نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
جاءتني أمه باكية، تندب حظها وتعض شفتها السفلى غيظاً، تتوسلني البحث عنه في أي مكان يمكن أن يفر إليه بعد عراكه مع والده غليظ القلب، لم تأخذه شفقة على حدة بلائه، تلك الصعقة الكهربائية التي تحتل جسده الثقيل، ترجه بشدة من شعر رأسه المنتصب حتى أخمصي قدميه المرتعشتين، أربعة رجال بالكاد يستطيعون تكتيفه،...
احتفلنا أنا وأمي بعيد ميلادي الرابع، لم يكن في الغرفة سوانا، عرفت ذلك حين عددت الشمعات الأربعة التي حشرتها أمي فوق قطعة الكيك الصغيرة التي حضرتها، وكلما كانت الشمعة الرابعة تهرب، أحاول لملمتها وأصفق بيديّ؛ وأصرخ متألما"من قطرات الشمع التي أبت إلا أن تلسعني، تضحك أمي وتضمني وأسرع مرة أخرى في...
ما إن يغلق الباب تتساقط الأقنعة، وعلى الأَسرة تتساقط قناعاتي بهم.
للزيت فعله السحري، فما إن تتزحلق يداي على ظهورهم، تتزحلق معها ألسنتهم، وكأنها هي غيرها من كانت أَحد من شفرة السيف وهم يتحدثون عبر التلفاز..متناقضات الأمور من موجبات الأجواء، هكذا بررت لهم.. لكن ماذا يعنيني بهم؟!،طالما أنا وحقيبتي...
يستيقظ أغلب النزلاء على صراخ هستيريّ يجمع بين الأنوثة والذكورة! إنه صراخ نبهان القبيح، ونبهان هذا استمد اسمه من غرابة تقاسيم جسمه ووجهه، وجهٌ أملس كأنه ملطخ ببقع سخام قدر عزاء أحرقته النار ثلاثة أيام بلياليها، تنبتُ على عارضيه بضعة شعيرات متناثرة لا تتناسب مع هيئة رجلٍ في سنِ الأربعين. وغالبًا...
ومن ألف عام لم نلتقِ، تعانقت الأعينُ ؛ وكان السؤال على شفتينا. كنت أجوب البلاد وأتصفح الوجوه في الأسواق والمحافل لعلي أراكِ أو أعثر لكِ على أثر.. انتحينا جانبا يتأمل كل منا الآخر .
حين أطل في عينيك أشعر بأني أطل من شرفة على النيل أرى منها كل البشر. سواد عينيك حزن على ماضٍ أليم وبياضها أمل في غد...
جلس تحت ظل شجرة صفصاف, تحتضن أحد أفرع النهر الكبير, تتدلى منها شعر أخضر يلامس صفحة الماء, فتصنع دوائراً من موجات تسلّم بعضها البعض في ألق, وتتوهج على قممها الضوء, فيعكس على صفحة الماء لوحة سيريالية مُبهجة . أخذ يصغي إلى حفيف أفرع الشجرة حين ملامستها وجه الماء, تحكي تاريخ نشأته مذ كان جدولاً...
منذ إرسال مشاركتي إلى مسابقة الملتقى للقصة القصيرة بالكويت وأنا أتخيل أنني قد فزت بالجائزة الأولى ال 100 الف دولار .
مشاريع وخطط وأفكار عديدة بنيتها على هذه الجائزة.
قلت للزوجة :
- اذا فزت بالجائزة سأشتري أرضية في ضواحي المدينة وأبني عليها منزلا يريحني من كابوس الإيجار .
وأضفت :
من المؤكد سيبقى...
لم يخبرني والداي بأن الحب زمن والإنسان زمن، ولم أدرك أنكِ زمنٌ إلا.. بعد رحيلي عنكِ بزمن، حتى أصبح خوفي الأكبر هو مرور العمر وانقضاء الزمن على عتبات أسئلةٍ لا مناص منها ولا نهاية لها.. تختزل في ثناياها كل ما يشبهنا وكل ما نخاف أن نبوح به ويتجسد في ملامح مدينة..
سكنتنا حد الجنون واليأس حتى...
من الوقائع ما يُوشك أن يُرسِّب في وجدانك أننا نعيش في مجتمع مُتهالك وآيل للسقوط، على الرغم من أنه لا يوجد مجتمع بلا جريمة، وأن هناك الكثير والكثير، لم يسقطوا بين براثن الاتهام. ولكنك في النهاية تتملكك الدهشة وتشعر بالرعب ولو للحظات.
جَنَّ عليها الليلُ ولم يَعُد زوجها عند مُنتصفه كما...
الزمان: 13/1/2018 - 1:45
المكان: السلطان - إسم كتب على لافتة الكافي الذي منه بدأت تسيطر على حياتي، تلك القادمه بقوة دفع رباعي نحو قلبي.
لم يكن مجيئها قبل هذه اللحظة يعنيني، وأنا أجلس مع رفقاء جمعتني بهم الحياة.
حتى وضعت أقدامها أمام طاولتنا وأول خطواتها على قلبي.
تبادلت التحايا مع الجميع...
"لا تناقش قضايا حياتك مع مهندس أبداً يا ولد"
هكذا أخبرني رجل كبير في السن قبل سنوات وهو يخرج مبسم الأرجيلة من فمه ليخبرني بذلك بكل جدية، ولا أعرف التجربة القاسية التي مر بها، ولكنني لم أتبع نصيحته حين اتصلت بصديقي المهندس لأخبره باقتراب موعد زواجي من نانسي. فهتف:
- نانسي من؟
أجبته: لا تعرفها...
امتنعت عني، حرمتني من حقي الشرعي..، لثلاثة شهور..، لا شيء يمنع من جانبي. تتهرب بأسبابٍ..، تتفنن فيها. حتى مللت، تجنبتها..، استبعدت فكرة إجبارها.. ( كل شيء بالخناق إلا فعل الحب فهو بالإتفاق )، خاصة أننا تزوجنا عن حب.. ما كان يشغلني. فيما بعد زواجنا..، بعد مفارقة الحياة، رحيلنا للأمجاد السماوية...
أصبح بطيء الخطى وئيد الحركة ، تأكد من ذلك وهو ينزل درج السلم الذي كان يطويه في الماضي؛ تحت قدميه صعودا وهبوطا برشاقة متناهيه ، خطواته أيضاً أثناء السير أصبحت كسولة ترجمة و تعبيرا عن نفسه العازفة ؛ عن المشاركة في أمور كانت تدعوه أقل منها أهمية وأتفه للاندماج وتأخذ بتلابيب نفسه منغمسا بداخلها...
مازلت اتذكر .. ومازال شيء من الخوف يحضر مع كل تذكّر .. فحين يقبل معلم التأريخ نحو الصف، كنت أرقب خطواته من خلل الشباك حيث كانت رَحلَتي وزميلي، وكلما اقترب من الصف، كنت أسمع تلك الأصوات المخيفة التي تحيطه وتتقدم معه، حتى كنت أخاله مذياعاً يبثها .. حمحمات خيول وقرقعة سيوف ودوي مدافع ونداءات...
مثل القطط تأكل وتنكر، عندنا منها واحد احترنا في أمره، لايكف عن النونوة صباح مساء؛ باتت تعتقد أنه جني أو مؤاخي أحدا منهم، حين مات البهلول الكبير؛ أطلقوا عليه "أبو قرن"لأنه عتيق في الحياة، منذ ما يقارب مائة عام وهو يدب في أزقتها، يعرف كل ما خفي وكثيرا ما لعب بالبيضة والحجر؛ لم يترك ماعونا إلا قلبه...