تحسّس وهو يقترب من البوابة الكبرى مفاتيحها في جيبه، ضرب يده براسه لقد نسي المفاتيح. هو يتذكر أنه وضعها قريبًا من المغسلة وانطلق في صباحه ذاك.. مليئًا بالأمل ومتوقعًا خيرًا. مدّ يده إلى اكرة خوخة البوابة فانفتحت البوابة. ابتسم. ربّما كنت نسيت اغلاقها الدنيا أمان في ناصرة ابن مريم. فتح البوّابة...
تخلع عن جسدك روب المحاماة الأسود، تنظر إليه بشفقة، كان رفيقك الذي لم يخذلك مطلقا، آن له أن يستريح. تزيح عن خزانة قلبك أقفالها، أنت الآن عاري الروح، تظهر ندبات المعارك دائما في أوقات الراحة، هل تشعر بالراحة الآن؟
ترمي بيت الطفولة في البحر المالح، تترك موجات الصيف الحارة تنهش في جسد فطرتك،...
في الصّفّ الرّابع الابتدائي، شدّد علينا أستاذنا، (المعرّاوي) الخناق، بحجّة أن مستوانا التّعليمي هابط، فأخذ يحاسبنا، ويعاقبنا، ويضربنا، ضرباً مبرحاً، على تقصيرنا، لعدم حفظنا لدروسنا، أو لإهمالنا كتابة وظائفنا، الكثيرة، التي لا ترحم.
وخطرت له.. فكرة أن يراقبنا، خارج المدرسة.. فكلّف ثلاثة، من...
يتذكر محسوب عبدالصبور كلمات الشيخ الاكبر ( كل مكان لا يؤنث ، لا يعول عليه ) وهو متجه إلى العمل عبر شارع النهضة، الناس تنهض إلى العمل كل يوم عدا يوم الجمعة ، الناس تتدافع من أجل العيش ، من أجل لقمة العيش ، هل وجد الإنسان على هذه الأرض ليسعى على لقمة العيش فقط ؟
لا اعرف !
هكذا دار فى خلده ، يصل...
اللوحة 1
اشترى عادل خبزتين كبيرتين من دقيق القمح بدرهمين للواحدة. بدا الخبز جميلا ولذيذا. بعدها لعب الفأر في رأسه، وقال لنفسه:
ـ يا عادل لا يُعقل أن يكون هذا الخبز من دقيق القمح الخالص، وبهذا الحجم، ولا يساوي غير درهمين، والمخابز العصرية تبيع أصغر منه بأربعة دراهم؟
بعد أسبوع أسرّ له صديق في...
استيقظتْ العصافيرُ والطّيورُ على صوتِ فأس الفلاح وهو يحاولُ قلعَ الشّجرة العجوز بعد أن أمرهُ سيد المزرعة بذلك، فرحتْ جميع الطّيور حينما علِمتْ بالأمر، فالشّجرة لم تعد نافعة وأغصانها يابسة لا يستطيعُ أي طائر من بناءِ عشٍ فوقها، لكن طائر الكركي الحكيم والذي يسميه سيد المزرعة " النبيل لزمنٍ مضى"...
في حي شعبي، حيث تتزاحم الشوارع الضيقة بقصص الحب والألم، عاش رجل يُدعى "نامق"، اتسم بالطموح والذكاء، عمل في إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الإلكترونيات فور تخرجه في كلية الهندسة، ورغم نجاحه المهني، إلا أن الوحدة أحاطت به وسيطرت على حياته حتى بعد زواجه بمن أحب، وزادت وحدته بعد أعوام قليلة من...
كادَ النَّهارُ أن ينتصِفَ، والبلدةُ العتيقةُ يفوحُ ثراها بعبقِ التاريخ، ما هي بقريةٍ وما هي بمدينةٍ، حانوتٌ قديمٌ أظنُّ أنَّهُ ليس له باب، جاءت سيِّدةٌ من بعيدٍ تقصدُه، بيضاءُ شرقيَّةٌ في عباءتِها وحجابِها الذي ما استطاعَ أن يواري بديعَ حسنِها.
على كتفيْها شالٌ، تحملُ فوق أحدهما خرجًا تئنُّ...
عبّرت الفتاة الجميلة نسرين عن خوفها وهي جالسة على ضفة نهر دجلة مع هليل، في شارع " أبي نؤاس "، وسبب خوفها يعود الى مصابيح الجهة المقابلة لجلستهما الشاعرية، اضاءة تنبعث من القصر الجمهوري، تخشى عليه وعلى نفسها من العقارب البشرية، لا يهتم هليل الذي شرب ثلاث عبوات بيرة، الى مشاعر القلق والخوف لدى...
إنها على فراشها ، ممددة كالعصا ، لا حراك فيها ، وكأنها مشلولة ، لا تستطيع تحريك شيء فيها ، إنها كالميتة .
لاشيء يشدها إلى عالم الأحياء ، لا فكرة تروج في دماغها .
متعقلة أكثر فأكثر ، لا رغبة لها في شيء مهما كان نوعه ، امتنعت عن كل شيء كان يستهويها ، لم يعد هناك ما يثير اهتمامها .
عاقلة ، حتى أنها...
في مدينة صغيرة تُدعى ”طيبة“، سارت الحياة بوتيرة هادئة، حيث امتزج الفن والثقافة بحياة سكانها، اكتظت الشوارع بالمعارض الفنية، أما الموسيقى فعُزفت في كل زاوية، وأما الأدب فتفيض به المقاهي والمطاعم وحتى القطارات والشوارع، لكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير.
في أحد الأيام، قرر بعض الشباب تنظيم...
طاقة الخَيال عنْد مْسَلَّكْ لِيّامْ، أبْعد في رحلاتها مِنْ أنْ تُحَدَّ بأمْيال، لذلك تجدهُ في غالب التّفكير، ساهماً حالماً لا يَسمَعُ من الكلمات إلا آخرها، في غيبوبة محْمولا على أكْتافِ النّمْل كما لو يمْتطي ظهور الأفيال، لَمْ يكن يُخالط النّاس أو يُخالِطوه لِغرابته في الشّكل والهِنْدام،...
كانت السماء القائمة فوق رؤوسهم متجهمة وحمراء وكانت البيوت من خلفهم محطمة، يلفها الخراب وكان الرجال الستة يظهرون للعيان من وراء الافق في ثياب بيضاء، يحملون علي اكتافهم جثة بيضاء... بيضاء بلون الموت.. لم يكن احد منهم في واقع الامر يعلم ماهو لون الموت علي وجه التحديد . اهو احمر ام اسود ام ابيض...
(1)
حين كانت برودة الصباح تغزو الأوصال وتفيق البيوت من نعاسها الليلى كان سائقو العربات وعاملو المزلقانات ورجال المرور يهشون النوم عن أحداقهم ويفتحون بصعوبة طريقا لهم وسط الشبورة الكاسية .
لم يذكر بالضبط متى بدأت عيناه ترقبان عقارب الساعة وهو يحاول الانفلات من إسارها ، ثم يجد نفسه فى الشارع...