عندما تذهب إلى قصر ثقافة " طهطا " في بلد رفاعة الطهطاوي, أول شيءٍ تقابله هناك وتجده في انتظارك هو "عم سيد " المسؤول الأمني للقصر, فهو يحرس القصر, ويقوم بكل كبيرة وصغيرة فيه , يقابلك بابتسامته المعهودة , يرحب بك , ويسألك :
ــ أي خدمة يمكن أن أقدمها لك يا أستاذ ..؟! ..
عم سيد راجل طيب, الكل يحبه...
الصباح ما يزال بعيداً في هذا الشتاء القاسي ، أو هكذا يتمنّى الدكتور حيّان أن يكونْ..
يريده ليلاً طويلاً يظلّ فيه قابعاً في الفراش بعيداً عن الذلّ والانكسار الذي يلقاه في عمله كطبيب
ويسخرمن نفسه – كلما تذكّر كلمات المرحومة أمّه – تعنُّ على باله وتجرحه عندما كانت تقول وتردّد:
-أتمنّى لو تطول...
(1)
ما من مخلوق يسير في الشارع محني الظهر أو مرفوع الهامة إلا وقد سلب قفاه ... والمزاعم كثيرة ... والدوافع أكثر ... والخلاص الوحيد أن يتهيأ الناس لهذه العملية لتصبح فيما بعد عادة ... فالمسالة حتى الآن لم تتعد طور التجريب ... وهاهم الناس يسيرون في جماعات كالقطعان المتكاسلة ليضرب كل منهم (حسب...
كان لنا في ما مضى كبش عظيم بقرنين عظيمين وكان أبي رحمه الله كلما سألناه عنه يقول هو كبش سيدي عبد القادر فنزداد خوفا منه على أنفسنا خشية أن يلحقنا من سيدي عبد القادر أذى قبل أن يؤذينا الكبش بقرنيه. وصادف أن ألمت بنا ضاىقة فلم يحد أبي بدا من بيع الكبش فقلنا له وكيف تبيع كبشا هو ليس لنا َ قد يغضب...
دخلت المقهى. كانت جماعة المثقفين الذين أعدّهم أصحابي، في ركنهم الخاص من المقهى تحت مظلة من الدخان الأسود المنبعث من أراجيلهم وسجائرهم. كان صوتهم يعلو، ونقاشهم يحتد في موضوع غريب يتردد أول مرة على مسمعي "بلاغة الشارع".
ماذا يريدون ببلاغة الشارع وهل للشارع بلاغة؟ دعوني لأشاركهم النقاش. أعرف أنهم...
نمت ممددا على ظهري، بدأ سرب من أشخاص أعرفهم محمولا في سحابة رمادية باهتة في شفافية البخار، حين تدنو من فوقي يميل منها شخص لايبدو منه إلا وجهه ، فمه مفتوح وعيناه مغمضتان ثم يتبدد فيخلفه شخص آخر، ينتهي المشهد بأن أراني طافيا فوقي شخص آخر. أستيقظ فزعا كآخر الموتى . حدث هذا في الليلة الأولى التي...
كانت مدينة لينينغراد تنساب في الأفق كمتحف اسطوري تحت سماء صافية، تأملتها هكذا وأنا أرنو إليها من خلف نافذة عربة القطار. عدت الى مقر إقامتي بعد ان انتهيت من زيارتي التطبيقية في المستشفى في المدينة السياحية عند ميناء مورمانسك المشهورة بظاهرة الشفق القطبي. حدث هذا في عام 1966.
وانا في طريق العودة...
من جوف الظلام الغليظ المنتشر داخل الكوخ جاءه صوتها مختلطا بالقعقعة التي تحدثها شآبيب المطر على خرق الزنك المتهالكة:
- تسمعه؟
رد بصوت خافت بالكاد استطاعت استخلاصه من الضجة التي تحدثها سياط الماء فوق السقف:
- نعم، أسمعه في انبثاقه الأول من ضرع الغيمة: هو هو، لم يتغير منذ ثمانين سنة! سمعته أول...
ما الذى بيني وبينك أيها المجذوب ، الذى يرفُلُ في أسماله، ويتمتم بكلمات وإشارات أجهل كنهها؟!
ما الذي جعلك تقف هكذا متسمرا تسُدّ عليَّ باب الخروج؟!
تبتسم ابتسامتك الملغِزة!.
تنحَّ قليلا ولا تُلقِ بالاً لسرّى الدفين الذي فضحته عيناي، في هذا الصباح.
كل الأبواب التي تؤدي إلى الوصول صارت سهلة...
لا أخفي عليكم حدثا شغلني الليلة في منامي؛ كل ما أعاني منه في النهار يأتي -متتابعا مثل شريط سينمائي- في الحلم: آنا أجد له حلا وآونة أعجز عن فك شفراته.
هذا سر لا تخبروا به أحدا، بالتأكيد حالة مرضية لكنني لن أذهب إلى طبيب نفسي؛ غير معقول أن يراني صغاري أو تعلم زوجتي بأنني مصاب بالهذيان.
لا تتمنى...
أي فرق بين ما اقترفه هذا الصبيّ اليوم حين أخذ مفتاح السيارة في غفلة مني ومن أمه ومضى بها في شوارع المدينة المكتظة بالسيارات والمترجلين وما اقترفته أنا أيام كنت في مثل سنه حين سمح لي أبي رحمه الله بركوب الفرس وحذرني من حملها على الركض إذا أوردتها الماء ولكني كنت أحملها على الركض كل يوم وبعد أن...
أي فرق بين ما اقترفه هذا الصبيّ اليوم حين أخذ مفتاح السيارة في غفلة مني ومن أمه ومضى بها في شوارع المدينة المكتظة بالسيارات والمترجلين وما اقترفته أنا أيام كنت في مثل سنه حين سمح لي أبي رحمه الله بركوب الفرس وحذرني من حملها على الركض إذا أوردتها الماء ولكني كنت أحملها على الركض كل يوم وبعد أن...
حيدر عاشور
سَيِّدي، أجعل جسدي سِرَاج أسري في حضرتك عليه لأزورك، وأتلمسُ نور شفاعتك، فأنا لا حظ لي، ولا قوة، ولا على شكواي عندي شهود، ولا أملك سوى روحي تمضي تجوب مقدسك.. وتبقى تجوبُ وتجوب حزينة، جزعه.. تنفث في أساها، وتبكي مظلومة النفس على اتربة أرجل زائريك.. وأدور وأنوح من جدثك والى أن أتلمس...
إرتعدت مفاصلي بعد ركلة مروعة من حوافر الشك الجامح كما لو أنه ثور مجنح يهشم أقفال الرأس بمرونة فائقة ويصب بنزين الأسئلة في قلعة الرأس المسيجة بأليغوريات معقدة ثم يضرم النار
في برديات الروح الهادئة.
لم أسلم من عضة النهار السامة المكرورة. حيث تتناسل خفافيش بشرية قرمة مهووسة برائحة الدم وشن روائح...
جلست يوما من أيام إيقافي عن العمل سنة 1991 - 1992 في مقهى البلفدير بالعاصمة وجلس إليّ كهل أشقر أنيق رشيق. خاطبني بلهجة بدت لي لبنانية أو سورية يريد أن أسمح له بالجلوس إلى طاولتي متعللا باكتظاظ المقهى. أذنت له بالجلوس ومضى يسألني أسئلة شتى. قال : ماذا تشتغل؟ قلت: أستاذ لغة عربية. كم راتبك؟ لم يكن...