انتهى يومه الحافل بالعراك، عصاه التي نقعها في الخل والزيت طيلة شهر أحسنت مساندته، لقد فعل كل ما توجبه الفتوة من مهارات، استطاع أن يرد الخصوم، ولم لا؟
فشاربه الذي قيل إن الصقر وقف عليه حتى زها به!
نظرات عينيه القوية
وعضلاته المفتولة مثل حبل الدلال حين يمسك بلجام الخيل يوم السوق، جسده ذو اللون...
يجلس العمدة على كنبته، ومن خلفه تلمع فوهات البنادق، في غرفة "السلاحليك"، الملاصقة لدوار جنابه، مكفهر السحنة جاحظ العينين.
يجلس بين يديه شيخ الخفر، لمح في عينيه قلقًا استفز دهشته، قليل الكلام على غير عادته، فيما لا يكف شيخ الخفر عن الرغى والثرثرة.
ـــ سلامة جنابك يا عمدة! سأله وهو ينفخ عود غاب...
"في زمن العقوق والانشغال الدائم عنا، ماذا لو قمنا -بما تبقى من قوتنا-بتشييد مدينة لكبار السن، ننزح إليهاً طوعاً؟
فالنزوح المبكر قد يساعدنا كي نعتاد على معالمها.
لنتخير لها موقعاً جميلاً بالقرب من شاطئ النهر، ونبني حولها الأسوار التي تحمينا من الضياع والوحشة والحنين.
نطوقها بالزهور والرياحين،...
(1)
روائح الجُثث المكدسة تخترق أنفي، تتغلغل عميقاً في داخلي وتشدني للنظر للأعلى والبحث عن هواء نقي، أجول ببصري في الفضاء فتتجلى لي حقيقة هيفيستوس() مُتربعاً على عرشه العظيم، يحرُسه فُرسان الجن ويُحَلِقُون حوله. يحملون سِهام نارية، وجزء منهم يحمل رِماح في مقدمتها الكثير من الرؤوس الملتهبة.
سحبني...
قبل النوم؛ تخفض سعيدة شريط اللمبة الجاز، لكن الولد حمدي – الصغير – يبكي قائلا: أنا بخاف من الضلمة.
تبكي سعيدة، فابنتها رتيبة تنام في مدافن عمود السواري وسط الظلام، ليس هناك عمود نور واحد ولا كلوبات. كيف تتحمل ابنتها الظلام هناك؟!
تطوف الفراشات حول لمبة الجاز فيطاردها الأطفال ( كاملة وبشر وسعد )،...
عثر هليل على رسالة قديمة في طيات ملابس زوجته، كان يبحث عن علبة سجائر سبق أن خبأها منذ شهر حين قرر الإقلاع عن التدخين، لمعرفته بضعف أرادته، نبش دولاب الملابس قطعة قطعة، وبدلا من العثور على علبة السجائر، وجد رسالة مطوية بعناية، أستلها، وبدأ قلبه يضطرب وتتسارع نبضاته. أستغل هليل وجود زوجته في...
لم يكن قد مضى على وجودي في بلغاريا سوى أربعة شهور حين قررت التسوق وحدي .. فالآن بمقدوري فعل ذلك بعد أن تعلمت من الكلمات ما يمكنني من ذلك .. والحياة تحتاج المجازفة .. هذه هي المقولة التي كنت أغري نفسي بها قبل كل عمل جديد أروم القيام به .. فأجد نفسي تنساق ورائي كطفلة لا تجد سوى التمسك بيد أمها...
ــ نحن الآن ندور فوق الولايات المتحدة الأمريكية ـ قديماً ـ وتحديداً نحن نمر فوق ولاية بوسطن
قالها "يحيى" وهو ينظر إلى جهاز البوصلة المعلق على الجدار,
.......................
نظر إليه وهو يحاول أن يجمع كل قواه العقلية المنهارة ماسكاً رأسه بين يديه متظاهراً بأنه مصدق له فيما يقول, وكان يستمع إليه...
لا عليك فالعالم الذي تعيشين موؤد مثل وطنك، هكذا وفي كل وقت يردد عليها الجوع.. كلاب تعوي، إمرأة وصبية يبحثون عن لقمة في مكب نفايات بين تزاحم قطط، الذباب هو الآخر يغتصب وبدناءة شرهة، الجميع يصارع مثل مصارين بطن خاطرة التي لم تذق الطعام منذ يومين.. ها هي تحمل بغبطة كيس صغير شفاف الذي تحاول أن...
من بعيد هذه الورقة:
أذكر أني كنت طفلا صغيرا، سني لا يتعدى خمس سنوات، وملبسي كان عبارة عن جلباب صغير، ممزق من الخلف.
كنا مجموعة من الصبيان، نجري ونلعب في سرادقات القرية، التي تمتد بجانبها أشجار مختلفة الأصناف والقامات، وربما تخللها ركام من الأحجار دأب سكان القرية أن يضعوها كموانع وحواجز، تمنع...
كانت سارة ممسكة يد بوريس، كانها تقوده بين أشجار وممرات كلية الهمك، يظهران تارة ويختفيان تارة.
غابت الشجيرات وظهر المقصف الطلابي فأفلتَ يدها خائفاً.
وجلسا إلى طاولة الزملاء من كليتي الهمك والمدني.
كانا سبعة أو ثمانية أشخاص لكن سارة سيطرت على المشهد، سواء بجمالها الخبيء، أم بضحكتها التي تسافر في...
إهداء: "إلى إيزابيل الليندي في بيتها العتيق وهي تراود الكلمات عن نفسها" ماريو. ف
عندما تخرج "ط" إلى العمل تمر بكل البيوت في شارعها الضيق. صباحا وفي كل مساء وعند مرورها الخفيف يهيل عليها الجيران تراب الظنون؛ ويسفرون في وجهها خناجر تساؤلاتهم الجارحة. رغم أنها تحس بنصال عيونهم تنهش حواف معطفها،...
ظلت سعاد تنتظر قدوم الشتاء وكانت تستعد لاجمل حلم تنتظره وباتت تعد الايام والليالى لتحقيق الحلم الجميل الذى يلمّ الشمل مع ابن عمها حامد فى عش الزوجية السعيد وكان حامد يعمل فى المحاماة فهو يؤدى خدمته العسكرية قبل ان يتزوج من سعاد وكانت تنتظر ميعاد خروجه من الجيش لتكتمل سعادتها وباتت تحلم بلحظه...
الكثير من الاحداث المشوقه ولا وجود للملل ابدا
البارت 1
الحسناء و الثعبان
صالح الشاب ذو الثلاثة والعشرين عاما بينما كان عائدا من السوق باتجاه منزله الخاوي يمشي بانكسار في الطريق المتلوي ينظر الى حيث تستقر قدميه يفكر بحياته البائسة التي تمر بلا طعم يتذكر حينما كان يمشي في نفس الطريق برفقه...
تجوب حارتنا حكايات مالها حصر، آلاف جاءوا ثم مضوا دون أن يتركوا بصمة، في بلاد تنام من المغرب وتصحو على سياط الذل، وحدها تفرد مساحة من ذاكرتها، أسرار خفية احتفظت بها؛ يوم ضرب وباء الكوليرا الناس؛ مات كثيرون، كان الطوفان الأصفر مثل رياح الخماسين غطى سماء المحروسة، تدوي صافرات الإنذار في فزع، يتملك...