سرد

لا يعرفون أصله ولا فصله، ولا من أين يأتيهم، كلما ضاق به الحال، ينصب خيمته التي يكسوها الهباب الأسود، في خرابة النخل، يجوب القرية، ينادي: "مبيض نحاس"، تتدافع النسوة جماعات، يحملن ما لديهن من حلل ومواعين نحاسية، يشعل نارا لا تفتر ولا ينقطع لظاها، سبع ليال حُسُومًا. يقف فوق الطشت الَمٌولَع،...
أسبوع صديقة علي النص الأول وعد حال وجهها الحبيب، بيني وبين سعادة مفترضة لعروس بلا فستان زفاف. بعد فقدانها يصبح الحديث عن السعادة ضرب من الخيال، كلها أوهام لأفراح سطحية، لا تلامس العمق، قد تخلقها ضحكة ابنتها، أو لعبة ننجزها معا أنا وابنها، أو كلمة “ماما” تنعش...
كان العمل يجرى سريعا فى تلك البناية المطلة على النيل مباشرة حيث يقع مقر إحدى شركات التقنية، كان المدير يتوسد مقعده متململا وهو يقلب نظره فى شاشة تنقل إليه كل صغيرة وكبيرة تجرى فى مختلف أرجاء المكان المزروع بالعشرات من الكاميرات وفجأة وقعت عينه على مشهد أثار إمتعاضه فأمر على الفور بجميع رؤساء...
لم يذق طعم النوم ليلتها بعدما طرقت باب شقته بالخطأ، السكر والإرهاق اللذان هي فيه جعلها تخطأ في رقم الشقة والدور.... لقد كانت على موعد مع احد زبائن الملهى الذي تعمل فيه كراقصة... فتح الباب فوجدها وقد برز نهداها اللذان كادا ان يخرجا من ذلك الثوب الضيق بالكاد يستر اي مساحة منهما ناهيك عن الافخاذ...
أحزن فأكتب، أتكئ على مقعد مهترئ كوطني، تزعجني ثرثرات بعض اللاجئين، إنهم يتفاخرون بقبيلتهم، بإحدى حروبهم في أدغال بلادنا، أقصد بلادهم فلم يعد لي بلد بعد الآن، لقد يئست من تلك المُسميات. ألعن دوما قبيلتي التي ولدتني في قاع الحجيم حيث السفاهة والتخلف والتفاخر بالرذائل. يا سادتي لقد قامت قيامتنا قبل...
مضت ساعات منذ بدأنا سيرنا بمحاذاة الشاطئ، بدأنا مع بزوغ الشمس، كنا -أنا وهي- على أعلى درجة من درجات الصفاء والبهجة والنشوة الحالمة. ابتعدنا كثيرًا عن مقر إقامتنا في المصيف، تركنا كل متعلقاتنا وانطلقنا، فقط ملابسنا الخفيفة التي نرتديها، كم كنت أنتظر نزهتنا هذه! تلك التي نبرح فيها العالم...
ليصنع تاريخًا متفردًا بذاته، قفز محمد مستجاب من فوق أسوار قلعة الستينيات المجيدة، فنجا من مذبحة الأيديولوجيا، والتغني بحكايات المعتقلات والمنافي، فصنع مذاقًا خاصًا للسرد لا تعرف فيه الواقع من المتخيل، ولا الذاتي من الموضوعي. نجا بنفسه، ولكنه ظل شاردًا -في نظر النقاد – لا يمكنهم تصنيفه، أو...
يرن الصوت في تتابع، يلفح الصيف وجوه المارة، لا وجود لصريخ ابن يومين، بل حتى لا يفكر في مغادرة بيته المنزوي وراء تلال الخوف والفقر، حتى كلاب السكك الضالة تلهث وتعب من بركة الماء الصفراء، كان ثمة فيضان، منذ أعوام لم يتجدد ماؤها، تقال حكايات: إنهم بنوا سدا عاليا عند بلاد النوبة، ستأتي الخيرات...
يا إلهي.. لقد مشيت تحت القيظ..تحت الأتربة..من النزهة إلى جامعة إفريقيا، الصهد والوجوه البائسة، كثبان التراب، والخيران الممتلأة بالأوساخ والغائط والبول على جوانب الشوارع، شعرت بعدم الانتماء، شعرت ببخل الحياة، البخل الشديد على هذه الرقعة البيئسة الجافة من الأرض. انفصلت عن الخيال وسقطت في الواقع،...
يمر أتوبيس شركتنا من أمام مسجد سيدي بشر مرتين، مرة في الصباح، والأخرى بعد نهاية العمل. أتابع كل صباح قهوة في مواجهة المسجد، أتمنى لو أوقفت السيارة ونزلت منها وجلست على هذه القهوة لاستعيد ذكرياتي البعيدة. فعندما يقترب العيد، نتفق على ركوب قطار أبو قير والنزول في محطة سيدي بشر، والسير حتى مكان هذه...
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) أنتم على موعد مع الشيطان (أول مجموعة قصصية) للروائي السعودي والقاص الأديب آل زايد، مجموعة قصص متخصصة عن الشيطان "الطبعة الأولى" تحت عنوان: وَسوَسَةُ إبليس قصص متخيلة عن الشيطان يفتتح القاص والروائي السعودي...
كان حفل رأس السنة لهذا العام مميزاً، بحضور ولديّ من اغترابهما. لقد بذلت كل ما بوسعي لأن يكملا اختصاصهما في الغرب ،ويعودا كما فعلت، لكنهما علقا بشباك الغربة. على المائدة الباذخة المكتظة بأصناف الطعام، والحب والفرح والذكريات، جلس إبني و زوجته وابنه على يميني، وابنتي وولديها إلى يساري. أخذت زوجتي...
سوق أمدرمان .. وأثناء صلاة الظهر في الجامع الكبير، كان الأمنجي كلما سجد يدعو هامسا: - “يارب الموكب ما يقوم!” .. بينما كان دعاء الشاب بجواره: - “يارب الموكب يقوم”.. إرتبك “الملاك” الموكل بتسجيل دعوتيهما، “لم يكن يعرف ما هو هذا الموكب”.. ولكن كيف يسجل في دفتره دعوتين بهذا التعارض “لمصليين متجاورين...
خيبة أمل قوية تمكنت مني حينما وصلت لمكتب تحويل الأموال جعلتني ألعن كل شيء .. سأكون مضطرة بسبب الزحمة إلى الانتظار طويلًا إلى أن يأتي دوري لاستلم المال المرسل من قبل زوجي. خطر على بالي الذهاب لمكتب آخر .. طردت هذه الفكرة بسرعة .. فأقرب مكتب يبعد من هنا نصف ساعة تقريبًا .. بدأت بلوم نفسي...
رأيت القيامة، غبشة الليل كانت طاغية، قلبي يراقصه الخوف. ازدحمت الأرض بالفارين من القدر، عيون بلهاء تضرب في كل صوب، اقدام مرتعشة تصدر دبيبا. النار تحاصر الجميع، السنتها نزقة، فاتحة شهيتتها للابتلاع. مخارج النجاة غلقت بالكامل، سوى باب وحيد كان وزبانيته بقفون قبالته، ملامحهم كملامح الديناصورات...
أعلى