سرد

يقيم ( ج ) في شقة جميلة مؤثثة بأروع ما ابتكر من أثاث ومرتبة ترتيبا جماليا رائعا. تقع في قلب العاصمة( ت) أشتهر بتجارة الأسلحة والتهريب وتبييض الأموال.فرت زوجته العصابية النحيلة مع تاجر مخدرات ماكر كان صديقا لبعلها الذي ما فتىء يعاملها معاملة الرقيق ويمعن في ممارسة طقوس جنسية غريبة حيالها معملا...
أنا لست من هناك.. صرخت كقطرة ماءٍ رفضت أن تتلاشى وسط محيطٍ لا تنتمي إليه.. لا تشبهه.. ولا يحبها بصدق.. فقدت في رحلتي اسمي، عنواني، تاريخ ميلادي ولم يعد لي من عيدٍ أحتفل به.. أفلت حلمي من يدي كطائرةٍ ورقية.. رحلت إلى المجهول وأخذت معها قطعةً من قلبي.. ركضت خلفها حتى خذلتني ساقاي.. وبكيت إلى أن...
الليلة، نزفت السماء بشدّة، لكن، حالها كحال الأيام والليالي المطيرة الفائتة، لا فائدة منها ترجى؛ أشجار الصفصاف الباكي الشاخصة في الحديقة الملكية ستظل عطشى!، تركتُ النافذة، والتفتُ إلى أبي ناقما متذمّرا من هذه العيشة المريرة التعسة: - أي ذنب اقترفته أيدينا واقترفه أهل البلدة؛ كي نوضع بهذا الموقف...
والليل غارق في سكونه، انتفض من نومه عندما شعر برياح الانتقام تعصف بأنفه، وتروح وتجيء في روحه، وتعبث ببذور الشر في صدره. نهض متحفزا وقرر الانتقام من كل من زرع بذور القلق والهم في قلبه حتى طرحت أشجارا وارفة في صحراء عقله. عندما انتهي من كتابة قائمة الانتقام، شهق متعجبا عندما رأي اسمه الثلاثي "صالح...
أخذوا يجرفون المكان بحثا عن أنفاق أو مخابئ سرية تكيد لهم، قطعوا الأميال تجريفا ذاك المساء كثور هائج حيال الرقعة الحمراء ، كانت آلياتهم ثقيلة على جسدي الممزق لكنني لم أتألم كعادتي ، لم أشتك كما يشتكي البشر، كنت لحظتها مشغولا بالمراقبة والدعاء من عدة جهات انبثق في ذات الحين، فعين على اليمين وأذن...
تنام وردتي الصفراء في حضن أصيصها على حافة شباك غرفة النوم، وأنا أحاول أن أغمض عينيّ حين تدق طبول الليل في فراشي، مدركة أنه اليوم الثالث على أخذ جرعة العلاج الكيمياوي، وهو موعد معركتي الجسدية مع آثاره على أوعيتي الدموية.. علاج يدمر الأوعية المغذية للخلايا السرطانية، وكذلك المغذية للخلايا...
كثيراً ما كان أبي يردد: إذا أردت أن تعيش سعيداً، فكر كما يفكر الآخرون من حولك. شببت ونموت وكبرت وأنا أعيش أسيرة لتلك المقولة. رأيت الجميع مولعين بحديث الغيبة والنميمة، فتصيدت أخبار الأقارب والجيران وزميلات الدراسة، أبثها وأنشرها في محيط الأسرة وعند زيارة الخالات والعمات. أحرفها وأضيف إليها...
بلهفة .. أزحتُ ستائر نافذتي .. الحديقة البيضاء .. وأغصان الأشجار المرتجفة وهي تحمل أكوام الثلج.. وذلك الصوت الذي يبعث في نفسي الوحشة .. جعلني أشعر باليأسِ من رؤيته اليوم .. لكن نباح كلبه جعل الأمل يدبُ فيّ من جديد .. كم يبدو أنيقًا وسيمًا بمعطفه الأسود ذي الأزرار البراقة كمعطف أبي وكتابه...
ظَلَّ عمره يُكابر ، لا يَعترف بَفارقِ السِّنِ بينهما ، هو شابٌ يَافعٌ على أعتابِ الجَامعِة، وهي فتاةٌ غَضَّةٌ لم تُوِّدع سنواتها العشر، ابنة عمه ذلَك الرجل الصَّامت الذي قالَ يوما في حَسم ٍعلى مَلأٍ من الأقاربِ:" هي له وهو لها لن يُفرقهما إلا الموت" ، لا يقبل الرجل رأيا ولا يتراجع عن قَرارٍ ،...
كان الشيخ يجوب الوادي بحثا عن زهرة الحرجل التي تشفي كل أوجاع البطن. كان ينحني إلى الأرض في مواقع يعرفها جيدا، ويغرس أصابعه الدقيقة في الرمال، فينزع النبتة من جذورها بمهارة أثمرها طول المراس، ثم يلقيها في الزكيبة المدلاة فوق ظهره وقد انحسر ثوبه القصير فكشف عن ساقيه النحيلتين. في عصر هذا اليوم كان...
..ولكنهما ما إن اقتربا حتى رأيتهما فى وضوح. رجل يحمل آخر على كتفه. ويمشى. المكان. كثيف الأشجار. ربما كان حديقة أو حقلاً. أو ربما غابة. لم يعد بإمكانى الحكم. فالأماكن تتغير دائما. ألقاه بعنف على العشب فارتطم جسده بقوة. كانت بومة فى أعلى شجرة. تتلفت بعينين تضيئان فى الظلام. وكان صمتًا. انتهى...
إحفر في كل مكان تجد عشبة الخلود . لقد سقطت من فم الأفعى المتغطرسة لما طاردها عفريت من الجن. إنها مدفونة في مكان ما من هذا العالم. قد تكون داخل حيطان حجرتك المعتمة أو في صحن البيت. أو في أحد شوارع المدينة المحاذية لطابور الموتى. لا تيأس كما يئس قلقامش . الموت على بعد أمتار من حديقة رأسك. لم يك بد...
لم أحسبني يوما بأن أكون موضع للشبهات فأنا قد جاوزت الستين عاما من العمر غير اني لا زلت احتفظ بأناقتي وهندامي، التقاعد مرض مزمن خاصة عندما يكون واقعا سمجا، المقاهي تنتعش بمن هم على شاكلتي، الاحاديث و فروسية الشباب في محاربة الطواحين، سرد حكايا مثل الف ليلة وليلة، كل يوم نحن في شأن، ما برحنا ان...
فقرة المهرج فى السيرك، واحدة من أهم الفقرات، يضحك لها الصغار والكبار، يترقبونها فى شغف وحب، ينحني أمام تصفيق الجمهور، يبادلهم الحب، يمدونه بالطاقة التي تبعث فيه النشاط رغم شيخوته، عيناه تبرقان بدمعة حائرة، بين الإنهمار إنفعالا، والإحتباس مخافة إتلاف الأصباغ، التى تخفي وجهه الحزين، رأت إدارة...
إنهمرت الدموع من عينيها، وهى تقلب فى صفحات كراس الحب الذي سجل فيه يومياته وأهداه إليها فى عيد ميلادها، ومعه وردة حمراء وساعة يد فاخرة قرأت : أنت أجمل وردة فى بستان العشق، تسحرني رشاقة أناملك وصوتك وعبقك، رشحتها الجامعة فى بعثة علمية بالخارج، تركته للوحدة والصقيع، وشتاءات بلا نهاية، حبه لها...
أعلى