قصة قصيرة

كبرا كجارين على حدود أحد المدن وبالقرب من الحقول والغابات والبساتين, وتحت عيون أجراس جميلة اعتلت برجاً لمدرسة للمكفوفين. هم الآن في العشرين من عمرهما ولم يريا بعضهما الآخر منذ عام تقريباً. كان دفء مريح لطيف يسود علاقتهما, لكن لم يكن بينهما كلام المحبين. كان اسمه نيوت.. وكان اسمها كاثرين. مع...
عندما حل الليل… ألفت نفسها تذوب في فراغ المنزل الذي امتصها بظمأ… (لا أدري لماذا كل الأشياء مجبولة بهذا الجوع الأزلي ..)… كان شعور الوحدة القاتل… يمزق أكثر الكائنات توافقا وانسجاما مع الكون… يشكل المنزل بغرفه الثلاث مصدرا للخوف والرعب… تقابلها في غرفة الاستقبال التي تفوح منها رائحة بخور منعشة…...
نزلت، (هي) من على نقالتها ذات القماش السميك قبل وقت غير محدد، كانت يدها مسدلة بأصابعها المفتوحة مثل مروحة صينية بلا نقوش تهتز باندفاع بندولي، وكان الرأس ينوء مثقلا الحادة، ماسحة مع اندفاعة النقالة دفء الوجوه المنطبعة على نثار الوسائد، وآخر العلامات،، بملامحها المتصلبة كذراع نقالة بارد. حركة...
صباغُ أحذيةٍ نافَ على الخمسين ... تسريحةُ شعرِ رأسهُ تْشبِه تسريحةَ العندليب الأسمـر ... يلقبونه " الواوي " ... بعــد ســـقوطِ الصنـــمِ ... أثنـــاءَ الحملــةِ الانتخابيةِ الأخيرة ... منهمكٌ في صبغ حذاءٍ ايطاليِ لأحد المرشحين القادمين مــن خـارج العراق... ســأل " الواوي" بعجرفةٍ وتعــالٍ...
السيارة تشق العباب إلى مدينته ، استلبه النعاس أخيرا ، استقرت رأسه المتخمة على زجاج النافذة المجاور، غصن نحيل يعترض الطريق في تحد أخرجه بزخم كوابيسه إلى سطح الحياة ... ساخرا يحييه ويبتعد . تسربت السنون ماء ، يركب أرجوحة الحياة ، تعصره أسنانها فلا يحسن معها المواجهة . لماذا غاب ؟.... لم عاد ؟...
1- للفقراء الماء وللأثرياء كل شيء أخبرني الفقير بأن أطفاله يتساقطون في طابور الصباح .. أخبرني الفقير بأن عائلته تلتم حول وجبة واحدة فقط كل يوم .. أخبرني الفقير بأن دواءه الماء وطعامه الماء ، وأن الماء هو شرابه المفضل وعطره الأوحد هل درى أحد لماذا تعتصر يد أحدهم بعنف كيس النايلون الصغير وهو...
سجود الشمس تحت العرش .... أصداء مخلوقات ميتة ....ميتة صغرى ....أنفاس طيور جارحة في الأفق البعيد ... إعلان السماء عن كآبة الأغنياء بدورهم ...وسعادة الفقراء بقوت يومهم ....قعقعة خطى في أزقة الغروب ....وتراتيل هدهد في الخمسين من عمره ... وصوت يصدح مهللا ...الله أكبر ...الله أكبر ....(**أمسية إعلان...
تمتد يده الصغيرة الباردة لتستشعر حنان الفراش المجاور ، تجده دافئاً.. رغم كونه خالياً. لا تزال يده تتحسس الفراش، وعيناه المفتوحتان موجهتان ناحية الجدار المقابل للغرفة. حمل جسده الضئيل, ولا تزال بقايا الليلة الفائتة عالقة بعينيه الصغيرتيّن. يحاول الآن إفراغهما بدعكهما بقبضتي يديه. يغادر الغرفة وهو...
ملعونة هذه الكتابة.. هذا المستحيل الذي نتكسر على صخوره.. الدوار الذي جعلنا ندور ولا يدور.. الزئبق الذي نقضي العمر في مطاردته، وحين نظن أننا أمسكنا به نكتشف أننا نمسك بالسراب.. أتوق إلى لغة لا تشبه اللغة.. إلى حروف لم تستهلك بعد تسمعني صوت تكسر الأشياء الثمينة داخلي.. في هذه الساعة المتأخرة من...
هذه الشجره شهدت كل شئ طعم اول قبله وطعم اول اكتشاف لذلك العالم المدهش الذي حدد الكثير من مسارات حياته بعد ذلك هنا التقي باول فجوه في جدران معرفته المحدوده بالعلائق بين البشر هنا انبجس احساس غامض كان ينتابه في كثير من الاحيان وسال علي جوانب حديثه مستنبتا الكثير من الحديث المشوب بالخضره حديث...
لم أكن حينها قد عرفت طريقي إلى المدرسة بعد بسبب حداثة سنّي , رغم كوني كنت شديد اللهفة عليها , أستبطيء مرّ الأيام التي تبعدني وتفصلني عنها , وأحلم باليوم الذي أرى فيه نفسي غادياً ورائحاً منها , وحقيبتي المدرسية الممتلئة بالكتب والدفاتر تتدلّى خلفي على ظهري وتكاد تُطْبق على أنفاسي . ولأنّني أُحب...
قبل عام مضى تزوجنا.. لم تكن تتعطر لي هكذا.. لم تكن بهذا التألق المرح يوما.. لم تحاول يوما اللجوء إلى مستحضرات التجميل الصناعية والطبيعية لإظهار جمالها وتفجير أنوثتها.. ماكانت يوما تتابع برامج التجميل.. وتستمع لآراء الخبراء في المجال.. وفي بعض الأحيان تتصل بهم تلفونيا.. منذ أسبوعين فقط.. طلبت مني...
1419 هـ. الجمعة : السابع والعشرين من رمضان . الساعة : الثانية عشرة وخمس دقائق رُفع آذان الظهر احتياطاً قبل خمس دقائق . قطام هي التي سمعتْ :- - لا رافضة ، مستقرة ، تردد صداها طويلاً ناهياً خشناً :- - لا لا كانت قاسية ، حادة ، عريضة النهاية اخترقتْ مسامع النسوة ، ثـقيلة كالحجر الذي وُضِعَ...
كانت حقاً امرأة الوقوف ليلاً بين أزقةٍ تسرحُ فيها خيالات لصبحٍ ما إن يأتي حتى تكون هي قد عادت لتجلسَ القرفصاء داخل غرفةٍ نسج العنكبوت على سقفها خيوطا ًتتدلى كتعويذة لأيام نحسات تُقرع أجراسها بلا توقف . بالرغم مِنْ سحب الأسى التي تظلل مقلتيها فقد كانتْ امرأة بطعم الجحيم , يكفي أنْ تصافحك فقط...
مضي يشق الزحام كمدية وهو يتصفح وجوه العابرين علي مهل بحثا عن وجه أليف ولكن هيهات..!! كل هذا السيل المنهمر من البشر ولامصباح يضئ في الذاكرة بوميض ما..لامست يده الورقة التي أهترأت من طول ما قبعت هنالك فأنتفض وتذكر انها لاتزال باقية تنتظر مثله الفرج بحروفها الاجنبية التي خطتها يد الصيدلي علي عجل...
أعلى