يدايَ اللتان اعتادتا على نثرِ حبّةِ القمحِ الذهبيّةِ وعلى أقلامِ الطّباشير، لم تأْلفا هنا أشواكَ الأعشابِ البريّة.
-توتُ العليقِ ..القبُار .. قثّاء الحِمار
تكفّل العجوزُ بتعريفِي بها، وأنا منهمكٌ باقتلاعِها المُضْني من أرضِ غرفةٍ تسقُفُها السماءُ، قال لي أن مالكَها قدِ استصلحَ الأرضَ؛ ليقيمَ...
وضحكنا حتى سالت دموعنا أنا وهو..
سألته سؤالاً استنكارياً:
- ٥٥
فهز رأسه لأعلى وأسفل عدة مرات وعيناه مغمضتان ومن أنفه يطرطق الهواء المكتوم حتى لا يضحك..
وأستمر ضحكنا..ومسحت الدموع من عيني..ونظرت إليه وكان هو ينظر لي من طرف عينيه..ثم انفجرنا ضاحكين مرة أخرى..
غمغم:
- خمسة وخمسون..خمسة وخمسون...
كنت اتمنى جدة كالجدات اللائي أقرأ أو أسمع عنهن بالحكايا وبرامج الاطفال..
لقد قام اعمامي بمهمة الجدة؛
فجدتي كانت منشغلةفلقد ربّت اولادها العشرة وحيدة ...وحيدة إذ ترملت منذ زمن بعيد.
وكانت لاتملك شيئا تعطنيه
أما جدتي لأمي فلا اعرفها جيدا إذ كانت قد تركت أمي وهي صغيرةوتزوجت بعد الترمل الاول...
قال بهمس:
- أريد أن أُنجب منك طفلة.
خفق قلبي وغشاني الخجل، وقبل أن أرد استطرد:
- ولكني لا أحب الزواج ولا القيود.
مادت الأرض تحت قدميَّ، ولم أجد ما أقوله.
فكرت أن أصفعه على وجهه وأمضي، ولكني لم أفعل، وفضَّلت الذهاب بصمت. لماذا لم أفعل؟ هل لأنني كنتُ أرمي شباكي عليه بحثًا عن عريس؟
هذا ما نصحتني به...
بدأت قطرات الخريف تتساقط في باحات إسطنبول، ترقص الأوراق في صباحات السكون الخالية من إزدحام الآدميين لعلّ الجميع تعبوا في السهرات الطويلة داخل الحانات التي يعزفن التركيات ألحان العشق بصدورهن العارية، أفخاذ بيضاء وعيون لامعة وراءها قصص الأرياف البعيدة وحكايات القرى الجبلية التي كانت يوما حصون...
عند باب المدينة العتيقة يفترش الناس أرصفة الأزقة... تلتفّ زقاقات المدينة... تنحني... تدور... تتقاطع، ثم تلتقي عند وجه المرأة الزاحفة على قدميها ويديها حاملة رضيعاً ينوح... يضيع صراخه وسط أصوات بائعي الملابس والأحذية. امرأة جميلة يحاصرها عشيقها.. يدغدغ خصرها... تتلوى متأملة عطور المخزن.
ـ...
تلك العيون الرانية، تتصدر رؤوس تلتوي تجاهنا حيث نكون، متطلعة إلى ألق، منذ أن كان يتقدم على مهل، ألقاه الله علينا من لدن حكيم خبير، نحمل الرسالة نجوب بها الأرجاء مبشرين ومنذرين، نتكيء عليها كما كل حاملي مشعل الهداية، فكانت لنا صولات وجولات أقضت مضجعهم، هم الذين كانوا يهدون الناس سبل رشادهم ولا...
الجبروتُ جعلَ الجارَ يغلقُ الشارعَ ليتوسعَ نحوَ جاره، لم تفلحْ محاولاتُ الصغيرِ في الإمساكِ بثوبِ الجارِ المستبد ، انسكبتْ دموعُه وهو يرى الطريقَ ينسدُّ أمامَ قدميْه الصغيرتين فلا يستطيعُ الذهابَ إلى أصدقاءِ الحي، ابنةُ الجارِ هي الوحيدةُ التي تعاطفتْ معه وظلَّتْ تصرخُ في وجهِ أبيها كي لايقتلعَ...
منذ أن تلمحه عيني للوهلة الأولى، يسرح خيالي مادا أمواجا من الأحاسيس المخيفة، والتطلعات الغامضة فأقف تائها وسط زحمة الأسئلة وسطوتها، ويخيل لي أني فقدت بوصلتي لحظتها، وأن هواجس منغصة هجمت على بواطني، وعصفت بعقلي، وعكرت صفو مزاجي، وكل هذا الألم سببه الشيخ "المتورك" على عكازته، والسائر نحو مكانه...
تمشي فتاة صغيرة بخطى ملتوية،فوق طريق ترابية متعرجة كثيرة الهفوات
كما ستكون عليه هذه الفتاة فيما بعد
تمشي وهي تخبئ تحت بنطالها وصدريتها الطويلة الم رجليها..
فلقد تعلمت القراءة والكتابة
وأكلت كذا خرطوم على رجليها بسبب حرف الواو
حيث لم تتمكن من تدويره رغم إتقانها لبقية الحروف
ومن يومها تكره التدوير...
جلس العجوز مع ابنه الذى يبلغ من العمر العشرين في القطار ، تمتم القطار يشي بعجلات المغادرة، من نافذته ينظر الشاب فى دهشة، تلونت تقاسيمه مع كل ثانية، ما بين دهشة ، سعادة ، إستغراب ، تتسع حدقتاه ، تستدير ، تغلق ، تفتح ، يحدق هنا وهناك يقف من ثبات ، يجلس ، يندهش عما يدور حوله
تظهر البهجة والفضول...
لم تكن علاقتي بأحمد علاقة رئيس بمرؤوسه، بل علاقة تعويضية، فقد رسمته ابناً لي، وهو أحبّ اللوحة، فاتّبع خطوطها ليتمه، قصدني ذات يوم آتياً من قريته الفقيرة في كل شيء، القاسية بعوزها، وصخورها، وثلوجها.
أشار لي بيده إلى مشرق الشمس، ليدلّني عليها، كانت تبعد بضعة كيلومترات عن المخفر الحراجيّ، وكان قد...
تم تعيين هليل في دائرة حكومية في بغداد بقسم المشتريات، لكن هليل لم يسافر قط الى إي دولة لغرض المشتريات، يجلس بجانبه موظف معمم يقرب للمدير العام، يسترق هذا الموظف النظر إليه كلما فتح هليل جرار منضدته حيث وضع صورة هيفاء وهبي جالسة على البحر بالمايوه، وتتكئ على ذراعيها مع انفراج ساقيها. لايكف هذا...
ضحكك الرجلان بقهقهات عالية وهما ينظران في شاشة المراقبة، وقال السمين الذي تجاوز الخمسين بقليل:
- لم نكن نتوقع صيداً كهذا.. دخل الفأر برجليه إلى المصيدة..
- قفز من السور القصير بعد أن سرق الذهب وعبر الشارع ليختفي في أزقة حي دانتي الأسود..
- أخيراً سنرى النتيجة..
....
- تخفى اللص النحيل، رشيق...