقة لا يرتادها أحد، أو طاولة للطعام، إرتفعت العمائر إلى طوابق عدة يسمونها الأبراج بعد أن كانت دوراً واحدة، - إشتاق لخبز أمه، العيش...
ذاع صيتي ، و نشرت صوري و حديثي في كثير من القنوات الفضائية، نسجت لي حكايات تمددت كالنار في الهشيم ، ترنم بها الركبان علي طول البوادي ، فقد تحولت من قروي قح الي بطل قومي، سمعتي الباهرة انتشرت في تلك المجتمعات البسيطة التي تذدهر فيها الخرافة لتصنع واقع يصعب محوه بسهولة ... اصدقائي معارفي ،...
الناس أجناس، واصناف والوان، وسجايا وخصال، منهم من تحبه منذ اول لقاء، ومنهم من تنفر منه قبل ان يتم اللقاء، وما بين ذلك وذاك، تتأرجح العلاقات بين محبة عميقة وصداقة وعلاقة زميلات وكذلك علاقة نفور وعدم ارتياح. كانت بلقيس مصارعة من طراز فريد، تمتلك قوة بدنية هائلة ، وهي ذات جسد طويل نوعا ما، لا تصارع...
لا أكاد أصدق، تكاد الأرض تميد بي، بدأت أتساءل: ليس هذا اسمي ولاذاك لقبي، مؤكد أن ثمة تشابها بيننا، لاتعدو أن تكون مزحة صنعها أحد الذين يظنون بأنفسهم خفة الظل، كثيرا ما تعرضت لمواقف تشبه هذا، لعلهم يعرضون علي مشهدا لم أتخيله يوما وأنا ذاك المشهور بالعيش في عالم آخر، ربما النوم الثقيل الذي...
"أهدي هذه القصة القصيرة الى ابنتي الراحلة الحاضرة ، الرسامة والإنسانة الملهمة سماء الأمير" وحيدة ، يدور بي دولاب الهواء المطل من المتنزه العام على حديقة داري ، أفكر بمصير خصلة الشعر الشقراء التي عثرت عليها في مجفف الشعر ، ووقعت من يدي في الحديقة وأنا في طريقي للمتنزه ، فدفنتها ، وأكملت سيري ...
اليوم جميل ورائع رائحة الهواء فيه طازجة، تتسلل الى الصدور بيسر، الأطفال يطاردون طائراتهم الورقية، بدا كل شئ مجللا باللون الأخضر حتى أنه بدا من المستحيل ألا يستمتع المرء به، رغم أن القطار يسير فوق قضبان منتظمة، لكن لا يستبعد خروجه عن القضبان، وإنقلابه بعرباته وركابه، لا أحد يمكنه إيقاف القطار...
! مرت عشرون دقيقة بعد منتصف الليل، وهو لم يحضر كالعادة بعد!!! وأنا ملني الإنتظار، مال عنقي وكدت أسقط على الطاولة أمامي ثلاث مرات ، أطفأت أولاً الشمعتين المتراقصتين واكتفيت بمصابيح النيون الباردة، فقد زادت الشموع حرارة الجو، الإحساس مثقل بخيبات الأمل. لم أستطع أن أكمل كوب الشاي الخاص بي، رغم أني...
وقف الأطفال يتباهون مع بعضهم البعض بالحديث أين قضوا العطلة الصيفية؟ قال طفل بغضب ، وهو يرد بعنف على أحد أبناء الجيران : ـ نحن أيضا سافرنا في الصيف إلى جليز*، وقضينا العطلة في فيلا أختي. نظر إليه الأطفال باستغراب، ربما سخروا منه في صمت، خوفا من أن يتحول الحديث إلى مشاجرة غير مضمونة العواقب. لم...
بعد تلك الليلة الحماسية التي شاركتُ فيها -بالرياضة التي كنتُ أعشقها منذُ نعومة أظافري- بالملاكمة ، بعد فترة نافت على العشرين عاماً ،كنتُ في دُكاني أبيع المُحمّصَات، التي كُنت قد أعددتها صباحاً ، في الصاجِ الكبير ،والوحيد الذي أورثنيه والدي. والذي كان أيضاً يعود إلى أسلافنا منذُ عشراتِ السنين ...
أعلى