سرد

🖋 أطلقت د.رشا عبدالتواب زفرة حارة، وكأن جسدها يحاول نفث ما مسه من لُغُوبِ ذلك اليوم في هواء الغرفة. أزاحت سماعتها الطبية عن كتفيها في ضيق وألقتها أرضاً في لا مبالاة. عادت للتو إلى غرفة الطبيبات المناوبات، في الطابق الثالث، بعد قضاء تسع ساعات متواصلة في غرفة العمليات بمستشفي أمدرمان التعليمي...
ساقوني غير مهطع للداعي وعبارات التمرد فتية على لساني يتصدرها حرفان ملتئمان "لا" بجانبها أو يندرج تحتها الكثير، حرفان يحملان الكثير من الكلام والمعاني المكتظة بلهيب الصدور وأنينها، كل الصدور النقية. في هذه الأروقة أحيانا يقودوني معصوب العينين وأحيانا كل شيء في سافر، سافر لهم حتى يقهروا كل ذرة فيّ...
و قالت لى غاضبة : أنت مغرور ،ولا تثق بأحد ، أو تصدق إلا نفسك. وقلت لها فى هدوء : إذا فقدنا غرورنا ،ونحن آلهة الجمال، ضاعت هويتنا. انفرجت شفتاها عن ابتسامة شاحبة . ثم قالت : أنت كائن خيالى، شأنك شأن كل أبطال أعمالك. - أعمالى هى قطعة من نفسى. - إنك تنتمى إلى قبيلة لا تقدر الإبداع أو المبدعين...
هتف راجيا: ـ دعني أنام قليلًا. غير أن رنين المنبه استمرّ في صراخه الصاخب، فلم يجد بُدًا من مد يده باتجاهه، أطفأه لكنه أطفأ النوم بداخله أيضًا، فقد كان يعلم أن أقل حركة تصدر عنه كفيلة بإيقاظه، حتى لو اكتفى بفتح عينيه في ظلام الغرفة، لكنه لم يحتمل الصراخ، ولم يجد شيئا يفعله بعد اليقظة التي ملأتْ...
أدار عنقه صوب باب الغرفة حين سمع صريره .. دخلت في هدوء مرتدية روب الحمام الأبيض ٠٠ رائحةُ الصابون المنبعثة منها أحييت فيه إحساساً رائعاً و أخذته إلى الأوقات التي كانا يستحمان فيها معاً .. تعبئت رئتيه من الرائحة بينما راح يراقب خصلات شعرها المبللة وهي تقطر فوق أكتافها .. مر بخياله مشهد تلك...
أَحْضَر عِيدٌ السَّاحِر ؛ الرَّجُل الْقَصِير الْقَبِيح ؛ ابْن الْخَمْسِين ؛ دَجَاجَة ستضع بَيْضَةً بَعْدَ سَاعَةٍ عَلَى أَكْثَرِ تَقْدِيرٍ ؛ طَلَبَ مِنْ مساعده خَيْطًا أَسْوَد وإبرة حِيَاكَة ؛ وَضَع وَرَقَة بَيْضاء أمَامه ؛ رَسْم طلسما ؛ كَتَب حُرُوفًا مُفَرَّقَة بِحِبْر الزَّعْفَرَان وَالْمَاء...
هي لحظة تحدث فيها أشباء غريبة . فيها يجالس الجلاد ضحيته،و يربت الكتف نفسها التي لم تبارحها بعد آلام سياطه . و يراقص الظالم المظلوم،و كأن لا ثأر بينهما . و يخفق قلب المعدم طربا على ايقاع معدمه وهو يتقدم به الى المقصلة .لكن كيف يحدث هذا في زمن ما عاد فيه للالتباس مكانا ؟ ..وكيف تختلط الأمور بهذا...
طفلة صغيرة أنفجر في وجهها أنبوب الغاز بالمنزل فتم نقلها إلى مستشفى المدينة القريبة حيث أستودعها أهلها بين يدي الأطباء والخبراء في مداواة الحروق الجلدية وعلى ما يبدو أن النار التي اضرمت في وجهها الجميل أصابتها بالدرجة الثالثة شوهته وجعلت منظره صعبا على القلوب الضعيفة في ذلك الوقت لم يكن يسمح...
تقدم نحوي ، انه هو كان يتاْملنى فى إحدى حفلة زفاف صديقة لي قبلاً، لا اعلم لقد أخترق خافقى بنظرته، اربكتنى هذه النظرة لم اْعلم لماذا ؟! ظل طيفه يلاحقني فى احلامي، يتاْملني ياْتينى ليلاً تلامس روحه روحي وتعانقني يخترقني، يحتل كيانى، يشعل ما بداخلى مدفأة، بين ثنايا قلبى. أقترب من طاولتي ، جاء...
لا أجيدُ الحديثَ، لهذا، وكلت قلمي ينوبُ عنّي في الكلام. وأنا عاشقُ منذُ القِدم، لعينيها للفتاتِها، للحلم الموصول بلقائِها، كل ما أعرفه عنها عنوانها، لهذا كانت رسائلي إليها، موشومةً بآياتِ الشوق، مرهونةً بخيطٍ واهنٍ من الأمل. في كل صباحٍ أزرعُ الطريق بهجةً، أحمل خطابي الأبيضَ، إلي صندوقِ البريد...
كلما أدخل غرفته ، يدير بوزه الى الجهة الآخرى ، وعندما أقول له " السلام عليكم " يرد ببرود وأشمئزاز ، بكلمة نافرة لا تحمل إي معنى " سلام " ، فأخرج من الغرفة بسرعة ، ذلك لأنني خجول و " معيدي " لايقبل لنفسه أن تثلم كرامته بهذه الطريقة المشينة . حتى جاء اليوم الذي وجدتُ فيه نفسي قادرا على الإنتقام من...
(١) وعلى جانبي خور ممتلئ بمياه مطر سابق، جلست أحتسي الحرجل الساخن بعد يوم عصيب قاومت فيه نوبة مستمرة من الألم. كانت بائعة الشاي الحزينة مستقرة نفسياً، مستقرة في حزن أبدي حتى أنها لا تعلم به. القطة التي كانت تترك الجميع لتتمسح بأرجلي أو تقفز إلى حجري اختفت هذا المساء. أراقب كل حركة من حولي خوفاً...
اليوم، في الضُّحى تحديدا، صحوتُ. كالعادة رميتُ نظرة نحو الشجرة القائمة في ركن الحجرة: لا تزال على حالها وزهوتها الخضراء المُراوغة. من فراشي صفقتُ كفيّ ببعضهما، وخرجت حروف بطيئة من شفتيّ المزمومتين: بوتيرو! جرى ريقي على رائحة القهوة، فقمت لإعدادها. في المطبخ الصغير المسنود على حجرتي؛ تناولتُ...
تسأليني صديقتي ما الذي يجعلني ابتسم في وجه الحياة دائماً.. سأخبرك ما علمتني إياه الأيام.. تعلمت يا صديقتي أن ابقي ذراعي مفتوحتين للحياة بكل ما فيها.. أحزانها، أوجاعها وأفراحها، ألا أهابها، أن اقبل عليها وإن أعرضت عني. ألا ابقي ذراعي مكتفتين أمامها، استقبلها بالأحضان، أفتح صدري أمامها بلا خوف، أن...
يصعد الأمل لدينا كلما فتح الله لنا طاقة من بصيص النور؛ فتتصاعد الأمنيات جميعاً الي سطح الأحلام، لنيل شئ من السعادة البسيطة المشروعة. في بعض الأحيان نظن أننا نقترب من أحلامنا ؛ ولكن عندما نقترب من أحلامنا نجدها أحلاماً مبعثرة رزقني الله بعمل اضافي قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، سعدت بهذا الرزق...
أعلى