سرد

طَرِيقُ الْقَرْيَةِ عَبَاءَة شَدِيدَةُ السَّوَادِ ، مِنْ تَحْتِ جَنَاحَيْهِ يَسْرُب اللَّيْل عويلاً مَا زَالَ مُبْهَمًا للقاصي وَالدَّانِي . صَرَخَات تَخْتَرِق إذْن اللَّيْل ، تتناهي إلَيّ الوافدين إلَيّ الْقَرْيَة ، خبراً مَازَال مُبْهَمًا ، تأوهات بأشتعال الْأَلَم ، فِي صُدُورِ الْأَهْل ...
مرض سمير مرضا نفسيا خطيرا كاد يودي به إلى الجنون وفي أثناء رحلته الشاقة التي تطلبها بحثه عن العلاج أخذ معه لمرافقته صديقه المقرب منه وفي الطريق إلى زيارة أحد الأضرحة المتواجد بالجبال قصد التبرك وطلب الشفاء كان سيمر يسير في المقدمة ويتبعه صاحبه بخطوات حذرة من ورائه لأن معبر الطريق ضيق جدا و لا...
اللون الأحمر، رمز الجنون، مستفز، أتعامل معه بحذر، هو في دولة العشاق رمز الحب، يمطرون بعضهم البعض بوابل من القلوب والزهور الحمراء، وهو أيضا لون الدماء المراقة مع سبق الإصرار والترصد، فكيف للونٍ واحد أن يكون أيقونة النقيضان؟!!!! طائر مجهول تخطّفني ليطوف بي في تلك البقعة الممتدة من جاكرتا إلى...
أقفُ أمام بيت المرأة التي رفضتْ أن تتقاضى أجر ليلتها عندما عرفت أني لا أريد منها غير أن تحمِّمني.. فقط تحمِّمني، تحمِّمني بيدَيْها وهي تغنِّي لي، وتمشِّط شعري بعد أن تساعدني في ارتداء ثيابي، ثم تجلس بجواري في السرير وتتحدَّث، تتحدَّث في أيِّ شيء حتى أنام. أقفُ أمام بيت المرأة التي سمعتْ ما قلتُ...
( ثانيا ) قصة كتابة ونشر مجموعة ( همسة في زمن الضجيج ) القصصية . ــــــــــــــــــــــــــــ محمد عارف مشه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ((( المجموعة من إصدار عام 1988 عن دار نشر الأفق الجديد / عمان ـ الأردن . كتب مقدمة المجموعة القاص والصحفي المرحوم بدر عبد الحق / كتب على...
كانت "زهرة" أول من خرجت من الدار، اندفعت نحو الباب فتحته بعنف: صباح الخير يا أم سيد. كأنها تراها أول مرة، رغم أن الباب مفتوح على الباب، والجدار مسنود على الجدار. مر عليها ابن الجيران "سيد" يلهب ظهر حماره المعتل محملاً بالسباخ، يتعثر في حفرة ثقبتها شقاوة أطفال الحارة ليلاً، يسقط الغبيط يرمى حممه...
في مستهلِ شتاءٍ جديد، كادت الشبورة الصباحية أن تنقشعَ وبصيص من ضوءِ الشمسِ الدافئ يتسلل بين الأبنية القديمة. والطريق أصبح مهيئًا للزحام المعتاد كلَ يوم، "وصفاء" في سيارتها تمرُّ من أمام السينما المشهورة المهجورة في حي المنيَل الجميل، تحدِّث نفسها: ما الذي جعلني أسلُك هذا الطريق اليوم ؟وما لبثتْ...
تزوج عبد الحفيظ من إبنة خاله حسنية وهو دون سن الثلاثين وعاش معها حياة هنية لم يحدث بينهما خصام طول حياتهما وإن عرفت في البداية تعثرا في الإنجاب لفترة طويلة تعدت العشر سنين خضعا خلالها لتداوي بمختلف الأسباب والوسائل عانا كلاهما من الصمت في المنزل لأنهما لم يرزقا بأطفال يذكرانهما بالتقدم في...
جو الشقة خانق رغم اتساعها, النوافذ والشرفات مغلقة ومغطاة بستائر ثقيلة, ومصباح بعيد معلق فى آخر السقف العالى, ضوءه الخافت لا يغطى سوى جزء قليلا جدا من الصالة التى تجلس فيها المرأة التى اعتادت الصمت وألفته. والولد يجلس قبالة أمه, ينظر إليها فى ترقب, يتابعها فى اهتمام شديد. وقطة تعودت الصمت مثلهما...
أنتظر هنا منذ زمن ليس بالقليل حتى قال ناظر المحطة التي سكنتها فئران الحقول، وفي ليالي الشتاء الطويلة تتقافز فوقها الثعالب البرية: لن يأتي قطار السابعة في موعده، تمنى ألا يراني؛ بدأت أشعر ببطء عقارب الساعة، ثقل الهواء يضرب صدري في غير هوادة؛ ثمة ملل يجتاحني؛ الحياة من حولي فقدت رونقها الذي كنت...
أرسل هليل رسالة حب الى الفنانة نادية لطفي بالبريد العادي، ولما وصلت إليها أستغربت من الورقة الملونة التي كتبت بها رسالة الحب، وأشد ما أثار دهشتها أن المرسل العاشق الولهان كتب لها في نهاية الرسالة " إنك لم تتذوقي الملح العراقي، سأغمرك به، حالما توافقي على الزواج بي، طعم ملحنا العراقي مثل العسل "...
قال لي صديقي عادل يوسف ، هذا المدير مجنون وسيصيبنا جميعا مثله بالجنون؟! نظرت إليه، في دهشة، ثم قلت له : صلى على النبي، واهدأ. لم يبتسم عادل ، أو يضحك كعادته، بل غرق في تفكير عميق، ثم شرد بفكره بعيدا، حتى أنه لم يلحظ انصرافي من أمامه، وعودتي لحجرة مكتبي القريبة من مكتبه. ، بعد برهة تبينت، أن ثمة...
لم تنتظر أمام مكتب مغلق حتى يفتحه عون سلطة ، وتسأله عن موعد التلقيح ومكانه . كنتَ جالسا في المقهى ، فتحت الهاتف وجدت رسالة تقول : ـ نُخبركم أنه بإمكانكم الآن أخذ الجرعة 3 في أي فضاء تلقيح ؟ قلت لصديق يجلس بجانبك : ـ أفضل أن آخذ جرعة ثالثة ، لكن من نفس اللقاح . تناول قنينة الماء ، وملأ كأسا...
• أُلْقِيَتْ العرائسُ في نارِ الفرنِ بعد أن شُقَّت لهنَّ بالسكين عيونٌ واسعة متسائلة وأذرعٌ مفرودةٌ في حيرة. تساءلتُ في دهشة: أو لا بد أن تدخل العروس النار حتى تنضج؟! أومأنَ بالإيجاب دون صوتٍ ، قلتُ : و تُؤكلُ بعد أنْ تنضجَ ..؟! نظرنَ إليَّ في حيرةٍ، أطرقن في أسى، واصلنَ ضرب العجين في...
أعلى