سرد

ظَلَّ عمره يُكابر ، لا يَعترف بَفارقِ السِّنِ بينهما ، هو شابٌ يَافعٌ على أعتابِ الجَامعِة، وهي فتاةٌ غَضَّةٌ لم تُوِّدع سنواتها العشر، ابنة عمه ذلَك الرجل الصَّامت الذي قالَ يوما في حَسم ٍعلى مَلأٍ من الأقاربِ:" هي له وهو لها لن يُفرقهما إلا الموت" ، لا يقبل الرجل رأيا ولا يتراجع عن قَرارٍ ،...
كان الشيخ يجوب الوادي بحثا عن زهرة الحرجل التي تشفي كل أوجاع البطن. كان ينحني إلى الأرض في مواقع يعرفها جيدا، ويغرس أصابعه الدقيقة في الرمال، فينزع النبتة من جذورها بمهارة أثمرها طول المراس، ثم يلقيها في الزكيبة المدلاة فوق ظهره وقد انحسر ثوبه القصير فكشف عن ساقيه النحيلتين. في عصر هذا اليوم كان...
..ولكنهما ما إن اقتربا حتى رأيتهما فى وضوح. رجل يحمل آخر على كتفه. ويمشى. المكان. كثيف الأشجار. ربما كان حديقة أو حقلاً. أو ربما غابة. لم يعد بإمكانى الحكم. فالأماكن تتغير دائما. ألقاه بعنف على العشب فارتطم جسده بقوة. كانت بومة فى أعلى شجرة. تتلفت بعينين تضيئان فى الظلام. وكان صمتًا. انتهى...
إحفر في كل مكان تجد عشبة الخلود . لقد سقطت من فم الأفعى المتغطرسة لما طاردها عفريت من الجن. إنها مدفونة في مكان ما من هذا العالم. قد تكون داخل حيطان حجرتك المعتمة أو في صحن البيت. أو في أحد شوارع المدينة المحاذية لطابور الموتى. لا تيأس كما يئس قلقامش . الموت على بعد أمتار من حديقة رأسك. لم يك بد...
لم أحسبني يوما بأن أكون موضع للشبهات فأنا قد جاوزت الستين عاما من العمر غير اني لا زلت احتفظ بأناقتي وهندامي، التقاعد مرض مزمن خاصة عندما يكون واقعا سمجا، المقاهي تنتعش بمن هم على شاكلتي، الاحاديث و فروسية الشباب في محاربة الطواحين، سرد حكايا مثل الف ليلة وليلة، كل يوم نحن في شأن، ما برحنا ان...
فقرة المهرج فى السيرك، واحدة من أهم الفقرات، يضحك لها الصغار والكبار، يترقبونها فى شغف وحب، ينحني أمام تصفيق الجمهور، يبادلهم الحب، يمدونه بالطاقة التي تبعث فيه النشاط رغم شيخوته، عيناه تبرقان بدمعة حائرة، بين الإنهمار إنفعالا، والإحتباس مخافة إتلاف الأصباغ، التى تخفي وجهه الحزين، رأت إدارة...
إنهمرت الدموع من عينيها، وهى تقلب فى صفحات كراس الحب الذي سجل فيه يومياته وأهداه إليها فى عيد ميلادها، ومعه وردة حمراء وساعة يد فاخرة قرأت : أنت أجمل وردة فى بستان العشق، تسحرني رشاقة أناملك وصوتك وعبقك، رشحتها الجامعة فى بعثة علمية بالخارج، تركته للوحدة والصقيع، وشتاءات بلا نهاية، حبه لها...
أنا الطفلة المختبئة خلف تجاعيدي، لاأزال احب الحلوى ، واللعب بالتراب، لا أزال قادرة على حمل نملة دون أي خوف .. لكن الجميع مصرون على وضع المرايا في كل مكان، المرايا لا تعكس سوى الشكل الخارجي.. ولا يمكنها فتح صندوق أرواحنا المحلقة.. أحاول أن أخطو خطوات ثابتة نحو نعيم ذاتي بعد كل هذا العمر أنا...
يُروى والعهدة على الرواة، أن شابا جميلا، يصنع ويبيع الحلوى، كان يطوف بعربته في أحد أزقة المدينة القديمة.. حدث ذلك منذ زمن بعيد.. فرأى فتاة تُطل من شُبّاك نافذة في الطابق الثاني.. وجهها سبحان الخالق الناطق، كأنه قمر يُضيء عتمة الليل.. أوقف العربة، ونظر حواليه، بعث لها بقُبلة عبر الهواء.. ابتسمت،...
منذ نعومة أظفاري و أنا أعيش في محيط من النار، لا سلطة لي في أختياري، ولدت قضاء وقدر هكذا اتخيلني كلما واجهت العوم في ذلك المحيط الناعم الملتهب من حرارة الشمس، لم احظى بطفولة مثل ما سمعت ورأيت بعد ذلك بزمن تسارع وجعلني افترش واحات مياه باردة ملاذ أمن، شغفت صعوبة الحياة التي فرضت عليّ الى أن كابدت...
حقائب الوجع قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر إزدحام حول شاب جوار الرصيف، أوقفت سيارتي بينما الشاب ينزف الدم من رأسه، أوسعوا لي حين أخبرتهم بأنني طبيبة، تبين لي أن إصابته سطحية، أوقفت نزيف الدم الذى أفزع المصاب والناس، لاداعي لطلب الإسعاف، سأخذ المصاب بسيارتي وأنا فى طريقي للمستشفى وعمل...
قبلاتي علي جبين كل ام غزاوية... انتظرت عودته برغيف خبز مغمس برائحته التي تهون عليها الحصار، والنوم تحت قصف المحتل عليهم بالقنابل وقصف الشتاء بالثلج...، صوت ينادي.. أماه.. وصوت اقدام كثيرة وبكاء لنساء.. حاولت ان تنهض واقفة ولكن هناك تل يرقد فوق ظهرها... وحديد في ساقيها يكبلها بالأرض... نهضت...
إلى روح صديقي الشاعر عزيز سماوي تواعدنا في مقهى "أم كلثوم" في طرف شارع الرشيد من جهة الميدان، المكتظة بعشاقها والدخان وصوتها الصادح بحفلاتها المطولة، وصفها صديقي "عزيز السماوي" بذلك بعد أن أخبرته بأنني لم أدخلها يوماً، كنت أمرّ على رصيفها يومياً في طريقي إلى مكتبات "المتنبي" التي سكنتها بعد أن...
سمعه يتحدث بلغة يعرفها. حنّ إلى تلك اللغة ورغب في ان يتعرف عليه ويحادثه. تجمعهما الغربة وتجمعهما الملامح. ما أكثر الصفات الخادعة التي تجمع بين الناس، حتى إذا ما ابتلوا بالحوادث وصروف الدهر، تبيّن لهم ما ينطوي عليه الأمر من خداع! دعاه شيتيل يوم أمس إلى دارهم بضاحية باراديس، المطلّة على بيرغن،...
قصتان بالمحكي الفلسطيني دخل مسعود البغل حوش الدار راكضا لاهثا متقطع الانفاس وصرخ : صفية . ولك يا صفية وين انت ؟ نفضت صفية يدها من لجن العجين وقالت باقتضاب وهي تجلس خلف اللجن : افففففففففف . خير يا طير ؟ هيني هون بالغرفة اتجه البغل نحو الغرفة وهو يواصل لهائه ثم قال لصفية : باركيلي يا صفية...
أعلى