أن تعشق كوردية
يعني
أن تلملم المطر عن حافات عينيها
تطارد ليلاً غزلان قلبها الوعر
تقبض الريح بكفّ والنار بالكفِّ الآخر
دون أن تحترق
أن تتخلى عن اللغة
عن دهشة المجاز
أن تأتيها شفافاً كجدول
سريعاً كلمعة برق
لتنهمر قصيدة بلون القزح.
أن تنساب برقة إلى أزقة القلب
حتى تستقر
أن تغرس ألف شجرة زيتون...
المرأة التي شقت قميصها
ضحى اليوم
وصرخت في الناس
يا نااااس
لم تخرج من الملة
كما تدعون
هي امرأة من دم
ولحم
ألقت بها المشيئة
في العتمة
وقالت لها
أضيئي
فماذا تفعل امرأة
من دم
ولحم
عندما تغلق الأبواب عليها
وعلى رجل
كلما أضاءت له
أعتم؟!
لنْ أنام اليوم إلاّ
ساعة واحدةً
لي التزاماتي التي تحتاج أنْ أسهرَ كيْ إنجزها
فكرة أوْسع من مقطع شعْر في قصيدْ
ومقالٌ بعدُ لم أكملـْه عن نصّ روائيّ جديدْ
وثلاثون سؤالا عن حياتي...
وكتاباتي ...
وأفكاري...
وآرائيَ في الشعر الذي
يُنشر في ضيـْعة يوزامبرجْ
واليوتوبْ
وعن الوضع السياسيِّ الذي يحرق أعصاب...
ماذا لو مات شاعر اخر
هل سيختل العالم
ستقضم الفئران تفاحة
ويموت صقر بالشيخوخة
ولا أظن أن العالم فطن
لقطار خرج عن قضيبه
لذا
أدعو لنفسى
وعندما
يفجؤنى الموت :
لا أريد دعواتكم
ولا أريد حزنكم
فقط
ربما تمصمصون شفاهكم
وهذا ما يجب
الأرواح جنود لا تحمل خيرا
ولا تحمل شرا
ولا تتأبط شيأ
فقط
تعرف طريقها فى...
تجلسُ أُمّي في المساء،
تتفقّد عيوننا
دمعةً دمعة،
و من خلال نظرةٍ وحيدةٍ
يُمكنها أن تلاحظ أشدّنا جُوعا و وَجعا
بعيونٍ جاحظةٍ
و قلبٍ مَسّه الصّدأ،
تجلس على ماكينةِ الخياطة،
ترتقُ باب الوقت
ترجو زبونا واحدا
تَخيط له أحلامه
وغالبا ما تبقى
مُتجمّّدةًً في مكانها
دون أن يجيء الزّبون
و دون أن تقبضَ ثمن...
في ربيع العام ١٩٨٨ أنفقت وطالبين عربيين ؛ طالبا وطالبة ، فصلا دراسيا كاملا في دراسة قصيدتين من الشعر الفلسطيني مع المستشرقة الألمانية ( انجليكا نويفرت ) .
كانت القصيدة الأولى هي قصيدة محمود درويش " عابرون في كلام عابر " التي شغلت ٩٠ بالمائة من الفصل الدراسي ، فيما كانت الثانية للشاعر خليل توما...
أراك هناك
وأراك هنا
وأراك معي
نعانق الجوزاء
أراك بين أدمعي
وأراك بين تبسمي
أراك في كتبي
وفي القلب
تعزف النبض
أحبك كألف امرأة
تحمل الأشواق
وتغني للحنين
أراك حلما
تقض مضجعي
أراك عالمي
رموش عيني تحركها
تصنع الأفكار لي
أرددها
تنبض في دمي
أراك غذاء الروح
وشرابا يبريء ألمي
أراك بوصلة الحياة
في الرحم...
لم يدم طويلا
خريف الأيام التي تداعت لظرف طارئ في السماء
لأن الملاك هو من يرتب لها نظافة الأرض
ارتضعت بقرة من نهر يلبس لينه
أغاظ ذلك كرامة الأرض
وصوت الفلاح
الكادح
تسهر أفئدة
هناك، سيدة استقالت من تعب الشمس
عاتبتها عيون الصغار
تلك التي لم تدم طويلا
حين اكتشفت ان الدموع تضج بالفوضى...
لم تحبّني امرأة قطّ حتّى الآن
وكيف تحبّني !
أنا معقّد كربطة عنق مدير مدرسة
مملّ كفاصل إعلاني
غامض كروشتّه
ضيّق مثل خرم الإبرة
بالتأكيد
هذا لن يحدث أبداً
عليّ أن أجد حلّا للمشكلة
كأنْ أكون مثلاً منحلّاً كقميص نوم ستّاتي
صبورا جدّاً كمسلسل مكسيكي
بارداً كنكتة مكرّرة
واضحاً مثل أحمر الشفاه
هراء ...
1 - صورة ..
أيقظ الجثث
لنراها كمآذنة
صوتها يركض نحو الاحياء
أيها .. البحر أن كنت حيا دلني
على مخرج من حيتانك
سئمت الركض في الغابات
وفي الرمضاء
وخلف القصر
وفي الانحاء
جوعك
يجبرني على الاكل
والاكل مؤتاه الانحناء
طوبى لهم
ماتوا جوعا
الذين خطو
للوصول ولم يصلوا ...؟
2 - صورة ..
جماجم
تتدلى على...
كم أود اختصار المسافة هذا المساء
كم أود التغني بها
غير أني
على شرفة الانتظار
تراودني شهقة الشوق
يهرب من شفتي الغناء
هل تجيء إذن
ربما سيكون احتفالنا بالعشق أو
ربما سأموت من الشوق إذ
لا يكون اللقاء...
هنا لا أحد يتفوق على الآخر
هنا طابور المرضى يزحف بهدوء
يساوي بين الأجساد ويعدها بمقابر جميلة..
هنا تجلس امرأة في ممر ضيق
تحاول ما أمكن ألا تئن
تضغط على صوتها بين فكيها حتى لا تزعج الممرضين الذين يمتعضون باستمرار من روائح مرضى يلفهم مستقبل بعين واحدة
يكتمون أنفاسهم مثل فئران باغثها حريق
لكي تمر...