قصة قصيرة

بتنا نمضغ وجعنا، نجتره عله يُهيد واقع تسربل البؤس فأحاله هلكة لماضغه، لا تتصور أبدا أنك تحيد عن المنزلق الذي رُسم لك، لقد علمتني الدواهي ان العيش في زمن التأوهات هو طموح أمثالك... ما رتق فتق بمخيط وخيط صوف إلا تبرئة لمن فتقه، فالجراح قد تندمل غير أنها تترك أثر الخيبة التي مُنِيَ بها من حاطته...
1- كانت شوارع القدس العتيقة مكتظة بالناس على عادتها رغم شدة برد الشتاء القارس ، وكانت البسطات المكتظة بخيرات الأرض تصطف على جانبي الطرقات بهجة للناظرين على امتداد الطريق من باب العمود إلى أبواب الحرم القدسي ، تزخر بخيرات الأرض الطيبة ، والتحف الخشبية والنحاسية ..تعلو أصوات باعتها وتختلط...
هكذا تمضي الأيام لست ادري بالدافع الذي يشدني لاجلس امام النهر متأملاً اندفاع الماء اللانهائي . كانت تمر علي عشرات الوجوه، تجذبني للحظات وانساها، لأعود أتأمل حركة الماء. وكثيرًا ما يعتريني شعور الوحدة القاتل، ولكني بقيت ملتزمًا لعادتي غير المفهومة.. احيانًا اقتنع باني الضائع الوحيد في هذا...
الصمت يسدل رواقه على كل شيء ، ذكريات الأمس محفورة على مرايا الذاكرة والحلم ينام ملء جفونـه ، كان يدرك أن اللقاء قريب ، والنحل يعرف مرعاه يتوجس صوت العصافير على أشجار الكينا والخروب، يشده صـوت اليرغول أغاني الحصاد ين في مواسم العطاء ونسائم بيارات البرتقال تعطر المشهد بجمالها كانت تمر أمام عينيه...
تقوم من النوم ، تنهض ، تتوثب ، تخرج إلى العمل ، تتحرك – في الحركة بركة - ، تهدأ......... ثم تنام . هكذا كنت كل يوم تبعث الدفء فيما حولك ، تشع ذكاء ورواء ، عينك لا تكل عن متابعة ومملوءة بالحياة ، ترهف السمع كلما سمعت خبرًا ، تتقصى وتفكر في الأبعاد . تتمنى أن تحب كل النساء ، تنسى أن بعض الناس لا...
رآها للمرة الأولى، في ذلك المساء الفضي، حائمةً مثل حمامة أمام محلات الألبسة المضاءة. تنتقل من محل إلى آخر بتمهل، وحضور، ودهشةٍ. بدتْ كما لو أن زينة المحلات مربوطة بها أو معلقة عليها. أحسَّ، وقد راقبها طويلاً، كما لو أنها تترك نثاراً جميلاً من الرقة واللطف فوق الأرصفة التي راحت تلين وتتلوى بهدوء...
المطر يُغْرق عمان... سيول جارفة تنحدر من أعالي التلال لتنسكب في الوديان الضيقة، تجرف معها كل ما يقف في طريقها من بيوتٍ أو بشر... المطر يغرق عمان... وهي كفأر محشور في قفض زجاجيّ، تدور وتدور، النار في داخلها لا تنطفيء، تزداد تأجّجاً كلما ازداد ضباب المدينة كثافة، صوت الريح العاتية لا يخفف من ضجيج...
"إلى الفنان التشكيلي السكندري الجميل علي عاشور، الذي حرص على أن يستخرج لنا من صندوق في مرسمه بأتيليه الإسكندرية، جوهرة ثمينة بدت عزيزة على قلبه، ليعرضها لنا مع لوحاته البديعة. وكانت نسخة من كتاب الراحلة أروى صالح "المبتسرون"، مهداة بخط يدها، منها ‘ليه". *** في النص، نصّها، فوجئت أروى صالح...
في عودتنا، كنا قد قطعنا شوطاً في طريق الإسكندرية الصحراوي، حتى وصلنا إلى الرست هاوس، عندئذ توقف السائق، وقال في حسم: ربع ساعة لا أكثر. تحررنا جميعا من زنقة الأتويس، ونزلنا بملابس المصيف الخفيفة والأحذية الرياضية. وتفرقنا في بهو مازال محتفظاً بأثار الزمن، رغم محاولات التجديد على الحوائط...
لأنه كان لابد أن يشعر بالاضطراب ، فقد شعر بالاضطراب ... وعندما ناول كيس الفاكهة للمشترى ، لم يتناوله ، ونظر إلى الفاكهة فى دهشة . ظل بائع الفاكهة باسطاً يديه بكيس الفاكهة ، فتضاعفت الدهشة على وجه المشترى ، حين نظر إليه وقال فى أدب بالغ إنه لا يريد خوخاً وإنما يريد موزاً . ارتعشت عينا بائع...
لا أحد يشبهني .... أعطتني الدنيا مالم تعطه أحدا : وردتين من الحور هما بسمة عمري ، وزوجا يحبني أكثر من نفسه . قلت له مرة وهو يغمرني حنانا : أتدري يامصطفى ... والله أحبك أكثر من ذاتي . احتضنني بقوة : يا الله .. أحبك مثلما لا يستطيع رجل أن يحب امرأة . قلت : أعيش في جنة من جنان الله . قال ...
ككل صباح, صدرت الصحف, انطلق باعتها إلى الإشارات الأكثر ازدحاما ليجرحوا حناجرهم بالصراخ على أكثر العناوين إثارة: - بدء مفاوضات السلام. - الأمطار الأخيرة تبشر بموسم خير. - ارتفاع أسعار بعض السلع التموينية. - انخفاض سعر صرف الدولار في البورصات العالمية. تداخلت نداءاتهم.. ولم يفطن أحد إلى نداء...
جال السائق الأفغاني بعينيه، يفتش بحيرة عمن يفّك له قطعة النقد فلم يجد في مقهى- النار البيضاء -سواي، لكنه تجاهلني لفراسة طبيعية فذة، أو لأنه وجدني أقرأ في كتابي الهزلي الذي وددت أن يبدد كآبة إفلاسي، فترفع عن مقاطعتي وظل مشدوهاً بجمال الفتاة الطاغي ذائباً يكاد يتلاشى، بينما كانت الفتاة تستثمر كل...
يهتم السائرون على شكل قوافل غير منتظمة كشعب مهزوم في متابعة النقوش الحجرية الغريبة على طول الطريق شبه الجبلية الوعرة المؤدية إلى منطقة (عمق الوحشة) أو (المحجة السوداء) كما يود أن يدعوها كثير منهم، ثم (هيراتا) الاسم الأشد شهرة الذي بقي حتى النهاية. كل أولئك الهائمين على وجوههم المتربين حتى تغيرت...
رأيتها، وهي تعبر الممرّ عبر الواجهة الزجاجية إلى غرفة الاستعلامات، ومنها إلى حجرة منزوية.. توقفت قليلاً في حجرة الاستعلامات وقلبت بعض الأوراق.. ثم رفعت رأسها فالتقت نظراتنا قبل أن تستكمل طريقها وتغادر الحجرة.. فرحت وأنا أتأكد من وجودها، بعد أن لمحت فتاة ثانية ذات ملامح هندية تنادي على الأسماء...
أعلى