سرد

كنت مزهواً جداً ببذلتي العسكرية والنجمة التي تعلوها ، مؤمنا بدور الشرطي في التطهير ومطاردة السفلة والمارقين .. ولفظ السفلة وكلمات أخرى تشبهها كانت تروقني وكنت أرددها بمناسبة وأحيانا بدون مناسبة ! عهدوا إليّ بمداهمة بيوت الدعارة في المدينة أعجبتني جداً هذه المهمة التي من خلالها أستطيع تأدية...
أخذ معه كيس النفايات بعد أن أحكم إغلاقه ، ثم خرج إلى المقهى . بعد رمي الكيس ، تنبه إلى أنه نسي طقم الأسنان في البيت . تذكر صديقا أخذ صورة لنفسه ، ونشرها في الفايس ، وقد زمّ شفتيه ، وكتب فوقها بأنه أغلق فمه خوفا من أن يسقط طقم الأسنان. ابتسم وفكر في العودة البيت ، لكنه تراجع عن ذلك . فهو سيجلس في...
يا إلهي!!! كم هي طويلة ساعة الإنتظار؟ هيا دعينا نبتعد عن عقاربه السوداء... لكن او تعلمين؟ ما قامت دولة أساسها الدين إلا ونخرتها الدسائس، تلك عبارة سمعتها أو ربما قرأتها في ملفات عقلي حين برمجته على ان لا يتبع دين تديره عقول تضج بصرخات من لم يؤمنوا بموسى لكنهم عبروا معه الطود العظيم فتلكم العقول...
نقلوا ما استطاعوا من متاع، في الحارة ترتطم الأجساد ذهابًا وإيابًا، لا وقت، الناس تتخطف من حولهم، تتعثر أقدامهم من تحتهم في الأرض المحفورة مقابر. حملوا الأحلام والأكفان. أسعدهم حظًا لحق بالسبنسة ومن تذيلوا قافلة الراحلين، حُشروا في عربة المواشي. تسلقت عيونهم الدامعة الشبابيك المسيجة بقضبان الحديد...
في غد ٍ يَعْرِفُ عنّا القَادِمونْ أي حبٍّ قدْ حَملنَاهُ لهمْ في غد ٍ يحسِبُ فيهم حاسبونْ كمْ أَيادٍ قُدّمتْ مِنَّا لهُمْ في غدٍ يحكونَ عن أنّاتِنا وعن الآلامِ في أَبياتِنا وعن الجُرحِ الذي غنّى لهمْ كلّ جُرْحٍ في حنايانا يهونْ (الشاعر السوداني/صلاح احمد ابراهيم) تتحرّكُ ببطءٍ صوبَ البوّابةِ...
تحتَ قمرِ الصيفِ يتكونُ رملٌ أمامَ دارنا، قبلَ أن يتجلى البدرُ ويرتفعَ كعملاقٍ يملأُ الفضاءَ أجلسُ على الرملِ القادمِ من جهةِ الغربِ من أماكنَ غيرَ معلومة، ألمسُ ذراتِ الغبارِ التي حطَّتْ رحالَها عندنا، تسكنُ في رأسي أسئلة، أفكرُ في الأجسادِ التي اصطدمتْ بها قبلَ أن تختلطَ بترابِ أرضنا، أصعدُ...
عندما مررتُ بشارعٍ تسكنُه الفنانة العالمية نيكول كيدمان ، صاحت علي " أبو الشباب .. أبو الشباب " كنتُ أحملُ على كتفي الكرك ( المسحاة )، أسيرُ وأنا أغني ،" أعشق الحدائق ، حتى صرت حدائقي ". ألتفت الى صاحبة الصوت، فإذا بها الممثلة العالمية نيكول كيدمان، قبل يومين قرأت في إحدى الصحف القديمة إنها طلقت...
حلمت أنني أرتدي ثوبا تتماوج به سبعة ألوان كأنما هو قوس قزح يظهر بعد سقوط المطر فوق أشجار حديقتنا فتبدو لوحة جميلة بها غزلان وحملان وحمائم، غير أن غرابا يقف مترصدا لها فوق شجرة الكافور؛ تنبح الكلاب فرحة؛ أعلم ذلك منها حين تشبع من وجبة عظم شاة مذبوحة؛ كثيرا ما يزورني طيف أبي فتمثل لي نصائحه واقعا...
أنا التي تشبهها في كثير من ملامحها الجسدية، ورثت عنها اللون الأبيض الزهري، ووجهها المستدير ذا البشرة الناعمة، رقبتها الملفوفة اللافتة التي تدهش كل من يراني و يعرفها، فورا يقول لي: أنت من تشبيهين جدتك الضي، أسعد بانتسابي لها وأني أحمل ملامحها الطيبة، كنت أطير فرحا كلما أرسلتني والدتي إليها، أسباب...
الأولاد في الشارع فعلوها هكذا، جاءوا بحبل وشدوه بقوة بين عموديّ الإنارة بطول الشارع، وعلى ارتفاع لا يتجاوز المتر الواحد حتى لا تُصيبهم الكسور إذا وقعوا من فوقه، لم يتجاوز أمهرهم ربع المسافة بين العمودين وهو يسير فوق الحبل فاردا ذراعيه على طولهما، لكن حلم الطيران الذي كان يراود عيونهم، ملأ...
وكان .. أن الرجل الطيب أخذ المرأة الطيبة وذهبا لزيارة أولياء الله الصالحين، لعلهم يحققون لهما حلم العمر.. الطفل الذي يحمل اسم الأب، ويحمى الأم من غدر الزمان.. ملسا، وبكيا ودَعَوا.. ونذرا كل ما فى أيديهم من أجل أولياء الله الصالحين ومن يقف خلفهم إن تحقق حلمهما.. ورغم أن ما في اليد لم يكن كثيرا...
وقفت في سكون ترنو لقرص الشمس المتأرجح على صفحة البحر، أسرها بريق انعكاسه وتماوج الوانه، رغم جمال المشهد بدا وجه البحر عابسا كئيباً، حتى النوارس التي اعتادت الرقص على إيقاع مداعبة الهواء للأمواج بدت حزينة، خائفة، تحلق بسكون هي الأخرى كالأشباح. أخرجها صوته الأجش من سحر المشهد، تلفتت نحو مصدر...
آثرتُ الجلوس على الشاطئ وحدي، لا يفصلني عن عائلتي سوى بضعة أمتار؛ للاستمتاع بهدير أمواج هذا المارد الذي اشتاقته روحي، وتاقت لرؤية الشمس وهي تغرق في لُجَّتة. حلَّ المساء سريعًا، عدنا إلى البيت لتناول العشاء ولننعم بسهرةٍ جميلةٍ على شرفة البيت المأجور. فجأةً وبينما كنت أُعدُّ طعام العشاء بدأ...
أتأملُ زرقةَ السماءِ والطيورُ تحلقُ تحتها، تخيلتُ أجنحةَ الطيورِ البيضِ نجومًا كتلك النجومِ التي أسرتْني بالليل ، أرى الزرقةَ لاحدودَ لها، الطيورٌ سابحاتٌ في كل اتجاه ، زرقةٌ كالبحرِ المعلقِ لاينكفئ على الأرض، وأنا على الأرضِ أشمُّ رائحةَ الترابِ وأستروحه، ويزدادُ حبي للثرى ونحن نغرسُ شجرةَ...
أعلى