قصة قصيرة

الألقاب الطيبة لا تلتصق إلا بمن يستحقها، وأنا استحق لقب مهاتما، لذلك كانت أمامي مهام كثيرة، دخلت دكان الحلاق وأنا أهتف هتافا حماسيًا : أنا المهاتما رامز...! لم أجد من الحضور الكريم زبائن الحلاق إلا نظرات بلهاء وأفواه مفتوحة، تركوني أردد هتافي دون أن يسألني أي واحد عن معنى كلمة مهاتما التي...
سامحها الله.. رفضتني .. مستحيل .. أنا أُرفض .. مِن مَن ..؟.. من هذه ..؟! أهكذا ..؟!.. لا أُصدق .. عقلي يكاد يُجًن ...؟!!.... كيف ..؟.. ولماذا..؟. ولما .. ؟! .. لا , لا , هذا غير معقول .. !!.. لابد في الأمر شيء .. بالتأكيد هناك شيء ما .. جعلها ترفض هكذا .. أكاد أُجّن ...؟!.. ألم يتهلل وجهها...
مرّت السنوات وكأنها طرفة عين، تجدّدت مياه النهر، وبقي النهر على حاله، النّهر هو النهر، يواصل سفره الأبدي، لعله يعانق البحر،في لحظة شوق، أبّدها السفر الطويل، كَسَهمٍ مشدودةٍ إلى قوسها، ويرخي قبضته في نشوة اللقاء، فتنطلق عابرةً أُفُق الخلود وتنداح مسلمةً جسدها لسرير الموج الوثير في نوبة سخاءٍ لا...
قفز فى الماء ، فبدأ القارب يتأرجح بشدة . تلفتت ولم تجده ، كانت تحدق ذاهلة ، ودون أن تشعر خرج صراخها عاليا حادا ، فانتبهت نوارس كانت تطير عاليا فى السماء والتفتت بأعناقها ، بدا الصراخ لاذعا مريرا ، له صدى ، كأنما يأتى من كل أنحاء البحر . كان القارب ما يزال يتأرجح بها ، وعادت تنظر كأنما تبحث عن...
ما كان عليك أن تغيرى طريقك ، وتدخلى من شارع جانبى ، وتعرضي نفسك هكذا لغزل صفيق من سائق تاكسي ، يخرج رأسه من النافذة ويقول .. العب يا ملعب .. يعض شفتيه ويكسر عليك ناحية اليمين ، هكذا اضطرارك لصعود الرصيف يجئ قسراً ، فيما تكاد رجفتك تسقط طفلك الذي علي صدرك . ما لعينيك لا تقولان كل شئ ، ألم يكن...
منذ ذلك اليوم وأنا أصبحت أسير وراءه من شارع لشارع ومن حارة لأخرى كي أحظى بتميزي بين الغلمان.. بين الفينة والفينة يرمقني بنظرات الفضول، ويرش على وجهي ابتسامته المتسائلة؛ تدب اليقظة في أوصالي، على الفور في همة أنحني أجمع حاجياته من على الأرض وأضعها في جرابه، لأكون جاهزا مستعدا لإشاراته وإيماءاته،...
أزمع أن يختتم حياته فى هذا المكان. خطر خفي: تعرف على الحقيقة المُخيفة عن الفطريات قبل أن تفقد أظافرك! خطر خفي: تعرف على الحقيقة المُخيفة عن الفطريات قبل أن تفقد أظافرك! الخلاء من الصحراء، والصحراء هى الأرض التى تقل فيها الخطايا، وربما تنعدم، لعزلتها عن حركة الناس. اختار لعزلته موضعاً فى صحراء...
آه لو كنت أنا غيرَ أنا .. أريد الآن اسماً غيرَ اسمي .. و رسماً غير رسمي ... أريد مهداً غير الذي وُلدت فيه .. وحليباً غير الذي رضعته .. أريد أباً غير الذي تزوّج أمي ... وزوجاً غيرَ ابن عمي . أريد أن أولدَ من جديد .. وأبدأ بداية أخرى .. تعبتُ من معاندة الدهر .. ومكابدة القهر .. في زمن...
زوجتي غريبة عني، فهي لم تعرف شيئا عن طفولتي وصباي ، ولا اعتقد انها ستعرف مهما حاولت أن أوضح لها . بل حتى لو قرأت لها حياتي سطرا سطرا . فهي لن تدرك ماذا تعني لي تلك الطفولة البريئة المعذبة العذبة ، القاسية اللدنة . لم يكن بامكاني أن أفسر لها ماذا يعني ان يحتويني الشارع منذ طلوع الشمس حتى المغيب ...
بتنا نمضغ وجعنا، نجتره عله يُهيد واقع تسربل البؤس فأحاله هلكة لماضغه، لا تتصور أبدا أنك تحيد عن المنزلق الذي رُسم لك، لقد علمتني الدواهي ان العيش في زمن التأوهات هو طموح أمثالك... ما رتق فتق بمخيط وخيط صوف إلا تبرئة لمن فتقه، فالجراح قد تندمل غير أنها تترك أثر الخيبة التي مُنِيَ بها من حاطته...
1- كانت شوارع القدس العتيقة مكتظة بالناس على عادتها رغم شدة برد الشتاء القارس ، وكانت البسطات المكتظة بخيرات الأرض تصطف على جانبي الطرقات بهجة للناظرين على امتداد الطريق من باب العمود إلى أبواب الحرم القدسي ، تزخر بخيرات الأرض الطيبة ، والتحف الخشبية والنحاسية ..تعلو أصوات باعتها وتختلط...
هكذا تمضي الأيام لست ادري بالدافع الذي يشدني لاجلس امام النهر متأملاً اندفاع الماء اللانهائي . كانت تمر علي عشرات الوجوه، تجذبني للحظات وانساها، لأعود أتأمل حركة الماء. وكثيرًا ما يعتريني شعور الوحدة القاتل، ولكني بقيت ملتزمًا لعادتي غير المفهومة.. احيانًا اقتنع باني الضائع الوحيد في هذا...
الصمت يسدل رواقه على كل شيء ، ذكريات الأمس محفورة على مرايا الذاكرة والحلم ينام ملء جفونـه ، كان يدرك أن اللقاء قريب ، والنحل يعرف مرعاه يتوجس صوت العصافير على أشجار الكينا والخروب، يشده صـوت اليرغول أغاني الحصاد ين في مواسم العطاء ونسائم بيارات البرتقال تعطر المشهد بجمالها كانت تمر أمام عينيه...
تقوم من النوم ، تنهض ، تتوثب ، تخرج إلى العمل ، تتحرك – في الحركة بركة - ، تهدأ......... ثم تنام . هكذا كنت كل يوم تبعث الدفء فيما حولك ، تشع ذكاء ورواء ، عينك لا تكل عن متابعة ومملوءة بالحياة ، ترهف السمع كلما سمعت خبرًا ، تتقصى وتفكر في الأبعاد . تتمنى أن تحب كل النساء ، تنسى أن بعض الناس لا...
رآها للمرة الأولى، في ذلك المساء الفضي، حائمةً مثل حمامة أمام محلات الألبسة المضاءة. تنتقل من محل إلى آخر بتمهل، وحضور، ودهشةٍ. بدتْ كما لو أن زينة المحلات مربوطة بها أو معلقة عليها. أحسَّ، وقد راقبها طويلاً، كما لو أنها تترك نثاراً جميلاً من الرقة واللطف فوق الأرصفة التي راحت تلين وتتلوى بهدوء...
أعلى