على قارعة الطريق
يا سحائب الأفق الممتدة كم أودعت لنفسك من قطرات ماء؟
كلما رحلت في السماء، تعبرين الفضاء دون عناء، لا تمنعك سياط الشمس الحارقة، ولا أنصال الجبال الشاهقة...تخترقين صدور الناسكين، و تحملين أحلام السالكين، و تعبرين المقامات، تركضين كمن يبحث عن الرحمة بين البلدان قاطعا المسافات، لهفة...
يسير خلفهن بتمهل، راشقا عينيه في أجسادهن، لكنه سرعان ما يتذكر صاحب المزرعة، ذلك الرجل، الذي تهون عليه روحه، و لا تهون عليه خسارة حبة عنب واحدة، و لا يتحمل قلبه خسارة جنيه واحد، يتخيله منفعلا، يوشك أن يصاب بجلطة قلبية أو دماغية من فرط الغضب؛ يخشى أن يستبعده، و يأتي بمقاول أنفار آخر؛ فيستفيق...
أمسكت بقلمي الذي هجرته زمنا؛ بي حنين إليه، لعل شيئا ما يدفعني، تبدو السماء مثقلة بالغيم؛ من بعيد رأيته يترنح في مشيته؛ يحمل عباءة الزمن؛ أسرعت لأحتضنه، ترى ما الذي جاء به؟
إنه يشبه أبي!
ذلك الوجه غزته التجاعيد!
بدأ يسرد حكايته؛ تركوه وحيدا؛ يطول ليله وتتراقص عقارب الساعة في رتابة الموت.
لم أشأ...
كنتُ خياطاً ماهراً، أصنع الملابس، لأستر بها أجساد النساء الجميلات، لكنني الآن أجلس لوحدي في كوخ صغير، في جبل اريجيس، بعد أن طردني رب العمل، قبل سنة من عملي في متجره الكبير، الذي كان قبل اشتغالي معه ،عبارة عن محل صغير لا يلفت الانتباه، بالكاد يبيع فيه قطعة ملابس واحدة في اليوم. أجلس وحيدا في...
نهاية حلم
كانت تتواصل معه عبر الهاتف لأمور تتعلق بالعمل و شاءت الأقدار أن يلتقيا في ظرف لم يكن مسموحا ليراها في تلك الحالة البائسة، كانت في حاجة إلى يد تمسك يدها وهي الوحيدة في ذلك المكان ، الكل كان بمرافقيهم إلاهاَ ، كانت في حالة تشبه الغيبوبة..، اتصل بها هاتفيا: أنت تأخرت عن موعد الإجتماع...
ـ منذ متى وأنت توزع المخدرات ؟
ـ ..........
ـ ترفض الإجابة ؟!
ـ .................
ـ لقد أفسدتم البلد ودمرتم الشباب ، خربتم بلادنا يا دحابشة (1) يا كلاب ، رحمناكم وقلنا أنكم من العمال المساكين وأنتم تتاجرون بالمخدرات يا كلاب .
ـ ستظل تنكر رغم أننا وجدنا رقم هاتف تاجر المخدرات في تليفونك ؟!
ينطق...
سيثيركِ العنوان ويغريكِ للقراءة، حينها أكون قد نجحت!
هذا السطر وجدته مكتوبًا بخطِ يده الجميل على أول ورقة وكتب تحت السطر اسمه.
أثارني العنوان، فلم أكن أعرف قبل هذه اللحظة أنَّ لزوجي الراحل رواية بهذا الاسم ربما لأنني لا أدخل مكتبه إلا نادرًا ولا أحاول ترتيبه بناءً على طلبه فقد كنت أعد ذلك...
الجو غائم، تشتم فيه رائحة المطر الذي كان مع وعد بهبوط المزيد. الشوارع خالية إلا من اثنين متشابكة أياديهما في حب، متلامسة أكتافهما هامسا في أذنها بكلام عذب يذيب قلبها، وهي تكاد تسمع ماجدة الرومي وهي تغني "يسمعني حين يراقصني كلمات ليس كالكلمات". تأتي سيارة مسرعة شاقة طريقها وسط المياه الراكدة وسط...
"... وعنكم أروي
عن أطفال الإسمنت، عن الفول المَسلوق على نغمات الغيوان بقيسارية الحيّ
عن النسوة إذ يتصفَّحن على مهل أدوات الزينة
عن جيل يولد في "الجِيرْكِ" ، وينشأ في "الرِّيكِي" كَي يكبر في "السْميرْف"
ولا حول ولا قوة إلا بالعدس المسلوق وبالشاي البائت.... "
أعلنتُ عليكم هذا الحب - عبد الله...
لم يكن ذلك النهار يُشبه بقية النهارات ، أو هكذا كان يبدو لي الأمر، كل شيء كان رائعا ، الجو والناس والطرقات والأبنية ، كنت مُنتشيا وفرحاناً ، كنت سعيداً !
في الصَّباح كانوا قد أعطونا النتيجة ، كنت قد نجحت والسنة المقبلة سأكون تلميذا بالثانوي ، سأعيش أخيرا في ذلك العالم السَّاحر الذي فتنني طيلة...
قال لي جليسي:
“شاهدتُ فيلمًا سينمائيًّا أربع مرّات متتالية”.
رددتُ عليه مستغربًا:
“قلتَ أربع مرّات متتاليّة؟! هذا كثير!”.
قال بحماس زائد:
“اسمع، سأحكي لك وقائع الفيلم”.
وراح يحكي ويسهب في الحكيّ عن أدقّ تفاصيل الفيلم الّذي شاهده. وتوقّف كثيرًا عند البطلة. كانت طبيبة نفسانية، مثل ملاك...
عبارة جعلتني أستوقف استرسالها في الحكي، وأعيدها عليها مرة أخري؛ فلا أذكر أني سمعتها من امرأة قبلها، فما بالي إذا كانت من امرأة في طريقها للطلاق، " كانت رائحته حلوة؛ أكثر ما حببني فيه رائحتُه الحلوة" أضافت عبارة أخرى أدهشتني، حينما عرجنا علي علاقتهما الخاصة؛ - فقالت: كنا متناغمين فيها كسيمفونية،...
...خلب ناظريه صفح الماء الزّلال بالقنّينة البلّورية وقد تضاءل علوُّه فيها الى مايقارب مِلء كوب واحد .تراقص الماء الفاتر كلّما تحرّكت طاولة المقهى العتيق وقد كوت جلدها أعقاب السّجائر .واستقرّت بقلبها مِرمدة نُحاسية شكا الزّمن صمودها بوجهه ..تعود عيناه إلى كتلة الماء ..آه من الماء . كلّ حياتنا...
تأخذني قدماي من حين لآخر إلى جبانات عتيقة لم تعد تستقبل الموتى منذ زمن بعيد، بسبب ما شاع عنها من أن العفاريت تقطنها، رغم أن عواد التربي ينفي ذلك كلما جلست معه ليروي لي حكاياته مع نزلاء الجبانات حيث يؤكد لي أنهم يخرجون ليلًا ويتحاورون فيما بينهم ومعه لذا يظن الأحياء أن هناك أشباح تخرج ليلًا تجوب...
بيضة ديك لمولانا ساكن القلعة؛ منذ سبع سنين عجاف وهو يتلوى كل ليلة في فراشه، الحمراء والصفراء بل حتى السوداء التي تضج نارا لم يفلحن في شفائه من دائه، تجمعت الشياه عند الماء، في بلادنا لا تنفرد واحدة وإلا كان الذئب، حدثني جدي عن ديك يخرج ساعة يؤذن لصلاة الجمعة؛ بين الخطبتين: الأولى والثانية؛ يزهو...