امتدادات أدبية

لست أدري إن كانت البلدان مجرد حكاية وأننا نخيّط حدودها بإبرة من هواء لست أدري من أصدق قولاً أمس أم اليوم ؟ فنكون بين دوامة على قدرِ كفٍّ . لست أدري من يشبهني في شخوص الرواية وأيّ الفصول هو عالمي الآخر . لست أدري إن عينيك دمعتان كبيرتان عميقتان كبئر تفيضان سكوناً عظيماً . وأنا مازلت أقف هناك...
يوما ما سيمدح الشعراء حزني في النوتة الموسيقية الفارهة و يقفون على ندبات كفه الرقيق من هذا الباب نصلح خللا ،نمد ساقا أو نكشف عورة السكون ستطبع المقاهي أعماله الكاملة في تهذيب بحيرة و إصلاح قداس كبير بدلا من أن تكسب محبة الأولياء من عشاقه حصاد ألسنتهم في المعابد واجباتهم المنزلية رقيقة و شاقة...
في البدء كانت القصيدة وكانت الأنوار ساطعة وكانت الولادة متعسرة وكان اللوح , وكان القلم ... .. وانتظرتُ ... خمسون عاماً مضت أناوش الحُلم الذي حَلُمتُ وسافرتُ في كل العصور وركبتُ موج البحر وأبحرتُ قرأتُ ألف كتابٍ وكتاب وما قرأتُ , لكن الحُلم ما جدب خمسون عاماً مضت أكابد فيها الكبد...
انتظمت السرعة والايقاع حتى اعتقدنا ان كل الاشياء تتحرك معنا وعند موضع الثبات تنكشف الخدعة وحدنا على الجانب الآخر الحركة/السكون/الضوء/الظل الصوت/الصمت/جموع الرفقاء ..مشيعون النهاية تتعاطى الدهشة لا احد يصل معك فضاء من الوحدة وذاكرة جدا مزدحمة فضلا لا تحاول اعادة ترتيب المشهد فقط ..التزم...
لا تنتظر من غيم لا سماء فوقه مطرا... ومن ليل لا سواد فيه قمرا... ومن نخل حزين في الصحراء ظلا وتمرا... لا تنتظر من عنب في الصقيع نبيذا وخمرا... أيها المتعب به فيه سرا وجهرا... شُدَّ لجام الريح لوِّن شفاه النسيم بفرحة الرفض بنغمة الغضب وارحل إلى خلاصك فالأمر بدون حزم منك ليس أمرا...! عزيز فهمي
أسند ظهري وأتأمل السقف المنخفض البقع الداكنة في الأعلى أتخيلها عيونا مفتوحة تراقب قلقي أنفاسي منتظمة ونبضاتي طبيعية أمسك بخصلة طويلة من شعري المفرود ألفّها بهدوء حول اصبعي، وأغني (ياحبيبي الهوا مشاوير وقصص الهوا متل العصافير لاتحزن ياحبيبي إذا طارت العصافير ) ... أنهض من السرير أبحث عن علبة...
شَبَّ قلبي في هَواهُ و نَشَا كيفَ أمحُو ما بِصَخر نُقِشا ليسَ هذا الكَوْنُ إلّا صفحةً قلَمُ الحُبِّ عليها رَقَشا يا لَقلب يَنبُعُ الماءُ بهِ وأنا أهفُو و أهْمِي عَطَشا هَشَّ ماءً و سَماءً و ثَرى فتَغطَّى بِالهَوَى و افْتَرَشا ورَوَتْ عنهُ السَّوَاقي ما رَوَتْ وحَكَى البُسْتانُ فيهِ و وَشَى...
أنا مجرّد وجه مُبعثر مليء بالتّعب و الملامِح أتغذّى على دموعٍ زرقاء و أتكئ على ضلعٍ صُنع من ضلع آخر لا أملكُ ظلاً إذا ظللتُ طريق الضّوء فأنا ملطّخ بالعتمة و السّهر أنا وجهٌ ذو أجنِحة طويلة و شامة أسفلَ الشّفاه لا أملك تاريخاً لأسردهُ فأنا مجرّد وجه مبعثر عرف الطمأنينة و اللاطمأنينة وعاش...
في الروحِ تحتـدم الذكرى لأنكِ فـي روحي الصبـاحُ وأذكـــارُ المســاءاتِ يا ومض كـلِّ حديـث الأمنيات ويـا بدايـــةَ الأمـس يـــا بوابــــةَ الآتــي ألستِ من قلتِ لي يومــًا أحبــكَ يـا "حبيب قلبي" فأبكتنــي مسـراتي؟! ألستِ من يقتفي الوجدانُ خطوتَهــا يا سكّرَ السيــر في كــل الممــراتِ؟! ألستِ...
ينقسمُ تركيزي بالتساوي على مُـربَّعاتـهِ حتى يزوغَ نظري بلونهِ الأزرق.. وأخالهُ شاطئاً، تـتـشـمَّـسُ عليهِ بناتُ شرودي أغرقُ بـشِـبْـرِ ( مَـحَـنَّـة ) وكُـلُّ مُـربَّعٍ فيهِ، يُـفَـهْـرِسُ الغرقى مِنِّي كَـ دموعي الممسوحة بهِ - في ضمَّةٍ حانقة - أو حُـمْرتي المنسـيَّة على ياقـتهِ المعروقة كَـمْ...
صعدنا الباص ، أنا وهي ، باتجاه البصرة ، في واجب صحفي . أنا المحرّر وهي المصورة ، هدفُنا ، نقل ما خلفتّه حرب السنوات الثمان على هذه المدينة ، التي شبعت قصفاً وعطشاً وحرقاً لنخيلها وأشجارها وتجفيفاً لاهوارها المتآخمة لضواحيها . أقتنع مدير التحرير بإرسالها معي ، في هذا الواجب ، بعد أن أخبرتُه إننا...
عاتبيني فإن العتاب دليل على الود، لاتفسدي الودًّ لا تكظمي الغيظَ.. ثوري عليَّ... فلا صوت يعلو هنا فوق سوط الغضبْ. عاتبيني إذا أخطأ الدربَ قلبي وسار يمينا فإن اليساريَّ قلبي ليهفو إلى كل ماضٍ ولا يكتفي إن هو احتارَ إلا بِ: تَبْ، يلعن "الآن" حينا ويلعن "ما كانَ" حينا... ويصمت حينا... أعِدِّي له...
رجع الخريف إلينا خائباً يحمل على كتفيه مهاجرين مبللين بالدموع واوراقاً ملّونةً من أشجارٍ تتعرى بتزامن الحدود التي تحوّلت إلى حفرٍ عميقة نرمي فيها خيباتنا المتلاحقة وجزءاً من ارواحنا المتصدئة الأوطان تهرب معنا تترك الحروب والأزهار الذابلة تحت رأس أمي المريضة وشعاراتٍ جوفاء لم يبق منها سوى حبرٍ...
صَلف نهد اتعبني صراخه لا يهدأ ! وأنا الجائع له أركع استكن أتعبتني مال كفيَّ لا يحويك ! مال ذراعي قصير عيناكِ ليلة عشق تشع منها النجوم قصائدي حبلى بأوجاعي كنخلة عراقية أنتِ فنخلنا لا ينحني سوى لله إنزعي الاوجاع عنكِ انتظرتكِ مذ رأيتكِ أول مرة أذكركِ صلبتني كالمسيح وسلمتُ لكِ القلب والروح ها أنا...
وُضِعْتُ على بداية السُّلَّم، وقفتُ، نظرتُ إلى أعلى، ياله من سُلم شاهق! بدأت الصعود بتمهل. مازال الدرج طويلًا، أسرعتُ، ثم زدت من سرعتي بأقصى ما أستطيع. أصابني الوهن، وقفتُ لألتقط أنفاسي، فكرت في الرجوع ونظرت خلفي وأسفلي فلم أجد إلا الفضاء! ياللهول ...اختفت كل الدرجات التي صعدتها، ارتقيت...
أعلى