كل شيء في غير مكانه، هذا ما تبدّى لي ويتبدّى، وكل نقلة لعبتُها من أحجار الشطرنج اكتشفْتُ غلطَتَها متأخّراً، ولن ينفع الندم لأنّ اللعبة مستمرّة.
وحتى في محيطي تقع نقاطي التي أرشقُها على غير حروفها، فيقرؤون تعابيري بمعانٍ غير مقصودة، وقد يسيؤون فهمي، وأعتذر لأصلِحَ ذات البَين، لكنّ بعض البين...
البنت الصغيرة، إسمها فرحه، أبعد ماتكون عن الفرح، عاشت فى بيئة متواضعة، متوسطة الجمال، بداخلها طاقة إيجابية من الحب، تكفى العالم وتفيض، توقفت عند الشهادة المتوسطة، كانت ترغب فى الجامعة، لكن المسافة بين ماترغبه والإمكانيات بعيدة، محبتها ورقتها، تضفى عليها جمالا، تفتقر إليه الكثير من البنات فى...
في ذلك اليوم منذ عدة سنوات ، كنا والعائلة نستعد لحفل عيد ميلاد أخي "الشاطر عمرو " وأجمعنا على أن نحتفل معه ليلتها عبر الهاتف ، ثم ننتظر لنقيم الحفل عند عودته في الإجازة القادمة .
أنا الأخت الكبرى لشقيقين أحدهما مسافر في بعثة دراسية خارج البلاد ، والآخر دائما متغيب ، بحكم عمله الذي ازدادت خطورته...
كان غريبا أن تظهر في المكان، وأن تمتلك الجرأة للتحرك بحرية كاملة دون خوف حد التبجح، كان سفري طويلا، كنت على استعداد للانشغال بكثير من الأمور حتى يحين موعد إقلاع الطائرة، انشغلت بها زمنا كان كافيا لأن أدرك جانبا من طباعها حاولت الهروب منها غير أن الزحام والمساحة التي اتخذتها بصعوبة لوضع أمتعتي...
أغلقت باب البيت الحجري بعد العشاء؛ أخلدت إلى النوم بعد عناء يوم شتوي؛ اندسست بين أغطيتي؛ تدوي الريح في الخارج؛ تنبح الكلاب؛ تلقي السحب بحمولتها؛ سيول تكاد تقتلع الأشجار؛ أصوات مخيفة؛ ربما تهزأ الجن بالمنزوين؛ كثيرا ما أخبرتني أمي أنها ترى كائنات من العالم الآخر؛ أتسمع نبضات قلبي؛ يدب الخوف؛ أردد...
لم يرد إزعاجها، أغلق الباب بكل لطف كالمعتاد وغادر البيت إلى الدكان اقتنى ما يلزم للفطور ثم توجه ناحية الفطائري واشترى الفطائر اللذيذة التي كانت تشتهيها بل تحن إليها كلما تذكرت حنو والدها رحمه الله، يمر بالخضار يتزود بكيسي غلة يصنع منهما عصيرا حلوا ثم يعود أدراجه، يحاول فتح الباب بكل تؤدة حتى لا...
يسير خلفهن بتمهل، راشقا عينيه في أجسادهن، لكنه سرعان ما يتذكر صاحب المزرعة، ذلك الرجل، الذي تهون عليه روحه، و لا تهون عليه خسارة حبة عنب واحدة، و لا يتحمل قلبه خسارة جنيه واحد، يتخيله منفعلا، يوشك أن يصاب بجلطة قلبية أو دماغية من فرط الغضب؛ يخشى أن يستبعده، و يأتي بمقاول أنفار آخر؛ فيستفيق...
سَمَاعُ صوتِها على الهاتف أعادني خطفاً لعشرين سنة وأكثر من الذكريات، يوم كانت لي بمرتبة العشيقة الفضلى، بل وكانت مشروع الزوجة الحتميّ الذي ينتظر ساعة الصفر للتنفيذ، بعد حلحلة بعض العقد المستعصية، وكنّا كلينا واثقَين كلّ الثقة بأننا وبما يُسمّى الحب الطاغي سنتجاوز التعقيدات المجتمعية الضّحلة...
المدرسة الإبتدائية على أطراف القرية، البنات والبنين يلعبون فى فناء المدرسة الواسع ومعهم مدرسة التربية الرياضية، شربات بنت مجتهدة ومتميزة فى لعبة كرة السلة، رغم ضآلة جسدها الذى لايبين إلا إذا تكلمت، لا تستأثر بالكرة أثناء اللعب، تعطيها للأقرب حولها، والتى كثيرا مايرونها وهى تكتب واجباتها على قفص...
إلى فنان الحجارة السوري نزار علي بدر
لا حياة في هذه البلاد إلا للموت..لا وجود إلا للقبور..هكذا قال متألما وسار يذرع حقله الطويل الذي بنى فيه منزله الصغير الذي لا منزل له سواه..
في مكان قصي من ذاك الحقل نصب لوحته( مقبرة الحجارة)..
ما إن يسمع آذان العصر حتى يسرع إلى كوم الحجارة خلف منزله..يختار...
توقف بي الميكروباص عند الكيلو 21 من الاسكندرية حيث تصطف السيارات المتجهة إلى القاهرة. هبطت تتأرجح على ظهري حقيبة صغيرة خفيفة، وامتد أمامي ميدان تنفتح عليه مثل الأسهم عدة شوارع غاصة بالحركة. لبثت أتلفت بحثا عن موقف سيارات القاهرة، فوقعت عيني على رجل نحيف في حوالي الأربعين في سروال ضيق مهترئ،...
قرر أبي أن يُصفّي حساباته ليس معي فقط، بل مع شجرة الجميز التي عاد بها جدي من إحدى غاراته وغرسها أمام منزل العائلة.
ولكونه شيخ قبيلة ولا تُرد له كلمة، أصدر أوامره لرجاله المرابطين حوله بربطي إلى جذع شجرة الجميز، مؤكدًا عليهم أن لا تأخذهم الشفقة بنا!
أما أنا فبسبب طعني، كما قال، شرف البداوة في...
ركبت الحافلة التي تتداعى أركانها؛ مثل كل شيء يضربه الذبول باتت تعاني الموات؛ هل حقا يصيب الآلات الوهن؟
حين يكون الفقر على المرء أن يتدبر حاله، لاسبيل لرفاهية في وقت الغلاء؛ أعاني خواء حافظة نقودي؛ متى أراها منتفخة؟
أخرجت لمحصل التذاكر قسيمة الركوب،أسلمت عيني للنوم؛ بدا لي العالم أشد صخبا؛ حين...