سرد

المصباح شحيح الضوء، يتأرجح كالمشنوق فى سقف الغرفة، النوم يؤرقني لا يأتيني، يلهب ظهري بسياط تمزقني، وتفتت لحمي، أزيز الصرصار الذي يشاركني الغرفة، دأب على فض شرنقة الصمت، والتسلل كما السكران المطارد المفزوع، بين الشقوق والأركان، ليس وحيدا مثلي، أبحث فى كراس الشعر، عن بعض حب، لاشيء سوى خيبات...
مع كل خطوةٍ؛ من خطواته؛ تاريخٌ من عرقٍ تصبّبَ في (ثلاثين) كوبًا؛ هي زمنُ الصراعِ الطويلِ بينه وبين مَن يرقد في الغرفة (٣٠). (ثلاثون) خطوة من باب المستشفى، حتى غرفة الموت. .. في الخطوةِ الأولى: رأى كلُّ مَنْ بالمشفى رِمشَه يَسَّاقَط من وميضِ الوجع. وفي الثلاثين: دخلَ الغرفةَ؛ ليبحث عن رموشِ...
وضع الكتيب جانبا ورفع بصره للسماء ،كان الشاطىء يعج بالمصطافين والباعة المتجولين وجلبة غير معهودة شهدها هذا الفضاء،،يبدو أن القراءة لا تلائم شعوره بالسخط على هذه الفوضى وهو الذى اقتطع إجازة اسبوع للإستجمام عاد لغرفته وأطل من الشرفة ليرى هذا العالم الذى يغطى واجهة البحر المفتوحة بخيمات توحى...
تقدّمَ القاتلُ البريءُ بشكوى للقاضي العادلِ، بحقِّ القتيلِ المجرمِ، فقال في شكواه : - حينما كنت أقتلُهُ ببندقيَّتي، لمحتُ في عينيه الحاقدتينِ، نظرةً تنمُّ عن كرهٍ واحتقارٍ، فيها من العنصريَّةِ الشيءُ الكثيرُ. - فتأثَّرَ القاضي وأبدى انزعاجه الكبير صارخاً بانفعالٍ شديدّ على غير طبيعته قائلاً: -...
حريتك نعمة كبري !! الأهل والأصدقاء، والتفافهم حولك ، استطاعتك الحركة، والتنقل من مكان لآخر ،قدرتك على النوم بدون عذاب الأرق، رؤيتك لشمس الصباح، وتنسم رائحة البحر.... في الحقيقة ما هي إلا نعمة عظيمة ، بل إن مجرد استمتاعك بشرب جرعة ماء، هو نعمة كبري. للأسف هي أشياء قد تبدو بسيطة، ولن ندرك...
وجهها يتحلى بابتسامة رقيقة، تمتزج بحمرة وجنتيها، فيضفران معا شفرة للجمال يصعب فكها، لديها إصرار على الإفادة القصوى، من الساعات الأربع والعشرين المقبلة فى اليوم الذي تعيشه، رغم مرورها بتجربة عاطفية، مالبثت أن تفككت وذهبت سريعا مثلما أتت، ساءتها العيوب وهى التي كانت تنشد الكمال، صغيرة على الحب...
(جزء 5) محمد عبد الهادي في تطور لم أسع إليه وقع بيني وبين مدير الشركة صدام حاد، بدأ الأمر باستمرار مسؤولي الشركة في انتهاج سياسة واضحة لإرغامنا على القبول بالتخفيضات المتتالية في النسب الشهرية التي نحصل عليها أو الرحيل، كانوا على ما يبدو يستغلون التوافد المتزايد للعديد من الخريجين الشباب على...
رفعتْ رأسها من على كتاب الرياضيات لتقول لي: - عمة أريد أسألج سؤال باعتبارج من جيل الطيبين.. التفت إليها وعلامات استغراب بانتْ بوضوح على وجهي.. تماسكتُ ثم ابتسمتُ وقلت لها: - حبيبتي شنو تقصدين بجيل الطيبين؟ بثقة وإصرار ردّتْ: - عمتو قصدي إنتوا إللي اجاوزتوا الأربعين! وهنا راودني بعض الأمل وخفف من...
يضع يده على فمه, يكلمها, ترفع رأسها تجاه حقيبتها الزرقاء وهي ترد عليه, يبتلع ريقه , يضغط على نظارته, يُثبتها, يواصل كلامه, تومئ برأسها, وتبتسم, فيضع قدمه في وجه الجالس أمامه, يمد يده, يشير, يهمس في أُذنها بكلمة, فتضحك .. ينتشي, وينبسط, وينتشر الدم في وجهه أما أنا يمتقع وجهي, ويفور الدم في...
جلبة تنبعث من الخيمة المنصوبة نهاية الزقاق ،رائحة أطباق الكسكس تسيل اللعاب فيلتحق المارة دون دعوة عليك أن تشبع من خير الحاج الذى يغدقه على المارة ..هذه خامس مرة تزف إليه العروس ذاتها ويغدق عليها من ماله تعجب أحد الحاضرين وكان شابا يافعا قدم للحى لترميم بيت عمته المغتربة وهى على وشك العودة.. نفس...
- يا صباح النور، يا صباح الخير، كيف حالك اليوم؟ لا أفقه شيئا، فقط أتفحَّص حركة الشفاه، كأننّي به يلقي التحيَّة مع هذه الابتسامة الفاترة ، أنظر متسمِّرا ثم أهمُّ بالردّ" مساء..." تتغيّر ملامح وجهه، يظهر أنني ارتكبت حماقة، ربما يكون قد قال كلاما آخر، أظنّه يسأل عن حالي لا ضيم في الإجابة، " أنا...
في البيت القديم ، في الأحراش، كانت متجمدة على سريرها من الخوف والرعب، ماذا ؟ هل هي القوارض اللعينة التي تأتي من الحقول المجاورة إلى البيت هي التي تحدث هذه الجلبة وهذا الضجيج ؟ أحست بأنفاسها تتقطع وحرارة تعتري جسدها ورعدة تنتابها وهي ترى واحدة من القوارض تقترب من سريرها ، وقد نبت لها منقار...
يحدث أن تسير بغير أفق وبدون بوصلة كنت تملكها يومًا وأنت في البحر فوق ذلك المركب الذي وجدت نفسك فيه، تحدّد الاتجاهات إلى محيطات ومرافئفي مهمة العمل المنوطة إليك، زائرًا أو محاربًا فوق سفينة حربية تزور دول وجزر العالمالجميلة، تلك المهام محدّدة بدقة المسافات والوقت حتى الوصول. لكن أيضًا يحدث أن...
في الساعة الثانية ليلا وكنت في الايفا فاستهدفتنا قذيفة ايرانية .. اربعة تهاووا يتصارخون , كنت اخجل اصرخ لكنني شعرت برطوبة في جوربي وخشيت ان ينقلوهم للطبابة وابقى انزف وحدي فصحت متأوها . كنا بابعد موقع وصله الجيش العراقي ( بهمشير ) وكنت ضمن الكمندوز رغم اني لست مختصا معهم , هو ذات الموقع الذي...
حكايات البحر قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية /مصر أقصد البحر كل يوم، أحاكيه وأبحر معه ويقترب مني يصافحني، عبر موجات متلاحقة هبت لإحتضاني، عرقلتها صخور الشاطيء، يخاطبني البحر : يالها من ريح طيبة التى جاءت بك عندنا، يسألني عن الجميلة صاحبة البسمة المشرقة، ذات الوجه الخمري المتقد، التي كانت...
أعلى