-1-
رقصتْ في عُرس زوجها " سلطان " بكل أشواقها إليه .. بكل ما تحملُ الأنثى من الوجدِ المقهور و الغيرة العاجزة .. كانت تتلَّوى أمام ( الطقاقات ) بلوعةٍ ، كأنَّ أحدا ينزعُ أحشاءها..ترقص .. لا تتوقف . بدا الرقصُ كأنه حيلتُها الوحيدة وحروفُها الفصيحة ، أمّا حين شَدَتْ المغنية : "...
سمعت بنبأ قدومه قبل أن أتعرف إليه شخصيا عن طريق صديق عزيز، ألفت فيه متابعة لأخبار رجال ونساء التعليم، وخصوصا الحركة الانتقالية الخاصة بهم..
هذا الصديق هو الذي أخبرني باسم المدير الجديد، مدير سيأتي من مدينة الحسيمة، بعد أن قضى سنوات أستاذا، وبعدها ناظرا..سرني النبأ، واستبشرت خيرا ويمنا. انقضت...
عندما يرتفع درب الكورنيش بنا وقبل الوصول للعقدة الطرقية المشرفة على البحروالمينا والتي تظللها كنيسة اللاتين بحنيتها
ينزوي إلى اليسار مقهى(ماركوبولو)
وهناك يعمل البني حبيبها
تدلف المقهى، ليلتقيا تحت الدرج الدائري، وآه
لا يمكنها نسيان قبلاته الباكية.
سفَر شفتيها بين شفتيه لم تصفه لارواية عشق ولا...
زعيق في الزاوية، صويت جاء من ناحية الطاحونة اليتيمة؛ تنبح الكلاب في ذعر، يجري الناس في بله، بهلول طاح في الكفر، خلع جلبابه، رفع عصاه، ما عاد يقدر عليه إلا رب القدرة، انتهى زمن الكلام الناعم، لكل وقت آذان، سرى السحر كالسم في جسم الغلابة؛ أرض الوقف استولى عليها، جدار الجامع يسد الطريق أمام عربة...
غزيرا كماء القرب يتساقط المطر في شارع المهدي بن بركة .. تهتزّ المدينة محتضنة طقوسها العربيديّة، و نساءها الفاتنات، و تجارها العباقرة.
يتراجع منكسرا .. يحتضن أمتعته الخفيفة من أوراق الجرائد والخرق البالية، ثمّ يفترش مدخل البناية الشاهقة.. يرحب المتسولون به .. يقدّمون له نصف رغيف، وحبّات متعفّنة...
"حَمَدّ عويشة"
تمادى الليلُ في ظلامه وقسوته على الأبرياء، فهو قد ارتبط عندهم بالنزوح المؤقت (للحقاف)* الموجودة بالجبال التي تحضن المدينة التعيسةالحائرة . ازداد سواده قتامةً وادْلَهَم ، فما بقي في خزَّان الفنارين* الوحيدين في الحقفة لا يكفي لبثِّ بعض ضوءٍ ينير العتمة ويُجلي هَمَّ وقلق هذه الأجساد...
لما أصابها الطاعون في غابر الزمان،ولم يبقى فيها إلا عجوز واحدة مؤمنة، لم تضعف،تماسكت،فهزمته بنور توكلها،وعزيم صلابتها،فعادت وأينعت حياة وجداول... تلك هي المدينة السمراء المكتحلة بالقناطير والسواقي،هي جنين التي أرضعتها الأنفة،ومسح على جبينها الود، وسكنت عينيها السماحة،وجدّل ظفائرها لحن...
(1)
المرة الأولى التي أرفعُ فيها رأسي بعد انحناءة دامت عشرين عاماً وجدتُ الوضع مُختلفاً تماماً عما عهدته سابقاً، لقد تغير المظهر الخارجي للبشر، وبطريقة ما يبدو أن الشكل المعروف قد تبدل وحل محله شيء أكثر عُمقاً. عشرون عاماً مرَّتْ ولم أنظر خلالها لإنسان في وجهه، عنقه، صدره، بطنه، مؤخرته، أو...
في الصباحِ أغلبُ أعينِ الصغارِ مشكوكةٌ من النومِ أو من الرَّمَد، يذهبون إلى الدكانِ الصغيرِ من أجلِ أربعِ حباتٍ من البسكويتِ المغلفة، بعضُ الصغارِ لايزالُ الرِّيقِ على خدِّه أو خديه، وصغيرٌ يسحبُ سروالَه إلى أعلى ليسترَ بعض عورتَه كلما سقطَ إلى أسفل، أحدُهم تُتعبُه مخاطتُه فيضطرَّ لشفطِها إلى...
عندما اكتب عن محردة، ترتجف أصبعي وهي تنقر لوحة المفاتيح، والبارحة ارتجفت الورقة التي سوّدت عليها شوارع محردة شيء مختلف رغم سكني هنا منذ تسع سنوات، هنا على حافة محردة. أي في مساكن شركة توليد الكهرباء في محردة حيث أعمل
رغم ذاك
ورغم مروري المتكرر على طريق المساكن باتجاه المحطة صباحا إلى العمل...
يقال إن الراحلين مروا بكفرنا في سنوات الفيضان الذي غمر قرانا حتى ملأ الوادي.
تركوا أثرا في ذاكرة الذين يجتمعون كل ليلة يتبادلون في مسامراتهم حكايات عنهم.
يمثل لي طيف غريب، فارس ملثم تتبعه نخلة عند شاطيء النهر.
ألمح طيف امرأة وجهها يشبه القمر حين يكون بدرا، تحمر وجنتاها، أتبعها فبي ولع بذوات الخد...
تأتي هند رستم الى الجندي هليل بالليل، وهو في موضعه بالحجابات الأمامية في جبهة الحرب العراقية ضد ايران، في تلك الليلة جاءت إليه، بملابسها المغرية، نامت بجانبه وهي تنشج وتبكي ببحة صوتها المثير، فأستيقظ هليل، وسألها ما الخبر؟ لماذا تبكين؟ قالت له "رأيت قائدكم الكبير يصعد الحصان ،أخذني معه ووضعني...
لا أدري كيف أبدأ حكايتي!؟ ولا أدري هل بتنا نعيش زمن الجاهلية؟ أم أنها بقايا عوامل التعرية وهي نفسها التي تعمد الى نزع ثياب جسد الوعي لتجعله رخيصا يباع في سوق نخاسة قبيلة او عشيرة، عالمنا الجديد يتخبط يبحث عن التطور في كل شيء حتي المشاعر والاحاسيس، أراني اجدع انف الواقع حين تأخذني موجة لتلقي بي...
(1)
ظُلماتٍ بعضها فوق بعض حجبت رؤيته للأشياء من حوله وشوهتها. وظلَّ ينهش عقله سؤال؛ هل هذا العالم الذي نعيش داخله حقيقي، أم أنه محض خيال. هل بالفعل نحن موجودون فيه، أم أننا كذبة ابتدعها أحدهم ومصيرها التلاشي عند انكشاف الحقيقة.
كان يجلس قُرب رأسها على كُرسي جُلِبَ له خِصيصاً بينما هي مُضطجعة...