سرد

نحن سبع شقيقات كلنا خوافات، أختي عاتكة، كبرانا، تخاف السرطان الذي ألتهم ثديها الأيمن فاستعاضت عنه بقطعة من البلاستيك. تدسّها في صدريتها كل صباح فيعتدل مظهرها. وفي الليل تطفئ أختي نور غرفتها قبل أن تخلع ثيابها، ثم، وكمن يكشّ عنه عقرباً سامة، تخلع الثدي الكاذب وترميه في عتمة خزانة الثياب وهي تحاذر...
امرأة شقراء ذات شعر أحمر ينسدل على كتفيها ، ممتلئة الجسم بغير سمنة ، سكنت البيت وحيدة ، بين بيوت طينية واطئة . مما أثار وجودها شهوة الرجال وغيرة النساء ، فبعثن أولادهن الصغار لاستطلاع أمر المرأة ، التي سكنت البيت وحيدة ، وتنتظر قدوم زوجها . . لم تقتنع النسوة بمبررات وجود امرأة غريبة تأتي وتسكن...
أجلس على نار في انتظار أن تكتمل الكراسي. عيناي تَمرَّان على وجوه الرُّكّاب في الأتوبيس، أحملُ هَمًّا يُقطِّعني: أن أرى "علاء" جالسا بينهم، أو قادما للركُوب. حينها سأكون مُضطرّا إلى ابتسامة صعبة، تُحرّك عضلات وجهي بالإجبار. لساني سيقول كلمة أو كلمتين من تحت الضّرس. أنظر في الساعة، أنفخُ، أشعر...
لم يكن أمام سناء سوى الذهاب إلى بيت جارتها زهرة بعد المشاجرة التي حدثت بينها وبين زوجها لتنتهي مشاجرتهما مثل كل مرة بالتراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات، لكن هذه المرة تجاوز الأمر الحد حينما تلقت صفعة مباغتة من زوجها متوعدًا إياها بالمزيد إن لم تكف عن الكلام. ما في سناء من غضب وحزن، منع عنها...
عبده: مغرم كثيرا بأخبار الناس، وعلاقة العائلات ببعضها البعض ، هذ نسيب فلان و هذا تنحدر أصوله لأسرة تنتمي جذورها: لعائلة: هاجرت إلينا من المطرية دقهلية منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان، لتسقر هنا في دمياط وهو تاريخ :حفر قناة السويس ،هي ليست هجرة بالمعنى المألوف للكلمة بل تعتبرها هروباً لمجموعة...
ملحوظة: يمكنك أن تقرأ هذا النص من أعلى لأسفل أو من أسفل لأعلى ولن يشكل ذلك فارقاً مهماً. (1) الماركيزة ونهاية التاريخ: ماذا كان حلمي؟ كان حلمي أن أكون راعياً طيباً. نعم، ليس راعياً فقط، بل راعياً طيباً. لقد حدثتنا الأسطورة التوراتية عن الراعي الطيب. الراعي هابيل. جدنا الذي قُتل بسبب أول قصة...
(أشرب الخمر حتى تجد له طعماً مميزاً على حافة ِ لسانك ، وأفرط في الطعام حتى تفقد القدرة على التمييز؛وكلاهما قليلٌ منه مبرحاً للتأمل والبحث عن أقصى طموحاتك في تنسيق محتويات المكتب و..........) هكذا تحدّث صلاح عويس بدوره ناصحاً للشباب الأدباء بالوقوع في مهب ريح الحياة ، بقهوة ريش انعدل في جلسته...
مرت سبع سنوات..ربما ثماني.. لا أذكر كانت الطريق طويلة أكثر مما تصورت، وقلبي كان داميا..كنت أنزع الأشواك من فؤادي فتس - يل الدماء ويتجدد الجرح كل فينة.. مع كل شهقة كانت كلمته الهامسة تدميني.. أشعر بنبضات قلبي وتحجر الدمع في عيوني..أرى المسافرين ألمحهم في الطرقات كان الجو صحوا ذلك الصباح، عاصفا...
يموت الناس من حولي بطرق ٍ شتى، بعضهم في حوادث الطرقات، وآخرون بالأمراض المستعصية، البعض منهم يموت بلا مقدمات، هكذا فجأة تركن قلوبهم للصمت، إنهم يموتون فحسب، إلّا هي كانت بعيدة تماما عن الموت، حتى إنها لا تشيخ، خلاياها لا تتعب، بشرتها لا تتجعد، شعرها لا يتساقط، و الأعجب من هذا كلّه أنها لا تتوقف...
متى يرفع وزري ؟ فقد ثقل ظهري وما عدت اركض مثل السابق ولو اني لست بحاجة الى الركض ، ذلك لان الليل يأتي الي مطواعا، كل يوم ، والنجوم والقمر امسكهما بيدي ، ثقلت قدماي ، ولست قادرا على السير مثل السابق ذلك لانني استوطنت غربتي لا سبيل لي على أن أجد تلك الحدائق التي جلست فيها ساعات ، وأنا اقلب شرور...
توفى زوجها وترك لها ستة أولاد خمسة من الصبية ،وبنت لا يتعدى عمر أكبرهم خمسة عشر عاما. ما زالت الأمة شابة رفضت الزواج ، ليس هذا فقط بل وهبتهم كل حياتها، كانت تنظر فى ملامح وجهه ابنتها بارعة الجمال التي تذكرها بشبابها الباكر وكأنها تشاهد نفسها فى المرآة فلا فرق كبير بين صورة الأم ووجه أبنتها...
في متجر ضخم، زاحمتُ أمس بغير قصد طفلةً صغيرة تجرّ سَلّة مُشتريات بسعادة طاغية ومشقّة بادية، فنبّهتني برُبع لِسان قائلة: «دَ بالَك.. د بالك!». كانت أُمّها وراءها مباشرة، فترجمَت لي قولها، فإذا قصدها: «دِيْر بالَك!». تبسّمت للصغيرة ضاحكاً، تأسّفتُ ومسحت بكفّي على مفرق شعرها الذهبيّ، فبادلَت بسمتي...
خرج الرجل من بيته دون أن يخبر زوجه بوجهته، وصل أمام الباب ورن الجرس الكهربائي، يُمسك بكيس بلاستيكي به أدوات وظيفته الجديدة، نظر الابن من شرفة البيت في عجب شديد وسأل: من أنت؟! بصوت أوهنه الزمن أجاب: المزيّن. سأله في عجب مستغربًا: ومن طلب منك الحضور؟! بسرعة بديهته أجاب : أخوك الذي يقيم في...
مرت شهور عديدة لم اخرج من المنزل ، اقضي معظم يومي وانا أحاول الكتابة ، الكثير من المسودات الممزقة بعضها فوق المكتب والبعض الآخر ملقىََ على الأرض ، رائحة ثيابي تغيرت ، و شعر لحيتي أصبح كثيفا، المنزل غارق في الصمت الا من صوت الورق وانا أعجنه بين يدي ، وصرير الكرسي الذي اجره الى الخلف كلما طارت...
ما من مرةٍ أذهب فيها إلى مكان ما , إلا وسمعت اسمي يتردد , وبكل قوة في المكان , ووجدت اسمي ينادى عليه, أنا لا أزعم أني مشهورٌ جداً إلى هذه الدرجة ولا معروفاً إلى هذا الحد الذي يجعلني أعاني من هذه المتلازمة الغريبة العجيبة , ما من مكان أذهب إليه إلا وأسمع فيه من ينادي عليَّ .!! ــ ...
أعلى