سرد

في حافلة النقل العمومي ذاهبة للتدريس، أتفقد الساعة كل ثانية والوقت يمر بسرعة والحافلة من بطئها كأنها تسير إلى الخلف، الكل يثرثر ولا يأبه للوقت، حتى السائق، إلاي كان القلق، والخوف من التأخر يأكل أعصابي (أنا التي عرفت بالقدرة على ضبطبها) فقدت القدرة على التحكم فاحتدمت فاشتعلت غضبا، أسرع يا عم،...
تعب عبد الله العجوز من التنقل ببن المنازل التي دمرها الزلزال في القرية.. كل شيء تحول إلى دمار.. الجبل وأشجار الجوز وحدهما بقيا شامخين. جلس فوق هضبة مرتفعة بجانب الطريق يتأمل الخراب الذي سوى بيته مع الأرض.. لم يستيقظ بعد من الصدمة.. أغلب من سلم من نسله، أنقذته فرق الإغاثة صباح اليوم الموالي. لقد...
على كرسي متحرك هو... وأنا كذلك. متقابِلَيْن أمام غرفة الطبيب أنا أرتعش ألمًا، وهو ساكنٌ كجذع شجرة ابنه فارع القامة كث الشعر أملسه، متململ ويطرق باب غرفة المعالجة كل خمس دقائق أما زوجي فقد ذهب يبحث عن مسئول يشكو له التأخير. التقتْ عيونُنا أنا والشيخُ العجوزُ قِبالتي -«أنا أعرفُكَ، فهل...
كان الاعتقال الاداري للأسير زياد العامر الذي جرى في بداية إنتفاضة الحجارة في العام 1988 لثلاثة أشهر غير كافياً للتعرف على ما يجري في سجن جنيد الواقع قرب مدينة نابلس،وغير كافيا للتعرف على ممارسات إدارة المعتقل تجاه الاسرى والمعتقلين كنوع من العقاب والتعذيب النفسي الممنهج ضدهم،فبعد أن أمضى العامر...
دعانى أدهم للقائه فى نفس المطعم الذى التقيتك به أول مرة ، ولم تكن بالنسبة لى مفاجأة أن أجدك معه ، بل إننى كنت منبهراً سعيداً وأنا اكتشف ولعك الشديد بالفن والأدب ،وكم كان حديثك ممتعاً حين تناولتى إحدى مقالتى بالنقد والتحليل وكأنك أعظم ناقد على وجه الأرض . وفى نهاية لقاءنا تعمد أدهم أن يعنفنى...
كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا العالم وحدي؟ هذا السؤالُ باتَ يؤرقني بعد أن اكتشفتُ ما يحدث، وعندما حاولتُ تنبيهَ الناسِ، لم يصدقني أحد، اعتبروني مجنونة، وابتعدوا عني، لم يعد هناك من يرغبُ بالحديث معي، وهكذا صرتُ معزولةً كداءٍ معدٍ . بدأ الأمر كلٌّه بحكةٍ غريبةٍ تعتورني في رأسي، لم أعد أذكرُ كم من...
سألتني سرى حالما انتهيت من كتابة قصتها: - ما الذي تريديه من القارئ، يقرأ قصصكِ أم يعيشها؟. سؤالها كان مستفزًا، واستشعرتُ بغاية أخرى تكمن خلفه، سألتها: - ما الذي ترمين إليهِ؟. قالتْ مندهشة: - لم أشعر بألمكِ، وأنا أسرد لكِ ما جرى لي مع زوجي بعدما طلقني وهرب بالأطفال!. وفي نبرة تهكم أضافت بعد...
وكيف أتوه عن عينيها وأنا الذي أرسلت لهما آلاف الرسائل، لتشهد طاولة الاجتماعات على ضجيج نظراتنا، التي كانت تضفي على كل صباح رونقا خاصا، لكنني لسبب ما تخاذلت؛ فأضعتها في زحمة طموحاتي، وارتبطت بمن تصعدني السلّم الوظيفي . تدفق الماء أزعجني، وقد هدني تعب السفر،فرحت أبحث عن موطئ جاف لخطواتي ،وفي خضم...
فر العقل هارباً خارج نطاق الجسد، بين العقل والجنون ، تصرخ، تهذي تُكسر كل شيء أما مها، دون وعي، تلقي بكل شيء في هستيرية، أصابها الجنون، والزوج يميط بشفاة ممتعضة، وأسارير ملتهبة، يكسوه من الحزن، ودموع لا يخفيها أمام الجميع، لقد إنهارت حياته بجنون زوجته، التي لا تستقيم ولا تهدأ حتى بعد تناولها...
يومان بعد الزلزال، لم تبارح امي الباتول نشرات الأخبار في المذياع. ترفع صوت الجهاز، وإذا فاتها خبر، تقلب الموجة، وتبحث عنه في إذاعة أخرى. وفي المساء تشاهد التلفزيون رفقة زوجها السي عبد الله كما تحب أن تناديه.. تسأله وتُعلّق بين الحين والآخر على ما تتابعه.. عندما يبيت عندها ياسر حفيدها، تطلب منه...
في العيادة ليلًا...حيث نال مني التعب والتثاؤب عند آخر مريض . فتاة في العقد الثاني من العمر تجلس قبالتي ، ترتدي عباءتها، وتترقب بعينيها الحائرة خلف نقابها، نتائج الفحوص المخبرية. التفت أحدثها بجدية وشيء من التعاطف : - كما توقعت لقد نال مرض الذئبة الحمراء ، من الكلى ...وعلينا أخذ عينة ومشاركة...
أنا امرأةٌ بلا بذور ولا فاكهة شاهدتني جدتي وأنا أتلوى كالجعارين النطاطة وشَعري يسبح في الهواء كزهرة اللوتس كان جسدي يلمع كالفضة وعيناي تستطلعان الشمس شدّتني من ضفيرتي وضربتني إذ رأتك تلوّح بذراعيك المفتولتين كعارضتين خشبيتين ملفوفتين حول شجرة الأضاليا الوحيدة. لطمتني على خديّ وجرجرتني...
أخذني ومضى بي إلى هناكَ بخطاهُ المتوثبة ونبضاتِ قلبِه الوَجِلَةِ يتلفِتُ بارتباكٍ ويُسارعُ الخَطوَ كَي لا يرانا أحدٌ يمنِّي نفسَه بلحظةٍ يسرقُها من عمر الزَّمنِ نصبحُ فيها عرايا ونتَّحدُ بالكون كانتْ الشَّمسُ على استحياءٍ تدق بابَ الأفق ، والهواءُ ينسابُ هادئاً مسالماً لا يعكِّر صفوَه أحدٌ...
لَم يَستَطِع الزمنُ أن يَنخرَ فِي مَمرّاتِ ذاكرتِيَ الَّتِي رأت (يُوسُف) وهو يَغيبُ في الجُبّ...! ‏. ‏. (يُوُسُف)...؟ ‏مُدرِّسٌ أتعبَتْه حروفُ الحياةِ...؛ زاملتُه فِي مدرسةٍ شَرقَ الرياضِ، عَام ١٤٢٦/ ٢٠٠٥م. كانَ كأبي حَيَّانٍ التَوحِيديِّ، "غريبَ الحالِ، غريبَ اللَّفظِ، غَريبَ...
بعد تناول القليل من الطعام، جلس عبد السلام أمام التلفاز رفقة أسرته الصغيرة. فجأة مادت الأرض، دوّى صوت مثل الرعد لا أحد يعرف مصدره، هل قدم من أعلى أم من أسفل؟؟ اهتزت الجدران، وانقطعت الكهرباء.. احتمت به الزوجة والأبناء.. الجميع يطلب اللطف من الله.. بعض الأواني سقطت وتكسرت في المطبخ، وزاد صوتها...
أعلى