كانت له قطعة أرض كثيرا ما كان" الفيضان " يملؤها طوال أشهر الصيف، ثم ينحسر عنها مع الخريف ، سمعته ذات مرة يفضفض لولده ، وقد بلغ به العمر أرذله ، يسرد وقائع عمره الذى تسرب من بين يديه ، مثلما قطرات ماء لا تمسكها أصابع طفل صغير ، تحس أن صدره "مرجل " يغلي ، ندت عنه زفرة جهد في كتمانها ، كادت روحه...
متوحشة، تلك المرأة، تلك الفارسة، سيف معلق بخاصرتها العارية، وخنجر جريء.
كنتُ قد أضعتُ الطريق والجيش، بالرجوع من آخر معركة مع البرابرة، تخليتُ عن قلنسوتي وأشياء أخرى تثقلني، مئزرا فقط ارتديه ،وقطعة قماش تغطي مقدمتي ومؤخرتي.
مكان المعركة رمالُ ضفةِ بحر، قتلي حلم لها،أعرف ذلك ولاأعرف لماذا،قالت...
فاتح أكتوبر 1967 هو أول يوم أصبحتُ فيه أستاذا للعلوم الطبيعية سلك ثاني بعد حصولي على الإجازة في نقس الاختصاص من كلية العلوم بالرباط و على الكفاءة التعليمية من المدرسة العليا للأساتذة بنفس المدينة (المدرسة العليا القديمة التي أصبحت فيما بعد كلية علوم التَّربية).
على إثر هذا النجاح، تم تعييني...
فاتح أكتوبر 1967 هو أول يوم أصبحتُ فيه أستاذا للعلوم الطبيعية سلك ثاني بعد حصولي على الإجازة في نقس الاختصاص من كلية العلوم بالرباط و على الكفاءة التعليمية من المدرسة العليا للأساتذة بنفس المدينة (المدرسة العليا القديمة التي أصبحت فيما بعد كلية علوم التَّربية).
على إثر هذا النجاح، تم تعييني...
كل صباح تمشط الليل الناعس بشعرها، تغوص أصابعها لمنابت شعرها المندى بعبير الورد، وتحزم حقائب السفر وأغراض الطفلة التى كبرت، وشعرها المسافر فى كل الدنيا، وثوبها الأصفى من زرقة البحر، تمتطى الحلم الجميل وهى ترى مهجة القلب، تكتب رواية العمر برطوبة قلب صغير، تتخذ من السحاب دار ومن الشمس ضياء،...
فجأة، أنتبه مذعورا. أحاول طرد بقية نعاس عالق عن عيني. لا أكاد أرى كفي، أجدني غائصا في لجة معتمة، يحاصرني الظلام من كل جانب، يطبق شيء هلامي ثقيل على صدري. أحاول إزاحته؛ فترتد أصابعي دون أن تصيب شيئا سوى لفح الصهد. أشم رائحة راكدة. أدرك أنني ممدد فوق تربة رخوة بلا فراش، و أن ما يشبه الجلباب...
ما كدت أجلس حتي هاجمتني الوخزات :
(الأرض متجمرة؛ فالشمس تخبط وترزع الأرض.
أسفل شجرة الجميز العتيقة قعدنا نستظل، جلبابي مُتنسل ولكنه لايسلبني الشعور بتفردي.
القرية مختبئة في البيوت وأسفل الأشجار الوارفة الظلال، حتي الأوز والبط يحفرون القاع بحثًا عن أتربة رطبة، الدور مُسنكرة وحوائطها...
جميلة تسبقها خطواتها الرشيقة،
كخطوات راقصات الباليه، وخصرها النحيل، وشعرها المسافر فى كل الدنيا، شجعها التفوق على المضى فى إرتقاء سلم النجاح، متخلية عن حبها لسامى فى سنوات الجامعة، حتى لا يعطلها عن الماجستير والدكتوراة،
تشغل مديرة البحث العلمى فى وزارة الصناعة، تزوج سامى حين تخلت عنه، وأصبح...
رأيت فيما يرى النائم: احترقت ذبالة لمبة الغاز اليتيمة في بيتنا، تكون فرصة لنعاود حديث الذكريات المتسربة، ساد الصمت جوانب البيت، تسلل الجميع إلى حجرة النوم التي تآكلت حوائطها؛ يترك الزمن أثره كما الغول، ألوانها كالحة باهتة، صحف ملصقة لنتقي بها قيح الرطوبة، يتناثر كل آونة على وجوهنا البائسة غبار...
انحرف عم ربيع بحنطوره ناحية منزل ترابي، يؤدي إلى خُصِّ الشيخِ يونُس, نزل من عربة الحنطور ثلاثُ سيدات أنيقات, تشي ملامحهن أنهن لسن من قرية الشيخ يونس؛ هذا ليس اسمها ولكن شهرة الشيخ غلبت اسم قريتنا (ميت العز) فقد ذاع صيته في محافظتنا هذه وربما المحافظة التي تجاورنا أيضا, له ما يقارب الثلاثين عاما...
لم تعد ترغب في المزيد من البقاء بيننا، لم تعد تبالي بما يدور حولها من أحداث وتطورات، لم تعد تسأل احد منا سوى عن صحته وابنائه وليس عن آخر أخباره وحواراته مع الدنيا مثل المعتاد. شهيتها للكلام تراجعت بدرجة ملحوظة، مبادرتها بالتحدث وفتح المواضيع اختفت، تلقائيتها في الحديث عن نفسها وعن آخر الحوادث...
إبتسامتها كاإبتسام اللوز والبرتقال، خفيفة كوشيش البحر، تزدهر وتلمع بغتة تبدو متوثبة، لأن جاذبية الأرض
لا تستطيع الإمساك بها، ذات جبهة عالية مشرقة وعينين ساحرتين، وشعر مضفور بخصلات ليل هادئ، لم يسبق له رؤيتها رغم ركوبه نفس الباص يومياً، تأخر الباص ليته لا يأتي، ليظل مستمتعاً بتلك الحسناء، التى...
كان عليه أن يتظاهر أنه بخير ... و هذا أمر يفعله منذ سنتين ... منذ أن همست الطبيبة أنّها ٱسفة لخسارته ...
منذ سنتين ... تميد الأرض به كل صباح فيتّكأ على الحائط ... يمضي بعدها الى المطبخ ... يعدّ الفطور ... ملعقتين من مربّى التين و ملعقة من الزبدة و كأس حليب دافىء و بيضة مغلية لسبع دقائق ... يحمل...
* لوحة على جدار
رسم نفسه واقفا مواجها للجدار مرفوع الرأس، ثم وظهر الجدار له.. ثم والجدار خلفه يفتش – من خلف ظهره المنقوش عليه خطوط كرباج الجدار- عن أخطائه التى كان يخفيها عن الدنيا ونفسه خلف ظهره... ثم وهو راكع أمام الجدار لعله يغفر له، ثم وهو ساجد شكرا لله، ربما لأنه نال مغفرة أو نال عقابا...