ماتتِ الخالة الكبيرة، بعد عُمر مديد، وبعد انقطاع المطر
الوشوم التي كانت تزيّن ظاهر كفّيها
أصبحنا نراها على
سقف غُرفتها
مُهْرَتها الصَّغيرة لَبثتْ على دُهْمَتِهَا
الطّائر الذي قضى في رُفْقَتها أيَّامَها الأخيرة
ومات معها أيضاً
بقيتْ منه رفرفةُ جَناح
تجوسُ تحت السَّقف ووحدَها ابنةُ الخالة
تراها...
مزهريته جلست في المقام الجميل
من البيتِ
حين تنام يساراً
تُشمِّر عن خصرها
لترى الأرض دائرةً
تتنسّم طينتها الثانيةْ...
لا أبالي
معي العتبات النجيباتُ
إرثي تنبّهَ
كل مدار يسير إليّ
يعرّي الجهات التي لا تضيء
بنخل المسافات أفرش كفي
وقد أمدح الريح بين غديرين كانا
يدينانِ لي بالولاء
لديّ الكفاية من...
لعبة الارتفاع
مفتونا بارتباك ،
غامضا ،وجريحا، وغير مطمئن
منذ ساعات وأنا، على مقعد صغير ،أمام النافذة ،
أقرأ كتابا عن الظل ، وجذور الشعر
تدخل زوجتي ، وتبتسم
يتغير الهواء قليلا ..
وتعرف أن صمتي سيطول
أن أوهامي كانت كثيرة،
وأني الآن ،أحفر في الرمل ..
تعرف أني عارٍ ، مليء بالصمت، ومغلق ،
وأني...
كل الذي بيني وبينكِ حاضرٌ
في القلبِ يوقظني صباحًا يا حبيبتي
البعيدةَ تبدأُ الدنيا به وأرتبُ الأشياءَ
معتمدًا على ما في طيوفكِ من إشاراتٍ
تنيرُ بصيرتي وتدلني ما تهتُ يومًا ما
على سبلِ الهدايةِ للحقيقةِ والطريقِ
لقد رهنتُ مسيرتي بوجودكِ المحفورِ
في رئتيَّ أنفاسًا يطيِّبُها رحيقُ هوائكِ البريِّ...
الميتافيزيقا كلب رعاة ضخم
ينبح داخل حديقة رأسي..
المفاتيح في قاع البئر..
الفلاسفة مثل طيور الغاق..
يختفون وراء سحب التنظير..
نحن ذاهبون إلى اللامعنى..
إلى الجذور العميقة..
بعد رحلة صيد شاقة جدا..
خدعنا ذئب النوم كثيرا..
تركنا تجاعيدنا على حافة الأمس..
ضحكنا طويلا أمام كنيسة النهار..
قبل تشقق...
في غفلة القطيع
قد جاءوا به
وبدهشة
قد بدا
في خطى الجاني
أو قهقهات التجني
ملء المدى
يا أيها المستريب الكذوب
قف
يا ابن نعال التبلد
عند حدود البلادة مثل الجلد
واقرأ
آية القهر في الصمت البليد
فسوف يظل بوجهك ذاك الردى
أسودا
وفوق الشواهد
كنت ترى
ألف ألف من دماك استغاثت
وما من أحد
وكنت بهيجا تغني...
جدارٌ له كلُّ فجٍّ يَدٌ
جاء منطلقا من نصوص شريعتهِ
حينما قبّل الأرضَ
صارت له آيةً
شمِلتْهُ
إلى أن تصاهلت الريح
بين يديهِ...
لماذا نمدُّ أصابعنا للمياه التليدةِ
ثم نرحل لامرأةٍ عَبرَتْ قفصاً جاثياً
في المدى؟
لم يكن عندنا ملكوت البدايةِ
كان لهيب الأقارب في أوْجهِ
والولاية مِلْنا بها للمجرَّاتِ
ثم...
وقبلَ القلبِ
كانتْ فترةُ النارِ التي صهرتْ
معاني الروحِ
مرت في قوالبَ من خزفْ
صارت لنا لغةٌ ستبعثُ في الخلايا
رعشةً يصحو لها نبضٌ بحجمِ
سكونِ آلافٍ من الأعوامِ في قاعِ
الكهوفِ وحجرتينِ
وصار لي قلبٌ ينادي في تفاصيلي
فأسمعُ ما سيُتْلَى في الضحى
وعلى الأرائكِ
ما سأفعلهُ لأصبحَ كائنًا متورطًا
منذ...
أبحث عن امرأة
تطير مثل حمامة
حين أقول لها : أحبك..
تذوب في الهواء..
بينما يتساقط ريشها النادر جدا
في حديقة رأسي ..
أبحث عن امرأة هاربة من غواصة
تغرد في قاع جسد عميق..
حين تبصرها أشجار موهوبة
تقرر اللحاق بها
مثل ملائكة من ذهب..
أبحث عن امرأة
تضيء من تلقاء ذاتها
في مرتفعات الليل..
مثل يراعة...