نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
في حي شعبي، حيث تتزاحم الشوارع الضيقة بقصص الحب والألم، عاش رجل يُدعى "نامق"، اتسم بالطموح والذكاء، عمل في إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الإلكترونيات فور تخرجه في كلية الهندسة، ورغم نجاحه المهني، إلا أن الوحدة أحاطت به وسيطرت على حياته حتى بعد زواجه بمن أحب، وزادت وحدته بعد أعوام قليلة من...
كادَ النَّهارُ أن ينتصِفَ، والبلدةُ العتيقةُ يفوحُ ثراها بعبقِ التاريخ، ما هي بقريةٍ وما هي بمدينةٍ، حانوتٌ قديمٌ أظنُّ أنَّهُ ليس له باب، جاءت سيِّدةٌ من بعيدٍ تقصدُه، بيضاءُ شرقيَّةٌ في عباءتِها وحجابِها الذي ما استطاعَ أن يواري بديعَ حسنِها.
على كتفيْها شالٌ، تحملُ فوق أحدهما خرجًا تئنُّ...
عبّرت الفتاة الجميلة نسرين عن خوفها وهي جالسة على ضفة نهر دجلة مع هليل، في شارع " أبي نؤاس "، وسبب خوفها يعود الى مصابيح الجهة المقابلة لجلستهما الشاعرية، اضاءة تنبعث من القصر الجمهوري، تخشى عليه وعلى نفسها من العقارب البشرية، لا يهتم هليل الذي شرب ثلاث عبوات بيرة، الى مشاعر القلق والخوف لدى...
إنها على فراشها ، ممددة كالعصا ، لا حراك فيها ، وكأنها مشلولة ، لا تستطيع تحريك شيء فيها ، إنها كالميتة .
لاشيء يشدها إلى عالم الأحياء ، لا فكرة تروج في دماغها .
متعقلة أكثر فأكثر ، لا رغبة لها في شيء مهما كان نوعه ، امتنعت عن كل شيء كان يستهويها ، لم يعد هناك ما يثير اهتمامها .
عاقلة ، حتى أنها...
في مدينة صغيرة تُدعى ”طيبة“، سارت الحياة بوتيرة هادئة، حيث امتزج الفن والثقافة بحياة سكانها، اكتظت الشوارع بالمعارض الفنية، أما الموسيقى فعُزفت في كل زاوية، وأما الأدب فتفيض به المقاهي والمطاعم وحتى القطارات والشوارع، لكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير.
في أحد الأيام، قرر بعض الشباب تنظيم...
طاقة الخَيال عنْد مْسَلَّكْ لِيّامْ، أبْعد في رحلاتها مِنْ أنْ تُحَدَّ بأمْيال، لذلك تجدهُ في غالب التّفكير، ساهماً حالماً لا يَسمَعُ من الكلمات إلا آخرها، في غيبوبة محْمولا على أكْتافِ النّمْل كما لو يمْتطي ظهور الأفيال، لَمْ يكن يُخالط النّاس أو يُخالِطوه لِغرابته في الشّكل والهِنْدام،...
كانت السماء القائمة فوق رؤوسهم متجهمة وحمراء وكانت البيوت من خلفهم محطمة، يلفها الخراب وكان الرجال الستة يظهرون للعيان من وراء الافق في ثياب بيضاء، يحملون علي اكتافهم جثة بيضاء... بيضاء بلون الموت.. لم يكن احد منهم في واقع الامر يعلم ماهو لون الموت علي وجه التحديد . اهو احمر ام اسود ام ابيض...
(1)
حين كانت برودة الصباح تغزو الأوصال وتفيق البيوت من نعاسها الليلى كان سائقو العربات وعاملو المزلقانات ورجال المرور يهشون النوم عن أحداقهم ويفتحون بصعوبة طريقا لهم وسط الشبورة الكاسية .
لم يذكر بالضبط متى بدأت عيناه ترقبان عقارب الساعة وهو يحاول الانفلات من إسارها ، ثم يجد نفسه فى الشارع...
أو إبراهيم الطاير مسلسل للفنان" عادل امام" الذي اذاعه التليفزيون المصري في أواخر سبعينات القرن الماضي فى شهر رمضان لا أحدثك عن نسبة المشاهدة الذي حظي هذا المسلسل وعن شغف الناس به ونظراً لزحام المقاهي أثناء عرضه وحرصي الشديد على مشاهدته :كنت اتواجد في المقهى بعد تناول الإفطار مباشرة لاعجابي به...
أعادت قولها :
هيا اركب !!
بعينيها الخضراوتين، بشفتيها الممتلئتين،بشعرها الذهبي المنسدل خلف ظهرها كجدائل الذهب...
بكل خلجة من خلجات نفسها كانت تدعوه لركوب سيارتها ، مكشوفة الغطاء،سألته :
ألن تأتي معي؟!
سؤالها هذا لابد له من إجابة، وبناء صيغة السؤال تبدو في نظره دائما أسهل من مجرد التفكير في أي...
في قريةٍ لا تحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ لتصلَ إلى أقصى مكانٍ فيها، عاشَ الأخُ "الشاميُّ" الذي كان يُعتبرُ المدللَ بين إخوتِه، لكنْ خلفَ هذه الصورةِ الجميلة، حملَ في قلبه جراحًا عميقةً، ظلَّ يعاني من بلطجيٍّ يُدعى "أبو داوود"، لم يُظهرْ أيَّ رحمةٍ تجاهَهُ طُوالَ عقودٍ، يُعاونُه ويساعدُه الشيطانُ...
تَوَقّع أن تقع أشياء كثيرة خلال الأيام القادمة تُغيّر مسار حياته ومسار محيطه، بل مسار العالم، لكن "الأيام القادمة" جاءت دون أن يقع أيُّ تغيير، بل ظل كل شيء على حاله، وربما زاد سوءا.
لقد ظل حبيس هذا الإحساس منذ أزمنة بعيدة، دون أن ينتبه إلى أنّ التغيير الوحيد الذي يحدث كان يمس مُورفولوجيا جسده...
هى كاتبة للطفل وهو قاص، غرقى فى بحر المعرفة، التي تبدد الوحشة وتنبذ القبح، المناسبة لقاء فكري فى إحدى الندوات، عجوز أبيض الشعر، نحيل العود، مازال يجري فى صفحة وجهه، بقية من حيوية، ملامحها تحمل بقايا جمال، هما فى سن مشبعة من معارك الحياة، تجلس وحيدة، قبل بدأ الندوة، أمامها على الطاولة فنجان قهوة...
دخل ابن أخيها إلى البيت، فنادت عليه قبل أن ينصرف إلى الغرفة المجاورة.
ـ تعال يا هاشم!
قدم نحوها، وقبّل يدها، ثم قبّل رأس والدته، وقال مبتسما:
ـ خير إن شاء الله يا عمتي عائشة.
طلبت منه أن يجلس بجانبها. وعندما فعل، وجّهت إليه السؤال:
ـ بالأمس وأنا أشاهد برنامجا في التلفزيون، يتحدث فيه الضيوف عن...