شعر

لا أعتقد أن الليل سعيد... رأيناه نحن أبناء مغارات "الأنتراسيت" يتهيأ مع المغيب للخروج من كهفه ثملا حزينا يجر وراءه صدأ صرير السنين كأنه يودع الشمس وداعه الأخير... الشمس في وقفتها معجبة بشقرة شعرها لا تكترث... إذ "أعطتها الأرض بالظهر" وانصرفت تكمل دورتها لتجمع قيء السكارى... الليل في حانته يرشي...
بِسُرعةِ الضَوء، بخفَّةِ دمعةٍ مُريبةٍ سالتْ مُشتعلةً تحت جلد الغياب يُسلِّمُ النهارُ رُوحَهُ لِـ الليل يتعرَّى من ألوانِهِ وصوتهِ تاركاً جَفْنَهُ الشّاحِبَ يغيبُ بصمتٍ مُترنِّحاً بين القلقِ والنشوة في أحضانِ مساءٍ ماريجوانيٍّ يقتُلُ الموتَ برعشاتٍ إلهيّةٍ لحظَاتُ الإنخطِافِ هذه تُلقي بِخيوطِها...
داخل دائرة الصفر تتمدد الدوائر أسئلة هجرتها الإجابات يا بيكاسو! لماذا أنا هكذا، في لوحاتك؟ وجه مكسر كقشور الرمان اليابسة، يدان مبسوطتان كالليل في النهار، أنف معوج كعكاز يبحث عن طريقه في الغابة، رِجلان مُقَوّسَتان كمناجل تحصد الأمكنة، لون ممزوج يشبه التقوى. الهوية مصلوبة على جدران التأويل فمن...
دقائق الفرح المتبقية بقيت خلفك ظهرت باكرا و اختفت لحظات فقط تفصل بينك و بين اللّامكان اغوتك تلك التفاحة الفارغة دوما من البذور الممتلئة بقبل الغربان صمّت اذنك عن القصيدة نفسها التي تعثرت في الوسط تجهل كلام السماء صمت الأرض تسأل متى تبتعد الفراشات عن الضوء هل تبقى القناديل متدلية من السقف متى...
بلسانٍ مبتورَه، كانتْ تُخبرُ البحرَ أسرارَها. سمعَ سرَّها الأولْ، ثارَ زمجرَ مدَّ يدَه، وصفعَها على خدِها الأيمنْ، أيقظ ذاكرتَها من نومِها، فقذفتْ بسرِّها الثاني. أحاطَ بذراعِهِ خصرَها، داعبَ خيالَها، منحها شوقَه، ألبسَها زُرقتَهُ، فرمتْ في جوفِهِ بكلِّ أسرارِها. الآن؛ أصبحتْ عاريَه، عاريَه...
خذني إلى قمر ساهر وعلق سواري هناك ..... سيعبر طير ويرتاح في لمعة الضوء وينفض ريش الفراق فيمتلئ الحلم بالزقزقات وتأتي إلى غريبا كما قد رمتك الدروب. وامضي إلى حلمك الليلكي مبراة من ذنوبي واعقد في دهشة الروح شالي على فنن عاشق فيهطل غيث ويترعني شجن في المآقي أعدني إلى طفلة الصيف هيا وخذني إلى بحر...
اعطيني المحراثَ الخشبي وانظرْ كيف أشقُّ الأرضَ شقَا... اعطيني البذورَ الخاملةَ وانصرفْ، سأسْتنبتُ منها عيونًا زُرْقَا... اعطيني تبنًا وماءً وامكثْ بعيدًا ترى فيضًا ورزقَا... يا صَاحبي ابني لي مسجدا واسعًا وسجنًا ضيّقَا... فالجيلُ القادمً له صحوةٌ وعقلٌ ونفسُ التقَى... لا تهوى أبدا نزواتِ...
أمي أنا مرتاحة البال أستمتع بالضحك بالبكاء بجرعة الكذب بالخوف بالمراكب التي تشبهني بالمنيّة بالهديّة بحمرة القدم تحت الكراسي بدماثتي الذائبة تحت الثلج و المرج.. أمي أنا أتقدم.. كرصاصة كعادة االتدخين في مخ مراهق كطلاق.. لحاقدين كشجرة حظ .. أمام فندق المتعوسين. .. أمي.. لا زلت جريئة.. بضرب بيوت...
بلى .. مازلتِ لي حُلماً وقــلبي يشــتكي بُعْــدَهْ بلى .. مازلتِ إيماناً بعصرِ الكُفرِ والرِّدَّهْ أنا الطفلُ الذي حرموه قــبل فطامِـه نَهْــدَهْ وبُســتانِـيُّ أوجـــاعٍ سيكتبُ سيرة الوردهْ .................... لأنكِ كنتِ لي لُغةً من التوليبِ والسوسنْ وكنتُ أنا أجُرُّ القلبَ عكسَ الريحِ...
ولأن النار شَعرُها طويلٌ.. طويـــــــــــــل ! اِحتاجت لأصابع كل تلك الأشجار كي تُمشّط شَعرها .. ولأن النار ابنة العتمة المدلّلة تسلّلت عند منتصف الصمت باحثةً عن أقرب حضنٍ كي تنام فيه ! ولأنها تحبُ اللعب وشدّ اِنتباهة القمر؛ تتراشق السماء بنجمٍ أخضر .. بنجمٍ أصفر، و ... أحمر.. ! ... ... الرحمُ...
إلى منير ابراهيم صاحب شركة نقل الخُضرواتِ... مَا قبلَ الهَرْمَنَة والأثاثاتِ... مَا قبلَ إصابةِ الأذواق (بالجليطة) أشكو إليهِ سائقَ العربةِ ١٣٢ نقل القاهرة قامَ المَذكُورُ أعلَاه.... بالتّشابكِ بالأيْدِي وناوَلَ عمرَ الشّريف (بالبوكس) في وجهه ضرباً أخلَّ بالبرستيجِ العام لرتبةِ الباكاويّة ونالَ...
أقذف بالخراب من دائرة تتشظى أيها البؤس أنقضني رمم هذا الهتاف ببناء حتى يصعد أرمي عصاة مذراتك على الساحات حتى ينفلت كلما باغته ريح والبركة دائمة الدخان تعج بها الاعناق والنقيق يحز النعناع على حوافها ثمة أبل تحدو إليها وخيل تخب الرمل يهدد الفيض أرمي الخراب كجوع أرمي الركام ليتناثر بين...
أقذف بالخراب من دائرة تتشظى أيها البؤس أنقضني رمم هذا الهتاف بناء حتى يصعد أرمي حبل مذراتك على الساحات كي ينفلت كلما باغته ريح والبركة دائمة الدخان تعج بها الاعناق والنقيق يحز النعناع على حوافها ثمة أبل تحدو إليها خيل تخب والرمل يهدد الفيض أرمي خرابك الجائع أرمي ركام يتناثر بين جنباته الزرازير...
آن للتاريخ أن ينحتَ وجهكِ الإغريقي يا"أثينا"... فوق الرخام القمحي وعلى لوحةٍ زيتية... لا تبكي وحدكِ يا أمي... الهواء يجرَح أنفاسك... ليتني أضُمّ قدميكِ الموحلة بالأسى... وأعدّ كم خطاً استوائيا فيهُما يحرِّك أوتار الكون... حينَما تطوي الرِّياح السوداء حبَّات المطر ... أرى أصابعكِ شاردة كالحمائم...
أعلى