الى الغائب الحاضر.. الى محمد اليعقوب
((لم يَكُنْ لَدَينا شيءٌ لِنَنساهُ لأَننا نُحِبُّكُم))
وهكذا انتشر عشرات البحارة على ساحل الخليج العربي حيث راح أحدهم يصلح قاربه الصغير الذي تاكلت بعض أخشابه واستعد لاستبدال مزيد منها، بعد أن جلبها البحارة من الهند أو من الغابات الأفريقية المختلفة لتطلى...
أما تعبت؟ طال وقوفك ياحنونة؟ وطال تحديقك، طافت دموعك، امسحيها قبل أن تغرقي العالم، لم كل هذا؟ لك أن تفرحي.
أتذكرين؟
هس! اصمتـ، مازلت صغيرا. تقولينها بعينيك، بهمسك، بسبابتك وشفتيك المضمومتين،..وكنت أقول لك:" هذا باطل ولو أنه صادر عن أبي" كبرت وأنت تحذرينني بأن صراحتي ودفاعي المتهور سيهلكني،...
كأنه أصيب بالشيزوفرينيا، أو لعلي حكمت عليه قبل أن اعرف سبب شروده، إحساسه بأنه يعيش في عالمين متناقضين... يُسارع دوما حتى وإن كنت أسير الى جانبه بالجلوس على كرسي المقهى قرب الجدار، لكأنه حينما يستند عليه يعطيه الحق في أن يكون متسيدا أو أنه يرى الناس بعين مراقب ثاقبة، الحقيقة هذا ما جعلني أسأله...
لا أدري متى قطعوا زائدتي الدودية تلك التي كانت تتراقص في فمي، كنت أناغم بها أبيات شعر لفتاتي الجميلة، أشاغلها بها، فالنساء يعجبهن الثناء ويطربهن؛ لا مال لدي غير أنني ماهر في كلمات الهوى، في مرة انتهزت سكون الليل وفي جلوة القمر صعدت مئذنة المسجد التى كانت عالية- الأطفال يرون الأشياء أكبر مما هي...
في ليلة من ليالي الخريف كنت أمشي بالشارع عائدا لمنزلي بعد يوم عمل طويل، أحمل في يدي حقيبة و في اليد الأخرى كيسا صغيرا به حلوى لابنتي فريدة، التي و لا بد كانت تنتظرني مشتاقة لهذا الكيس قدر ما كنت أشتاق أنا لنظرة الفرحة في عينيها وهي تقف خلف الباب و تخطف مني الحلوي و تجري لأمها تخبرها بعودتي.
كان...
غير الحب كثيرا من طبيعتي ، فأصبحت أكثر ميلا للصمت كنغمة شهية ، مستوحشة وقابلة للترجمة إلى مختلف لغات الحب الحية كما قويت بداخلي الرغبة في تغيير نهاياتنا المفجعة . ورغم اختلافات تبدو كثيرة وعميقة بيننا الا انه لم يكن بامكاني مقاومة هذا الحب المتسربل بالسكينة والضوء والذي يلفنا سويا _ أنا وهي ...
- هل لديكِ حبيب؟؟
- لدي زوج مُحِب و طفلتان رائعتان ..
- لكني أُحِبُك..
- أنت سكران ..
- بل أُحِبُك.!
- أنت تصغرني على الأقل بعشرين عام ، أتساءل إن كنت قد بلغت السن القانونية للشرب ..؟!
- أنا أبلغ السادسة والعشرين ، على ما أظن.! كل مافي الامر أن سيارتي تعطلت في الطريق السريع ، تجاوزتني ،...
كمِينٌ مُدجَّجٌ جميع أفراده بالبنادق الآلية، وعَددٌ يُقارب العشرة من ضباطٍ تَحمل أكتافهم نجومًا ونُسورًا وسيوفًا متقاطعة، عوائقُ مُروريةٌ تُجبر السائقين على خَفْض السرعة ليمرُّوا من خلالها بحركاتٍ ثُعبانية.
يتوقف قائد السيارة النصف نقل المُحمَّلة بالبرسيم يُحيطُ بها من الأمام ومن الخلف ومن...
أرخى الليلُ ستاره الثقيل على مخيم الامعري الواقع جنوب رام الله،فَسَكنتْ البيوتُ المتراصة المُتعبة من شقاءِ الحياة وضنكِ العيش،ونامت الأجساد ُ المنهكة طلباً للراحة،لتصحوا بعد سويعات على يوم لجوءٍ جديد،وفصلٍ من العذابات التي بدأت رحلتها قبل سبعة عقود،ولم تنتهي بعد....
بيتٌ منزرعٌ في قلبِ...
جاءكَ الموت قبل أن تحزمَ حقائبك وتربط سيور حذائك .
قبل أن ترتّب سطح مكتبك ، وتصنّف أوراقكَ المبعثرة ، وقبل أن تنجز أولوياتك المبرمجة .
وقد نسيتم جميعاً أن تضعوا الموت في أولوياتكم ومخططاتكم ، لكنه يندخل بها رغماً عنكم ، فلا أولويات أمام الموت لأنه الأوّل والآخِر .
جاءك الموت على حين غرّة ،...
عبّرت الفتاة الجميلة نرجس عن خوفها وهي جالسة على ضفة نهر دجلة مع هليل، في شارع " أبو نؤاس "، ويعود سبب خوفها الى مصابيح الجهة المقابلة لجلستهما الشاعرية التي تنبعث من القصر الجمهوري، تخشى عليه وعلى نفسها من العقارب البشرية، لا يهتم هليل الذي شرب ثلاث عبوات بيرة، لمشاعر القلق والخوف لدى نرجس، ذلك...
دأب على الاعتقاد بأن هناك ثمة أشياء شاذة، وغير طبيعية، ولا تتفق مع المنطق الصارم الذي يحسم كثيرًا من الأمور فى هذا العالم، أشياء لم يألفها من قبل، بات يستشعرها الآن، دون أن يراها رؤية مؤكدة، لها قوة وسطوع الحقيقة، ارتعاشات جسده الكثيرة، المتلاحقة، فى بعض النهارات والليالي، ارتعاش الأسِّرة...
أخبرتني جدتي أن لكل شيء أوانا:
حصاد الزرع وموت الإنسان؛ نهاية الحكي حيث تضرب القطة السوداء باب البيت في ظلمة الليل والسماء تقذف بكتل نار من برق يتبعه رعد، حتى بنت بهانة انتهى حالها معنا؛ لا أدري لما قال سببا، كان منشرحا في القعدة، منبسط الوجه، يرتشف قطرات من كوب الشاي الذي يتسلى به حتى ظننته...