شعر

البابُ يفتحُ وحدهُ والريحُ مسرعةٌ وتبدو النارُ في هذا الهواءِ مصابةً بجنونِ أولِ مرأةٍ فقدتْ ملامحَها الجميلةَ في مرايا تشبهُ الجدرانَ تحتَ مهاطلِ المطرِ المليئةِ إنه النهرُ الذي في لونهِ وجعُ البرودةِ رهبةُ التكوينِ حباتُ البدايةِ يوم كانت بذرةً مائيةً تتفجرُ الأشياءُ كي تحظى بواقعها...
رجلٌ عابرٌ في الخريفِ لمن يتركُ الزعفرانَ على حالهِ ولمنْ سوفَ يُهدي الأغانيَ أو حكمةَ الأربعينَ وماذا سيفعلُ من دونِ تشرينَ.. ماذا سيفعلُ بعدَ صداقتهِ للحَمامِ وكيفَ سيقرأُ زهرَ البنفسجِ من غيرِ أن يتلعثمَ ثمَّ يلمِّعُ مرآتهُ بالسحابِ الخفيفِ لتخرجَ منها بلادٌ مؤجَّلةٌ وامرأةْ لها ضحكةٌ شبهُ...
"إن في اليد موجاً من الطيرِ" صحت بكل أناةٍ أنا من طرازٍ فريد وسوف أمر إلى رغبتي ثم أجلس منتشيا بالسماء العريضةِ صرت أميرا على العشبِ أعطي المحال ظنوني العليّةَ أمشي وخطوي رخامٌ أعلقه في النوافذِ لحظةَ إنشائهِ من يدل الطريق على دمهِ حين يرمي أنامله في زجاج الغوايةِ؟ من يشتري الشوق من حجر جاهدٍ...
كأنكَ لا ترى وكأنَّ شيئًا فيكَ يخفي عنكَ وجهكَ حين يصبحُ مُبْهِجًا لا بدَّ من سببٍ لهذا الإعتقادِ بأنَّ أسماءَ الفصولِ تذوبُ أسرعَ مثلما ثلجٌ ويجري ماؤها حِبْرًا بلونِ ثيابنا وتشققتْ ياقاتُ قمصانِ الظهيرةِ عن رقابِ الراكضينَ وراءَ أسرابِ الزرازيرِ السريعةِ وانثنيتُ على خيالي باحثًا عن بعض...
بكل الحياد الشاحب وبكل برود الصمت ما زال ذلك العصفور الخشبي يحدق منذ عقود في لوحة على الجدار ... يقف على طرف الرف كعادته في غرفة تطل على الحديقة في البيت المنسي المهجور .. في اللوحة ثمة أشجار .. ونهر وغيمة وبعض سماء وسرب عصافير مهاجرة وعلى اطار اللوحة .. غبار وخيوط عناكب منسية .. بكل رماد...
وَعَيْنُ اللّٰهِ تَكْلَؤُنِي فَلَا أَثَرٌ لِأَحْزَانِي كَأَنَّ الشَّوْقَ مِنْ وَجْدٍ يُسَابِقُ كُلَّ أَرْكَانِي يُؤَرِّقُ ذَنْبُنَا قَلْبِي وَحَتَّى الفَرْح أَنْسَانِي وَفِي حِلِّي وَتِرْحَالِي بِسَاحِ اللهِ أَجْفَانِي عَسَى أَحْظَى بِمَكْرُمَةٍ تُعَوِّض كُلَّ...
كانت الريح تغمزهُ وهْو يرسل ناظره للمحطةِ كان الطريق له والبدايةُ ليس عليه إذا هو أسْفرَ عن دهشةٍ إنه الرجل المستنير الذي يضع الأرض تحت أصابعِهِ جئته ذات يومٍ فألفيت نارا تؤانسه وعلى خصره شجرٌ مزهر يرتقي ألق الأبْجديّةِ سَرّبَ نخلا إلى واحة ثم طاف بسور إليه تهادى الحمامُ بتوصيةٍ من ظلال الهشاشةِ...
لكيلا تنتظرْ شعر: علاء نعيم الغول بيني وبينكَ أيها القلبُ اعترافاتٌ على ورقٍ وماءٍ مرةً أخرى على خزفٍ وأقمشةٍ فهل تذكرْ وما بيني وبين فراشتي وعدٌ بحجمِ الليلِ في تشرينَ والمطرِ الطويلِ على نوافذنا فلا تُنكِرْ سيأتي فجأةً حبٌّ على أنقاضِ ذاكرةٍ توانت في انتشالي من فراغٍ ما فلا تقبلْ ودعنا...
أشعَلتُها نارنجةً لنزارَ للحبَقِ الدمشقيِّ الأنيقِ لدفتري النثريِّ للريحِ التي تعوي كذئبٍ خلفَ نافذتي الجريحةِ للنهارِ وللغناءِ الساحليِّ وللقصيدةِ: يا نزارُ مضى نهارُ العمرِ وانطفأتْ بحيرةُ ليلكٍ في القلبِ لكن لم أجدْ شَعرَ الحبيبةِ في انتظاري كي ينامَ الوجهُ فيهِ كما النوارسِ في الشتاءْ كم...
عندما صبَّ في الكوب ماءً وقام إلى الباب أبصر هرا يلولب أعضاءه ويحدق في نبتة تجلس القرفصاءَ بأصٍّ نديٍّ ونافذةً حولها تستحم بماء الصباح وتفصح عن هاجس لمرآتها أيها الغيم يا ذا الرماد الثريِّ ويا صاحب الاحتمال الموفّقِ كيف على كفك الآن تصْفنُ خيلي وقانونك اغتنمَ البرقُ هبّتَهُ فمضى يمدح الانتماء...
في لحظةٍ لا شيءَ يبقى ربما لا شيءَ ينفعُ للرجوعِ إلى الوراءِ للحظةٍ وأنا وأنتِ مسافرانِ على طريقٍ كان ممتدَّا بما يكفي ليأخذَنا وليس هناكَ شيءٌ قد يعيقُ لقاءَنا فتهيأي لمدينةٍ أخرى تناسبنا بعيدًا مثلما المدنُ التي كانت على دربِ الحريرِ وفي الحكاياتِ القديمةِ أنتِ لي سفري وفاتحةُ النداءِ...
ترحلين... كما يرحل كلُّ شيء كما في مشهدٍ ليسَ بالجَلَل كما موعدٍ لا يَقبلُ التّأجيل كما عادةٍ من عاداتِ الكونِ القديمة ترحلين... لِيظلَّ بابُ العمرِ مفتوحا أُلوّح لكِ... أنا الغريبةُ في يدي الأولى رسائلُ لم تَصِل وفي الثّانية راحُ الوداعِ المُتكرّر أشجبُ الغياب كالبحر يعودُ أدراجَه يائسا...
أنا الأُنثى المُدَوَّرة.. فلا بداية لي و لا نهاية.. و لا ركنٌ ليستريحُ فيه قلبك بعد معاركه. أنا المتاهة مُبهَمة التضاريس كثيرة الحُفر.. لا تُجدي معي الخرائط و لا الـ GPS و تكهنات النشرات الجوية. لا مواعظ جدَك الأكبَر تُجدي و لا طبيبك النفسي و عقاقيره. ستضيع في دروبي يا صغيري. كان عليك...
أشياءُ أخرى إنها أشياؤنا الأولى ولحظاتُ التأني في اختيارِ علاقةٍ فيها الكثيرُ من التفاؤلِ لا يحقُّ لكلِّ هذا الوقتِ أنْ يُبقي على حلمي بعيدًا عن مساءلةِ الضميرِ هي الحياةُ كما نراها أو أراها أشتهي فيها البقاءَ إلى النهايةِ والنهاياتُ التي عرفَ النهارُ هي البداياتُ التي كتبَ المساءُ أحبُّ...
كسجلٍّ يُطوى أو مقبرة بجوار البحر تعيد التاريخ إلى جهة الدفءِ بدا الأفْق شفيفا ينكسر النوء على صدغيه والطير على استعداد كي تعقد صفقتها معه أعلنتُ بأني متكأ الكون وأني واحده المشدود إليه بالسلم ذي الدرجات الحادةِ عرّيتُ ذراه شغفا في الأبراج وفوق متاهي شيدتُ تخوما للقيلولةِ لم أطع الحجر المسكون...
أعلى