سرد

ذلك القطار الذي أقلك من محطة مصر برمسيس بعد أن جئته من حي المعادي ، أوصلك لمحطة مصر أيضاً ولكن بحي محرم بك ثم يقلك سائق تاكسي إلى حيث وضعت ما تحمله من حقائب ، ثم نظرت إلى الساعة السوداء التي ترتديها عادة بيمناك فوجدت أن عقاربها تقترب كثيراً من التاسعة من مساء يوم الجمعة 24 يونيو 2022م في أول...
كان الوقتُ شتاءً والسُّكون قاتِل، تُسَلِّي نفسها بالتلفاز تارةً، وبالقراءة تارةً أخرى؛ من دون الحصول على طاقة. تَلجأُ مُحبَطة إلى سطح الفيلَّا تبتغي مُتنَفسًا لها خارج الجدران المُطبِقةِ على ضُلوعها، اتخذَتْ رُكنًا من السطح في الجانب البَحَري؛ لتجلس على أريكة تحت البرجولة المُغطَّاة بالقرميد...
الساعة الرابعة وست وأربعون دقيقة، الوقت الذي يسمونه عصراً، أو.. ذلك الوقت الذي تتجمع فيه بعضُ الغيمات لتمارس نميمة ما قبل الغروب. غيمات بائسة كخفير المقابر. هو الوقت نفسه الذي أجلس فيه دائماً في نقطة لا زمنية بين مدارين. هاهنا تلتئم كآبات الماضي كضباع البريَّة فوق جثة الدماغ، حيث أبدأ بعدِّ...
عبر نافذة كانت منفرجة، فتحها نسيم الصبح الرطب، تسللت الشمس، إستقبلتها أصص الأزهار، في تفتح أوراقها المشرعة، كأنها فراشات، ألوانها تخلب الألباب وتآسر النواظر. راحت امرأة ناحلة، ذات عينين نجلاوين مسالمتين، تراقبان الخيوط الذهبية، التى تخلفت عن شمس الصباح، معلنة ميلاد يوم جديد. لم تستطع أن تمنع...
مقابل منزل صديقي الطبيب أراها تقف دائما في ذلك المعرض تبيع ملابس ومستلزمات نسائية ، كلما مررت ورأيتها عن قرب وجدت في عينيها شيء يشدني إليها ، بريق غريب يأسرني ويجعلني أحلق بخيالي في آفاق من السعادة . من غرفة المقيل أطيل النظر إلى المعرض ، يأتي إليها الزبائن وأغلبهم من النساء فتتحدث معهن ، أما...
بما انه شعر بحزنها او اصابه شئ من الظنون تحركت في نفسه مشاعر الحزن ثم ذهب يتفقدها، جلس بجوارها ورغم أنه لم يسألها لكنها شعرت بسؤاله : لماذا تبكين . لا أدري لكن هناك شيء يتحرك في نفسي يؤلمني ، أحدهم استطاع أن ينتزع مني السعادة ، أحدهم كنت أظن أنه السعادة ذاتها ، أحدهم ظننت أنه يشعر بي . عادت...
كثيراً ما يتعارض الإسم مع الصفة، فهذا جميل يفتقد للجمال، وذاك باسم لا يعرف غير العبوس والتجهم، إلا سعيد فقد تطابق إسمه مع الصفة، منذ زواجه باإمرأة جمعت بين الجمال ورجاحة العقل، وهما نادراً ما يجتمعان، منحته أجنحة قوية ، أعانته على التحليق معها حيث الفردوس، وثمر الليمون والبرتقال ورائحة النعناع،...
إنها ليلة الخميس، المكان يعج بالعائلات والأطفال، ينتظرون لحظة فتح الستار بفارغ الصبر، فالكل يطمع فى أن يسرق من الزمن لحظات من المرح، ينسى فيها متاعب الحياة ومسئولياتها، لحظات يعودون فيها لطفولتهم البريئة اللامسئولة، يهربون من نضجهم المثقل كاهله بالمشاكل والتبعات والأحلام المؤجلة. يرتفع صوت...
في الـــحـانــة يقطع مدحت الهمس المُرتبك : التاريخ سوق كبير . أنشغل عنه مُعالجاً غصتي، يستطرد مُفسراً : سلع جلبها الآخرون . المغص – الذي في نافوخي – ينتحب، أرنم بهدوء مُستفز : سمك ،لبن ،تمر هندى . مدحت يرشف الكأس دُفعة واحدة، يتقيأ الحكمة : لا شيءفى السوق سوى النفايات والعطب . أصفق، قلبي يخمل،...
منذ عمر المراهقة، يكتوي قلب أنغام لمرآى كل عروسين، يمضيان أول أيام زواجهما، في فندق المنصور ميليا، ليس حسداً، بل غبطة بهما، ذلك لان قلبها، ليس حسوداً أو حقوداً على الناس. تحتفظ أنغام منذ السابعة عشر من عمرها، برسائل الحب التي كان يكتبها لها أبن خالتها سعيد، تدفنها بطيات ملابسها، هذه واحدة من أهم...
أشعل سيجارته بعد لحظات من جلوسه في زاوية المطعم وأخذ ينتظر زميله، بين الفينة والفينة كان ينظر في الساعة، ثم يعاود النظر إلى الصحيفة، مرت من أمامه فتاة فلم يكترث لها. لم ينه سيجارته الأولى حتى أشعل سيجارته ثانية، كانت سحب الدخان تصعد في الهواء على شكل حلقات دائرية، وكان يتأمل هذا الوضع، يعود...
امرأة عجوز تسير الهوينا وهى تتلفت يمنه ويسره فى رعب شديد من العربات المارقة والتى لا تلتزم بأى قاعدة من قواعد المرور. الشارع واسع وفسيح، يجعل العربات تمرق فى سرعة مرعبة دون وضع المارة فى الأعتبار. تصعد فوق الرصيف بصعوبة بالغة، بسبب خشونة الركبة. ترى رجلا عجوزا يبيع سبح ومناديل ورق، هى لا تشترى...
بعد بضعة أيام من العمل،قلت لنفسي لن أصمد في حمّام البخار هذا،وسأغادر بعد أيام،حاولت أن أقلد الإنجليز الذين يخرجون للسباحة في هذا الطقس المثقل بالحرارة والرطوبة،وقلت في نفسي لعلّ السرّ في القبعة،استعرت قبعة من أحدهم،أعارني إياها عن طيب خاطر لمّا شرحت له الظروف،ولكني ما كدت أخطو إلى الخارج حتى...
أول من أثار الموضوع هو محروس سائق المحافظ ، كان يجلس كعادته مع عبد الحليم موظف السويتش ، حين اتصل به محسن بيه ، مدير مكتب المحافظ ، ليخبره أن المحافظ سيغادر مكتبه ، يحدث هذا دائما قبل نزول المحافظ من مکتبه بربع ساعة ، يكون محروس خلالها قد قام بتسخين السيارة ، ووقف بها أمام الباب الرئيسى لديوان...
حين كنت صغيرا ،ولربما لفترة طويلة عشت تلك المرحلة بكل أبعادها، تحدثت عن هذا كثيرا ، التفاصيل تمثل شخوصا في ذاكرتي ، لا تبرح عقلي ولا تغادر من ثم نفسي، حكى لي أبي عن أبيه : حين كان الكساد الكبير، كان له فدانين من القطن ، المحصول وفير ،بعدما تخلص من الدودة ، لم يكن غير مستور الحال ، رجل ذو عيال،...
أعلى