سرد

يتدحرج حجر من سطح دار القرشي، تقرع العصى صفيحة ، ينهق حمار ،يثغو حمل ، ينبح كلب ، يصرخ رضيع ، تخور جاموسة ،يصيح ديك فى غير ميعاد الصلاة،تموء قطة ، يزيط العيال: بيو.. بيو تكر الأصوات وتفر . العجوز تسوطه النبرات ،يغتاظ،ينفخ ،ينفر ،يهيل طوب (الجحريدة) على خيالات العيال. توجعه الصيحات ،يدور حول رسمه...
عربة تجرها خيول جامحة، تنهب الأرض بسرعة البرق؛ فيعلو الغبار. حوذي صارم القسمات يطوح طرف سوطه في الهواء، و يلهب ظهور أحصنته الثلاثة الصاهلة. يرى الهدف الذي خرج من أجله؛ فيصرخ صرخة المنتصر، و يكبح جماح الخيول، و يقيد أرجلها الطائرة؛ فتخمش حوافرها الأديم، و تتوقف العربة أمام دار طينية واطئة. يبدأ...
العقل رداءُ إن نُزع من صاحبه, لا يهم بعد ذلك أن ينزع جميع ملابسه ويقف كيوم ولدته أمه على أقرب ناصية أو بوسط ميدان يزدحم بالخلق, الأعجب أن الجسد العاري يثير فضول الناس ومن قبلهم النساء, وجدت دهشة تستقر بأعينهم, سرعان ما تتحول لاشمئزاز ظاهري, بينما تتسلل النظرات لتنهش بقايا الجسد الملقى على...
أحياناً نحيا علي أمل أن نحيا مرة أخري في حياة أخري .. مكافأة لنا عن حياتنا هذه .. يوماً ستجد نفسك فى حيز من الزمن ، وترى مختصر من حياتك فى أحداثٍ تبلور دنياك ، لتعرف من انت وكيف تعيش لتكتشف ان لا هدف منها سوى ان ترى وتشعر بشىٍ ما ، شيئاً من العذاب ، او من الصعاب او قليلاً من السعادة كالعادة ،...
لم ترس سفينة الحكايات بعد، ما يزال البساط السحري يمتد طائرا في سماء عربية؛ ما بين الخليج والمحيط تتوالى أحلام موءودة وخيالات باتت ضامرة هزيلة؛ نتهرب من واقع متأزم إلى حلم مسور مكبل في أرساف من عتمة، ثمة شعارات أزهقت عند مقصلتها زهور يانعة؛ الورقة والقلم وأبيات من شعر عنترة العبسي؛ نزهو بفخر عمرو...
أخذتني نور أبنة عمتي عمرها 21 سنة ذات جدائل سود، الى المكان الغامض، الذي حدثتني عنه ليلة الأمس، ونحن ننام فوق السوباط تحت نخلة البرحي . أعرف أن خيال قريبتي لا يحده حد، وبمرور الأيام ، أكتشفتُ إنها تتمتع بطريقة إصغائي لها ، مما حفزها إلى الكثير من القول عن ذلك المكان الغامض. فقالت لي : هنا بئر هو...
البساطة قد تكون فى إضاءة شحيحة، تضفى على المكان شاعرية رقيقة، لا تجدها فى الثريات المدلاة فى القصور، التى تحيل الليل إلى نهار يغشى العيون، لو لم يكتشف اديسون المصباح الكهربائى، لكانت الشمعة سيدة الأضواء جميعها، يعيش على موارد روحه لا يستسلم أمام ضربات القدر، يقاوم طول الوقت، يفتح النوافذ...
ابتدرني ولدي: هذه الأشجار صارت بلاثمر؛ ترى ما الذي أصابها؟ ذهب من كان يعتني بها؛ ينحني منجل حصاد يلملم شعثها ومن ثم نبتاع بحباتها أرغفة الخبز وقليلا من اللحم؛ كنا نقتات على عرق يديه! أطرقت واجما؛ يتساءل الصغار بعد رحيل الأجداد عن كثرة الثعالب؛ لقد كانوا ياولدي يحرسون الأبواب؛ ينثرون البركة في...
جلست المرأة العجوز خلف النافذة اليوم تحتسى الشاى. وتتأمل مشاهد الحلم الذى رأته بالأمس. لقد تعرفت على الشخصيات جيدا، وتذكرت الأحداث والحوارات التى دارت بينهم. المدهش فى الحلم. أنه كان يوجد شخصيات لا يمكن لها أن تجتمع فى الحقيقة، أو الواقع، ولا فى الحياة نفسها، لأن منهم الصغار والكبار...
يجلس على باب عرينه مسترخيا ، يتأمل سقوط أشعة الشمس على الماء والأعشاب على الشاطئ تتمايل ، أبصر بعض الأرانب تلهو على مقربة من العرين، تعجب كيف تجرؤ هذه الحشرات أن تدنو ، وبينما يهِمُّ لسحقها ، جال بعقله خاطر: لم لا أتركها تسليني بقفزها البهلواني وتكمل لوحة الجمال حولي ؟ عاد لجلسته ، أتاه صوت...
"طائر - مفتقد الهوية - يغرد، ينثر نغما رجراجاَ . يعدو خماصاَ ويعود خماصاَ. يبلغ به الجوع شأو التلاشي . يستغيث بغسق الرمق، لا أحد يسمع أو ينصت . يتوارى ـ كالعادة ــ مبتعدا عن الأنظار . بومة تنعق فوق برج المدينة،تصغي الآذان لشدوها الشجى ،تتلقفها الهبات ." هكذا قص الحكيم - الآبق من أسر الزمان...
عاد إلى البيت وهو يلهث، تابعه الخدم في دهشة، نظر حوله مضطرباً، قال: - أغلقوا كل الأبواب، فسوف يأتون بعد قليل. أسرع بعض الخدم لغلق الأبواب. وعادت الزوجة مذعورة، قالت: - ماذا بك؟ نظر إلى باقي الخدم الذين يتابعون المشهد في دهشة، فصاحت: - اذهبوا إلى أعمالكم الآن. فانفضوا مسرعين، اقتربتْ منه، قالت: -...
قال لها وهو يضع بقايا السيجارة في المنفضة: محمداوي رجل جزائري مجفف بالوحدة .. مشدود للحلم .. لم يلتقيها صدفة ولم يكن على موعد معها .. استأنف حديثه : محمداوي قَدِم إلى القاهرة بدعوى من مهرجان نال فيهِ الجائزة الأولى في الرواية ليمثل بها بلده .. أما صابرين ابنة اليمن فكانت شاعرة يشار لها بالقلب...
في الرؤيا: كانت خطواته المتعبة تتعثر بين الأزقة الضيقة ؛ وشوارعها الطويلة التي لم يجد لها نهاية ولم يكن في مقدوره أن يتذكر بدايتها ، تحيط به المنازل الغريبة ووجوه الناس الممسوخة ، وجوه بلا ملامح ، و بلا قسمات بشرية ، أثارت في نفسهِ شيئا من الخوف ، وزادت رائحة الطرق الترابية والبنايات القديمة من...
في عَراءِ الكلمات تطوى احلامي لليلة أخرى.. كلما كان يحين اللقاء عبر المربع الصغير على شاشة الحاسوب ، أنظر لعينيها بشغف مفرط، أتوسل الصمت فتنطقني الحيرة بشفاة ذابلة ، أغتنم الفرصة تلو الأخرى، اتمنى أن تطلب مني شيئاً لا أرغب فيه ، فكل ما لديها لم أجده ، فى غيرها من الورود ، لقد عربدت مع الورود ،...
أعلى