قصة قصيرة

في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن الأكبر عبد المعين بن صدقة بن إسحق الحفتاوي (إلعزر بن صدقة بن يتسحاك هحبتئي، ١٩٢٧- ٢٠١٠، كاهن أكبر بين السنتين ٢٠٠٤-٢٠١٠، عنه أنظر في الشابكة: حسيب شحادة، عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله) بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة،...
كان مساء لما فتح المعطف درفتي الدولاب الخشبي اللتين لم تكونا مغلقتين بالمفتاح ، وكان قد أقنع بعض رفاقه في الخزانة بضرورة الخروج لنزهة مسائية في المدينة عوض الإختناق برائحة النفتالين المغثية والرطوبة العفنة التي تزكم الأنوف. فصاحب البيت كما يعلم الجميع ( يقول المعطف) مريض وقد لازم فراشه ومنامته...
أمر عادى أن تنزلق قدماي، أو أفقد اتزاني فانطرح أرضاً... قشرة موز، أو حفرة خبيثة، أو حجر تقذفه يد شقية إلى عرض الشارع، فتتشكل لحظة البداية للحدث المأساوي والمضحك في آن واحد... لكن أن يسقط جسدي سقطة مفاجئة وتفشل كل محاولاتي في أن أقف على قدميَّ لأدب بهما على الأرض مرة أخرى، أن أشعر أن جسدي أصبح...
من على أنقاض نفسه، يحملها الى الخروج مثل ما اعتاد أن يفعل، كيس قديم كان قد إخطاطة عدة مرات برقع فوق رقع حتى ثقل همه غير عابئا بكل رقعة قديمة ملونة كانت أم سوداء تضاف إليه... لا يجد من يشكو حاله سوى صاحبه الذي يشبهه في كل شيء، يزيح ستارة تاه شكلها ولونها عن سقف من بقايا حطام أخشاب و ورق صحف اخبار...
قال لأخته: أعطيني المفتاح، أريد زيارة أمي.. عادت إليه بالمفتاح، فأخذه وانصرف، غادر المترو ودخل في الحي العاشر. قادته قدماه عبر منعطفات قديمة، تصعد به الطريق وتنزل. وتوقف أمام الباب.. دس المفتاح في القفل، ونزع القفل المفتوح من قيده، ودفع بالباب الحديد وراءه، وأعاد القفل إليه، وأغلقه، نظر إلى...
- جاء الأزرق... منذ الصباح الباكر ينتظم الصبية التلاميذ في طابور المدرسة ؛ يتململون ويصخبون ؛ روحهم النشطة ولياقتهم البدنية العالية تجعلهم غير قادرين على الثبات والصمت ، فهذان أمران مستحيلان في مدرسة وسطى ؛ لكنهم فجأة يصمتون وينتظمون حين يرون دخول ذلك الاستاذ النحيل ذو الجمجمة الكبيرة المفلطحة...
في البدء .. كانت هناك حزمة من النور.. فجأة توهجت من لا مكان.. في أول الأمر ارتعشت ارتعاشة هائلة .. ثم ثبتت إلى حين ، قبل أن تعود إلى الارتعاش من جديد ، ارتعاشات متوالية.. مجنونة، ومرت فترة طويلة من الوقت.. كانت قد ازدادت توهجا، وكانت في خلال ذلك، تخطو خطوات إلى الأمام.. إلى الأمام في شكل دائرة...
خجلتُ أن أبكي أمام أبني الصغير، هو يحكي لي كيف حدث ذلك.. أنا أتأمله.. يقص كعادة الأطفال.. ما أن يقترب من النهاية أجده يتذكر جزئية صغيرة فيعود إلى البداية من جديد . فجأة .. تنبهتُ لوجودها في شارعنا الصغير .. أسير بالقرب منها يومياً .. سيارة موديل خاص قديم ،يقال - والعهدة على الرواة من...
باب بيتك أبيض ، مثلك يكره الأبواب الزرق .تلك ماكرة ، مراوغة وتتآمر على السماء . باب بيتك مقوّس ، للشمس نصفه والآخر للقمر ؟ أ راك تنحني وأنت تلجه وما كنت قطّ محتاجا إلى كلّ ذاك الانحناء . لست سامقا ومع ذلك خلتك مرّة تجمع النجوم . كنت ليلتها أرقبك عن بعد وعيني زرقاء اليمامة وأذني مصغية إلى دبيبك ،...
حذروني.أخبروني أن ركوب الحافلة رقم “3″ مغامرة غير مأمونة العواقب.الداخل اليها مخنوق والخارج منها مسروق. لكنني ضحكت و أصررت بغباء عجيب أن اخوض هذه التجربة.قطعت تذكرتي من شباك التذاكر وأخذت أنتظر.ربما لو سافرت الى اي قطر عربي لوصلت قبل قدوم الحافلة الميمونة. وما أن هلت بطلعتها غير البهية حتى اتجه...
وضعني بورخيس في واحدة من متاهاته.... هذا نتيجة نصائح راوي القصة التي كنت بصدد كتابتها... كعادتي هيأت طقوسي الغرائبية للدخول في عوالم الكتابة، وما وراء عوالمها، أعلاها وأسفلها، ظاهرها وباطنها. لا أعرف... هل كانت طقوسي هذه بكل ما تكتنفه من جنون وغرابة هي التي استدعت الرجل... هل كان...
كنا خمسة أصحاب، ذات يوم خرجنا من منزل واحداً بعد آخر، جاء الأول وأراح نفسه جنب البوابة، ثم جاء الثاني وأراح نفسه جنب الأول، بعدها جاء الثالث فالرابع فالخامس. وقفنا أخيراً كلّنا في صفّ. بدأ الناس يلحظوننا، أشاروا علينا وقالوا: هؤلاء الخمسة خرجوا تواً من ذلك المنزل. من حينها ونحن نعيش معاً، ستكون...
اللون الأحمر للقرصان كان شرطي الوحيد، تماما كما لون عين الغولة، فقد سمعتهم ذات مرة في مجلس أبى يقولون عين الغولة حمرا، كانوا يقولون ذلك ويقهقهون، رغم أنني لا اتفق مع طريقتهم هذه في الحديث، إلا أن أبى حقق رغبتي وأتاني بالقرصان الأحمر، المهم أنني أريد أن أخبركم بأن القرصان الأحمر طيب على غير ما...
"عائشة" ! أذكرها يوم جئت بها من"باجة" عروسا ترفل في زينتها، شهيّة كالعسل البرّي. أسكنتها في حيّنا فعشقها كلّ شباب الحي. وفاز بها "الأعور الدجّال". غرّر بك "صاحب الدّابه" أطمعك بالترقيات وزاد في راتبك. وبوّأك المسؤوليّة على رفاقك ولكنّه جعلك تعمل في ورديّة اللّيل. فخلاَ لَهُ الجوّ. أطمع "عائشة"...
لم تكن تلك المرة الأولى التي يصر رتاج على رفض طلب وسام بأن يأتيه بفتيات ليل الى وكر الملذات، وقف أمامه وهو يقبض أصابعه مكونا قبضة لكمة يروم توجيهها الى وجه وسام، غير ان حزمة من الكلاب المحيطة وجلساء لذة ومنكر اوقفت تقدمه، فبالكاد علق قائلا: عذا يا سيد وسام لست ممن يخبرون تلك المسالك الداعرة ولا...
أعلى