سرد

ممررة بصري بين صحائف جرائد ينساب عبرها نبع متصل من معلومات، عن أرقام فلكية مرتقبة كتبرعات لرجل أعمال،سينظم حفل خيري دعي له كافة نشطاء العمل الخيري في البلاد. تجتاحني موجة تساؤلات ولدت حيرتي بين؛ المشاركة فيما اجده: موسم صيد، مال فاسد، لكن لأعيد تدوير نصيبي منه إلى شيء نافع، وبين الإحجام عن دور...
سكنه الرعب في دواخله. تدلى عنقه مفارقة وإطلالة على أسفله، وجده مبللاً سروالُه. لم يستطع طلب نجدة، ولا إصدار أمر للشاويش تحت إمرته. اختلطت عليه وامتزجت مخاوف محنته. كل الطفولة التي قضاها منطويا وشاردا عن رفقته، وكل الإهانات التي صبر عليها حتى يتسلق سُلّم ترقيته، لم تُسعفه في استنجاد واستعطاف. جرذ...
كنت مثل الشمس لا أرتاح بمكان واحد. كل الأمكنة كانت ملاذي وحضني الدافئ الذي أخبئ فيه ما لذ وطاب من مأكل ومال مسروق من جيب أبي أو ثمن قراعي د الروج الفارغة المرمية وراء منزل با عبد الله بفيتا أو بجانب منزل مدام ماريوس. هل تعرف منزل مدام ماريوس صديقي البئيس؟ فما بالك إذا سألتك عن منزل الباسك؟ حقا؛...
بردت القهوة في الفنجان من غير أن تمسّها شفتاه. استمرّ عبدالله لأكثر من ربع ساعة يحدّق بشرود في التقرير الّذي وبّخته المديرة بشأنه وطلبت منه تصحيحه. ومشكلته الآن أنّه بدأ يشعر بتصلّب مزعج في أصابعه يمنعه من العمل في التقرير مرّة ثانية. من خلف شاشة حاسوبها، ظلّت زميلته في المكتب تراقب إيماءات...
كنت أُطِلُّ من الشرفة وكانت تقف بجانبي ، أمامنا الشاطئ برماله الصفراء وأمواج البحر الصّاخبة ، قالت لي أو لعلها كانت تحدِّث نفسها : ـ سأرمي بنفسي من الشرفة ٠ لم أحمل كلامها محمل جِدٍّ فقد كانت ثملة، وقلت في نفسي : لو اِختلطت دِماؤها بحبَّات الرَّمل لبدت هذه الأخيرة مثل الكريات الحمراء في الصُّورة...
لا أعرف ما الذي شدني إليها؟ هل بطء خطواتها؟ أم لون “الإيشارب” على رأسها؟ أنا أسيرة الألوان وتداخلاتها، السيدة التي كانت تسير أمامي، فقد وجدت نفسي أستحضر “أمي” رحمة الله عليها، وأتذكر كيف كنا نشترك كل عيد أمٍ في أختيار لون “إيشارب جديد” من محلات ميزران وعباية جديدة لها، حتى أصبح الامر عادة نشترك...
كان ميداناً فسيحاً، وكانوا يسمّونه " النقعة"، قبل أن يبدِّل الظالمون اسمه إلى " الساحة الشعبية"! كانوا صغارا. وكانوا يهبطون إلى " النقعة" صباح مساء، يمتّعون النفس بمشاهدة القوم في طربهم ورقصهم. كان مهرجاناً عفوياً يسمونه"اللعب": يُمَه.. أنا ماشي اللعب.. يُمّه.. أنا كنت في اللعب!... واللعب،...
كنا نجلس ثلاثتنا على الأرض في ركن الزنزانة البعيد، نشعر بالإرهاق بسبب عدم النوم ليلاً طوال عدة أيام، كنا نشعر في تلك اللحظة بهدوء غريب، ربما من فرط الإرهاق الذي يخمد فيك حتى الرغبة في التفكير. قمنا بعمل اقتراع سري على حبة سجائر إضافية لمن يستطيع أن يخمّن نوع التعذيب الذي سنتعرض له هذه الليلة...
كم كنت سعيدا وانا ألعب على فراش النوم الذي كان يجمع العائلة بأكملها بغرفة وحيدة بالحي المغربي بجرادة. ككل ليلة كنت في كامل انتشائي نتيجة لسخاء أبي الذي كان يجعل مني أغنى طفل قبل النوم. كان يمدني بما نسميه اليوم ب"فلوس الجيب" كي اتصرف فيها كما احب. حينها كان بالإمكان أن نشتري حبتي حلوى أو علك أو...
في الاتصال الأسبوعي ، وحين تلتقط بعض حديثه مع ابنتيه الصغيرتين، تسمع حديثَ قلبٍ لم تهزمْه الأيام. البنت التي تقاسمُ الثالثةَ عشرة براءتها، العاشقة لفرقة ( بي تي إس) يطمئنُها بأنه ما زال متحمّسًا لتعلّمها اللغة الكورية، والأخرى الأصغر التي تسأل بحُرْقة عن صُورها وهي صغيرة، لم تخطئها...
قالت : - "خذني معك !" قبّلها ، واعتذرَ بظروف السفر وارتباطات كثيرة تنتظره : -"سأنشغل، ولن أجد وقتًا للتجوّل سويّا في تلك المدينة الغريبة !" - "طيّب ... هذي أول مرة تبعد عني أكثر من نهار .." كتَم بعض كلماتِها بشفتيه، وبقُبَل لم تتوقف، حاصر فمَها النابض بقلقها، وأجرى للخدين ما فاض بين الشفاه ، كان...
قرر رجل ان يذهب رفقة باقي الرجال لأداء مناسك الحج سيرا على الأقدام، حاسما تردده الذي امتد لسنين طوال. وكان السبب دائما خوفه على ابنته الحسناء من شر زوجته الثانية التي كانت قد رزقت طفلة في منتهى البشاعة و القبح. و كان اشد ما يغيظها، الاهتمام الفائق الذي تلقاه ربيبتها من كل الناس، و في اي مكان...
تخبرني بنوع من القلق عن أشياء غريبة، تقول وهي تداري حرجا بالغا: - لا أخاف دخول المطبخ! رنت ضحكتي في الفضاء، وقلت مدهوشا...
بدأ فورانه اللاهب مبكرا، وظهر جنونه بالنساء مع أولى تحولات البلوغ. كانت التغييرات البيولوجية تدق بابه عنيفا،وهو يستجيب مستريحا لهذا العالم الجديد، مرهقا جسده فى خيالاته الملعونة. قبلها أيضا، وفى صباه المبكر كان جريئا، يجيد الإستماع إلى الحكايات العاطفية، وسرديات الجنس التي لا تنتهي .عندما يحصل...
عندما قال لي أنه أيضًا طبيب، جاءني صوته غائرًا ممطوطًا كالآتي من عالم آخر. كان لا يزال محدقًا في الحجر، والجمرات المتوهجة عليه، تلك التي يقلّبها بماشة نحاسية صفراء، مشرشرة من الأمام، ومشغولة على رسم امرأة عارية من الخلف. يمص أنفاس المعسل فيتوهج الفحم، ويشع ضوءًا يصبغ وجهه بحمرة النار، والمعسل...
أعلى