استيقظتْ العصافير والطّيور على صوت فأس الفلاح وهو يحاول قلع الشّجرة العجوز بعد أن أمره سيد المزرعة بذلك، فرحتْ جميع الطّيور حينما علِمتْ بالأمر، فالشّجرة لم تعد نافعة وأغصانها يابسة لا يستطيع أي طائر من بناءِ عش فوقها، لكن طائر الكركي الحكيم والذي يسميه سيد المزرعة النبيل لزمنٍ مضى كان حزينًا...
أسكن أحدُهم حيةً في بعض بيته .
كان محبًّا للخير، فأشفق عليها ورقّ لحاجتها لدفء يخرجها من حياتها السابقة، مع سبب آخر تكشفه الأيام، كما يكشف المعدن عن أصله. ويمكن القول إنه أراد أن ينتشر الخيرُ في أرجاء بيته الواسع، حين شجّعه انجذابُه لملمسها الناعم وارتياحه البريء لرقة قشرتها الخارجية .
أجرى...
في الفصل ذي الطِّلاء الأصفر الباهت، يرمق تلاميذه بضيقٍ، ويترَّقب جرسَ انتهاء الحصَّة الأخيرة. إنَّ مزاجه متعكرٌ اليومَ؛ إذْ نفدت سجائره منذ ليلةَ أمس، و لم يملك المال اللَّازم لشراء علبةٍ أخرى، حتَّى فنجان القهوة، و بُنّه المغشوش لَمْ يحظ بهما هذا الصَّباح؛ فعاملُ البوفيه- ناهيكَ عن حسابه...
كانا يسيران صامتين، الحبيبة الحسناء لاحظت شروده، سألته مداعبة:
- من تلك التي شغلتك عنِّي؟
لم يرد إلا بابتسامة باهتة، وهي لم تدعه يركن إلى الصمت:
- تزعم، في بعدك عنِّي، أنَّك لا تفعل شيئا سوى التفكير فيَّ، والآن ونحن معا تشرد مبتعدا عنِّي، حتى عيناك تحدقان فيَّ لكن أشعر أنّهما مصوبتان بعيدا عنِّي...
كنت دائمًا أبرحُ وحيدًا بين طيّات الموائد، أنظر إلى الأشياء بزرقة العين، تفاوض مع الذات في سبيل المعرفة التي ضاع وقتها في زمن الصبا. بعد قليل من الوعي، ازدادت حيرتي بين الماضي القديم والحاضر الذي أشاهده كلّ يوم، مخالب عقلي تنتفض في عصف مأكول محاولًا القدرة على التنبؤ العظيم بعيدًا عن...
لانه الأصغر بين إخوته،قرر والديه إرساله إلى روضة الأطفال المتواضعة في المخيم لتعويد ذاكرته على التعليم ،وإستغلالا لنباهته وطلاقة لسانه في إكتساب المعرفة المبكرة ، إلا أن شقاوته الدمثة كانت عائقا يصعب تخطيه،فكان من العسير إقناعه الإلتحاق برياض الاطفال،فأخذوا يرغبونه تارة بالنصف شيكل احيانا...
مراهقا قبل اكثر من نصف قرن طالعت كتبي المدرسية في ظل سياجها ودخلتها بعد سنوات معصوبا بعدما تحولت مقرا للمخابرات عهد النظام السابق وتجولت حرا في انحائها وانا اجري تحقيقات صحفية او اعد تقارير امنية بعد ان تحولت مقرا لقيادة الشرطة بعد 2003.
وتلمع للان في ذاكرتي لوحة نحاسية بارقة كتب عليها...
جاء في الكتب العتيقة أن كائنا غريبا سيخرج من جوف النهر؛بدأ العرافون يضربون الودع؛ فقد اقترب زمانه!
أقسم أحدهم بأنه بعين واحدة؛ إصبع إبهامه أطول من قرن الخروب؛ أسنانه منشار عم شنقار!
تلك حكاية ؛ تطوع أحدهم وأخبرنا بوصفه؛ رأيته؛ كم كان طيب القلب!
يتغدى بشطيرة خبز ووعاء لبن من بقرة حمراء فاقع...
ينتشر فيروس غامض في المدينة، فيحول البشر إلى موتى أحياء، يسيرون عبر الطرقات، يطاردون الناس ليقتاتوا على دمائهم، ومن ثمة يتحولون إلى موتى أحياء بالتبعية... هكذا شاهدت الفيلم الأمريكي عبر شاشات التلفاز، حيث كانت الدماء تتصدر مشاهده، والرعب يخطف الأنفاس من خطواتهم المتشبثة بالحياة، والمثقلة بالموت،...
الجزء1
وبت لا أخشى شيئاً سوى صمتك !!!
لن أرجوك أن تمنحينى صوتك !!
صوتك القادم من أعماقى ...هل هو نار تحرقنى أم ماء يحيينى ؟!
مجرد كلمة تخرج من بين شفتيك الناريتين تأخذنى إلى سابع سماء ،تحلق بى تسمو فوق السحب ..أوهى كلمة تهبط بى إلى سابع أرض ،حيث العدم .
بكل حيرتى وعبثى وجنونى صار القلم...
في ذلك الشتاء البارد اخترق نافذتي شعاع شمس فأذاب بعضا من برودة غرفتي فخرجت التمس الدفء بساحة البضائع أمام الوكالة فوجدت أن القصر الجديد الذى شيده مراد بيك على ضفة النيل ألمقابلة ببولاق قد إكتمل بناؤه.
على جانب النهر مرت رياح بطيئة لها وقع الصقيع فضمت شجرة التين اوراقها كآذان قطيع أفيال...
بدأتْ تدرك منذ عامٍ واحد فقط، معنى الألوان، منذ أن وطأتْ قدمُها أرض القارة العجوز، قبلها لم تكن تدرك شيئاً.
ثلاثة عشر عاماً لم تُميز فيها لوناً.
كانت الأرواح تغطي جلود البشر، الناس في غانا لا لون لهم.
كثيرا ما ساورتها الشكوك بأن غانا أرض بلورية، كل شيء فيها شفاف، بلا لون، يلمع كما يلمع الماس...
فقدت ذاكرتي بإرادتي، سخرت من نفسي عندما تعثرت بصورتي القديمة، وجدت فيها شخصاً لا أعرفه، كنت أعرف لماذا يبتسم حينها.. لكنني لا أعرف متى ابتسم للمرة الأخيرة.. كان عاشقاً آنذاك، عاشقاً لشيءٍ أكبر من مجرد حبٍ لإمرأة، فقد أحب معها الحياة التي خال أنها ليست له، قال كلماته الأولى، أبصر من خلالها النور،...
خرجت من المنزل بسرعة أحمل حقيبتي في يدي وفي الأخرى هاتفي النقال بعدما جاءتني رسالة من تطبيق بلي مكتوب فيها: السائق في انتظارك!
بدأت أبحث عن لوحة سيارة نهايتها الرقم 256 ، كما ظهر في التطبيق لكني لم أعثر، تلفتُ يمينًا، وشمالًا، دون فائدة، مشيتُ خطوات منعطفة نحو الزقاق الآخر لعله يقف عند ناصية...
" ستتزوّج رملة أخت محاسن هذا اليوم " طار هذا الخبر في فضاء المدينة الصغيرة الجنوبية، يرى البعض أنه خبرُ عاديُ، مثل كل الأخبار التي يتّم تداولها بين الناس في الصباح أو في المساء ، لكن الخبر حمّلته مناقير الريح والغيوم وأشعة الشمس وحتى مويجاب النهر الصغير المتفرع من الفرات ، ووصل الى مسامع كل أهل...