شعر

وكيفَ لهذا الشاعرِ أن ينتبهَ لخَطْوِ يديه وتلك دماءُ الموتى تطغى فوقَ الشاشةِ تملأ مجرى الأحرفِ تحملُ من بصماتِ القتلةِ ما لا يمحُوه دليلُ لكني كنتُ أرمّمُ تلك الهُوَّةَ بين القاتلِ والمقتولِ كأني حفارُ قبورٍ كلُّ الجُثثِ لديه سواءُ حفارُ قبورٍ!! ماذا يفعلُ يا ابنتيَ الشاعرُ بستانيُّ اللغةِ سوى...
أصوات كل الأماكن فينا وحولنا بوحٌ يزأر في الوريد ليُعوِّض بتوق شاهق صرخات بكماء لصوتٍ تشتَّت نبضه وتلاشت ذبذباته في صدىً محتالٍ يتلاعب بمكر لعوب بلهف حناجر الشوق للنبض الهادر في كلمة يتيمة تتحشرج بألم وحسرة يُمنِّيها سرابٌ مخادعٌ يتلاشى يندثر فتفيض لوعة وانكسارا...
كان ينْزَع عن البَحْر مُسوح المِلح ويُلبِس الليل دِفْء الحُقول يُفرِغ على الوُجوه رَماد الإشَارات ويَمْحو عنْها غُضون الماء فارِداً سَطْح قبَّعته التي ترشَح بِالثُّقوب سُرادِقاً لِأَعْراس الفَراشات فاتِحاً جُيوب ،مِعْطفه ،الدَّاخِلية ساحات لِأَراجِيح المَساء راشِقاً سيجارته المَحْشُوة...
(مهداة إليها في مطلع العام الجديد) لهذا اتصلتُ لأخبر نفسي عن نفسي، عن الفجر الغارق في كأسي وكانت تذوب تذوب كلحظة سُكْرِ كبسمةٖ سُكّر لهذا اتصلتُ أخاف فراقا لي يقولُ تحار العقولُ وما فكر: في الغياب ينتحب المكانُ في الإياب ينتحر الزمان المذكر بين خط الاستواء وقطب عينيها أيكون الناي أسير...
هكذا انت أيتها السماء ترتبين طاولة الغسق ليغيب الرفاق بعد العشاء وراء الأفق ... عنب ارجواني تعتصرينه غيما لليل أعبس أنهكته سنة فيروس أشرس فأدمن الأرق... والدّن ملؤه روح ملائكة صهباء تناور مع العسس تجعل من الخطايا تذاكر لسهرة ماجنة مع جن الإنس... هكذا انت أيتها السماء الماجنة من نافذتك قيء الرصاص...
هنا في رحلة الملح الاخيرة البحر أيضا لم يقل شيئا أدار ظهره للريح ولم تتراقص الامواج في غسق جنوني كما في الموجة الأولى والغزلان ايضا لم تهرب كعادتها ولم يأت الرعاة هناك بليلهم يخطفون الوادي من الجان حتما سيطل فوق رؤوسهم وحش يعود من الخرافة ربما للوهلة الأولى هنا تتداخل الازمان...
هل كانوا شُهُباً هبطت في غير أوانٍ فاشتعلتْ ، وأضاءتْ ، وخَبَتْ ؟ هل كانوا عشّاقاً للتحليق العالي ؟ أم كانوا أخوة َيوسف َ لا يعقوب َ لهم ، لا فرعون َ ولا قارون ، لا كَيلَ ولا مكيال ، مطرودين من الجنّةِ ، مطرودين من الحانات ؟ . لم يبق َلهم من هذا الليلِ سوى خيطِ...
عامٌ يموت الآن يلفظ ما تبقى من مآسيه ويدفن نفسه خلف البعيد. عامٌ يموت الآن تحت تزاحم الأضواء والضحك البليد. عامٌ يفيض الآن في الكاسات دمعا فاترا عامٌ يسيل الآن من عَرَق الطُهاة. عامٌ بليدٌ، مات. ماااااات. يا غفلة الموتى وهم يتضاحكون ويشربون النخب من عامٍ مضى في صحة العام الجديد. عامٌ بليدٌ...
قال أندري برتون لها: "لم ألمحك بعد إنك فجر" قلت لكِ بأي قلب أفتح شباك عيوني كي أراك "إنك فجر" لم أتوضأ بعد لأتلو ضياءك وأفرش ليومي أنوارك إنك فجر صنعته في ظلمتي شمسُك عزيز فهمي/كندا
إلى استمراري الجميل رائد و غادة شعــر عبد السلام مصباح 1- وَحْـدِي أَجْلِـسُ وَحْـدِي، فِـي آخِـرِ يَـوْمٍ أَجْلِـسُ وَحْـدِي. خَرَجُـوا... ٍتَرَكُونِـي فِـي الْغُرْفَـةِ وَحْـدي، تَرَكُونْـي وَحْـدِي... وَحْـدِي لَيْـسَ سِـوى الصًّمْـتِ السَّائِـبِ يَمْـرَحُ حَوْلِـي، يَتَغَلْغَـلُ فِـي...
صباح الضَّوءِ يا صُبحُ ، أَفعلتَها ثانيةً بدُوني وسبقتَني لمعانقةِ الشّمس؟ أغاضبٌ منّي ، أمْ عليَّ من خُمولي، أمْ من ساعتي النّائمةِ نيابةً عنّي؟ لستُ حزينةٌ منكَ يا طفلَ النّهارِ ، لكنْ ،،، منْ لَيلِيَ الجاثمِ على جناحِ كلِّ أمنيةٍ أُربّيها في حضنِ الراحةِ وأطعمُها قوتَ قلبي وأسقيها من روحي...
بحر هرب من رذاذه العاري ترك شغاف موجه وزبده عرضة للريح قد يدفء الغابة عود ثقاب لكنك .. لن ترد المراكب الهاربة ولن تفرغ الاخدود بالمزراب يعلو صوتها رأس البرج وتختم قولها ... بلا ..؟ رنين أجرس قد يصل وكل الثنايا حراس فلما علقت نحاسك الصدئي في مسمار السقف .. وتعللت بالاغواء عادت ...! الريح لمواسمك...
شهقات حبر راعفة يزرعها الحنين على نصل عناد متقد متوقد مترع بالدهشات يرمم صلف غيابك الرجيم ياسمين حقول حرفك الجسور يا شاعري شامات مشاغبة تتوهج من لثم الشمس لزغب الحلم المنضود المهدور على حوافها كانشودة غيم مشرعة شرفاتها...
نكتب عليه اللانهاية حتى لاننسى لا عجب ان غادرتنا الأمواج صامتة حاملة ذكرياتنا الشحيحة لا عجب ان نستنا تلك الرمال وقد بنينا كل أحلامنا الصماء ثم تركناها في مهب الحياة نركض نحو كومة القش نبحث عن نهاية صالحة للبقاء ذات ليل وجدت حلما ينام فوق وسادتي كان ينظر لي بأذنه ... ويحدثني بلا عقل ممزوج...
أعلى