سرد

انظروا إليه، يتحدث كممسوس، يختبئ خلف نظارته الطبية كوطواط، ما الذي سيحدثكم عنه؟ امرأته تجلس في صحن مكسور، وأطفاله الأربعة، يسكنون في ثلاجة يسميها غرفة، ولديه سقيفة مليئة بالكتب والمجلات العتيقة، والفئران. فئرانه قرضت كل المجلات التي لم يستطع قراءتها في حياته، حتى كتبه الفلسفية الضخمة لم تسلم،...
الألقاب الطيبة لا تلتصق إلا بمن يستحقها، وأنا استحق لقب مهاتما، لذلك كانت أمامي مهام كثيرة، دخلت دكان الحلاق وأنا أهتف هتافا حماسيًا : أنا المهاتما رامز...! لم أجد من الحضور الكريم زبائن الحلاق إلا نظرات بلهاء وأفواه مفتوحة، تركوني أردد هتافي دون أن يسألني أي واحد عن معنى كلمة مهاتما التي...
6- رائحــــة الـــنــطــق: أطلق سراح الشيخ بوخلوة وخصّه الدوار باستقبال مميز، وأعاد مجيئه إلى أذهان الكثيرين هيبة الطابور وإباءه، إلا أن واحدا في دهاء الرجل ما يلبث أن يتلمس بقوة ذلك الشحوب الذي غزا شخصيته بفعل الغياب المتطاول، لقد أسلم الطابور صغائره وكبائره إلى الشيخ معلى، ويبدو انه...
سامحها الله.. رفضتني .. مستحيل .. أنا أُرفض .. مِن مَن ..؟.. من هذه ..؟! أهكذا ..؟!.. لا أُصدق .. عقلي يكاد يُجًن ...؟!!.... كيف ..؟.. ولماذا..؟. ولما .. ؟! .. لا , لا , هذا غير معقول .. !!.. لابد في الأمر شيء .. بالتأكيد هناك شيء ما .. جعلها ترفض هكذا .. أكاد أُجّن ...؟!.. ألم يتهلل وجهها...
مرّت السنوات وكأنها طرفة عين، تجدّدت مياه النهر، وبقي النهر على حاله، النّهر هو النهر، يواصل سفره الأبدي، لعله يعانق البحر،في لحظة شوق، أبّدها السفر الطويل، كَسَهمٍ مشدودةٍ إلى قوسها، ويرخي قبضته في نشوة اللقاء، فتنطلق عابرةً أُفُق الخلود وتنداح مسلمةً جسدها لسرير الموج الوثير في نوبة سخاءٍ لا...
5- صراخ في خيمة السيناتور: اختمر المتوقع لدى الشيخ عطاء الله، فلم يفاجأ بنقل بوغريبة إلى حيث يوجد الآن، بيد أن الذي ظل خارج الاحتمال، أن يُقتل الرجل من فوره كما أشاع الرومي ويعقوب بعد بلوغهما المحتشد، فالرومي شاهد المسلحين الثلاثة يتحلّقون حوله ويقتادونه إلى الجبل، وما أن اختفوا عن أنظاره...
في وسط طوفانٍ من النصوص السردية، يكون الحديث عن تجربة خاصة معتّقة بالجهد والاخلاص فرصة نادرة وجزيرة ترسو على ساحلها رؤى قصصية بعد تطوافٍ وضياع. لقد وجدت الأجيال الماضية مثل هذه الاستراحات الاضطرارية، ولعل اقدمها استراحة الفترة الستينية؛ اما جماعة البصرة، فقد ألقتها انكساراتُ الحرب الثمانينية...
قفز فى الماء ، فبدأ القارب يتأرجح بشدة . تلفتت ولم تجده ، كانت تحدق ذاهلة ، ودون أن تشعر خرج صراخها عاليا حادا ، فانتبهت نوارس كانت تطير عاليا فى السماء والتفتت بأعناقها ، بدا الصراخ لاذعا مريرا ، له صدى ، كأنما يأتى من كل أنحاء البحر . كان القارب ما يزال يتأرجح بها ، وعادت تنظر كأنما تبحث عن...
ما كان عليك أن تغيرى طريقك ، وتدخلى من شارع جانبى ، وتعرضي نفسك هكذا لغزل صفيق من سائق تاكسي ، يخرج رأسه من النافذة ويقول .. العب يا ملعب .. يعض شفتيه ويكسر عليك ناحية اليمين ، هكذا اضطرارك لصعود الرصيف يجئ قسراً ، فيما تكاد رجفتك تسقط طفلك الذي علي صدرك . ما لعينيك لا تقولان كل شئ ، ألم يكن...
منذ ذلك اليوم وأنا أصبحت أسير وراءه من شارع لشارع ومن حارة لأخرى كي أحظى بتميزي بين الغلمان.. بين الفينة والفينة يرمقني بنظرات الفضول، ويرش على وجهي ابتسامته المتسائلة؛ تدب اليقظة في أوصالي، على الفور في همة أنحني أجمع حاجياته من على الأرض وأضعها في جرابه، لأكون جاهزا مستعدا لإشاراته وإيماءاته،...
أزمع أن يختتم حياته فى هذا المكان. خطر خفي: تعرف على الحقيقة المُخيفة عن الفطريات قبل أن تفقد أظافرك! خطر خفي: تعرف على الحقيقة المُخيفة عن الفطريات قبل أن تفقد أظافرك! الخلاء من الصحراء، والصحراء هى الأرض التى تقل فيها الخطايا، وربما تنعدم، لعزلتها عن حركة الناس. اختار لعزلته موضعاً فى صحراء...
آه لو كنت أنا غيرَ أنا .. أريد الآن اسماً غيرَ اسمي .. و رسماً غير رسمي ... أريد مهداً غير الذي وُلدت فيه .. وحليباً غير الذي رضعته .. أريد أباً غير الذي تزوّج أمي ... وزوجاً غيرَ ابن عمي . أريد أن أولدَ من جديد .. وأبدأ بداية أخرى .. تعبتُ من معاندة الدهر .. ومكابدة القهر .. في زمن...
زوجتي غريبة عني، فهي لم تعرف شيئا عن طفولتي وصباي ، ولا اعتقد انها ستعرف مهما حاولت أن أوضح لها . بل حتى لو قرأت لها حياتي سطرا سطرا . فهي لن تدرك ماذا تعني لي تلك الطفولة البريئة المعذبة العذبة ، القاسية اللدنة . لم يكن بامكاني أن أفسر لها ماذا يعني ان يحتويني الشارع منذ طلوع الشمس حتى المغيب ...
بتنا نمضغ وجعنا، نجتره عله يُهيد واقع تسربل البؤس فأحاله هلكة لماضغه، لا تتصور أبدا أنك تحيد عن المنزلق الذي رُسم لك، لقد علمتني الدواهي ان العيش في زمن التأوهات هو طموح أمثالك... ما رتق فتق بمخيط وخيط صوف إلا تبرئة لمن فتقه، فالجراح قد تندمل غير أنها تترك أثر الخيبة التي مُنِيَ بها من حاطته...
" الجميل يُحسن كل شيء، كل شيء تلقائيا" " ولكنك جميلة ومع ذلك لا تحذقين الا رقصة الصف؟" " والغناء والدف و" " وماذا؟ هل عدنا الى أحاديث الأرامل؟!" وشرقت بضحكتها لكلمة الخالة مسعودة، لن تستفزها أبدا صفة الأرملة فهي أرملة موسطاش، وموسطاش ميّت أفضل في نظرها من أحياء تعرفهم جيدا. والعيون...
أعلى