سرد

بلغني أيها السادة، أنَّه في زمان اتساع رقعة المملكة وإتخام البطون، يتجوَّل أعمى قبيح المنظر، طارقاً دفَّه أنْ أفيقوا أيها الناس، خذوا عماي لتبصروا! بلغني أيها السادة، أنَّه فِي زمان اتساع رقعة المملكة وإتخام البطون، وازدهار العلوم والفنون، عاش ملك عظيم، بالغ الوسامة، بالغ الشجاعة، بالغ العدل،...
ابليس أنهكه الفرار و ضاقت عليه طرقات مكة الحجرية و امتحنه الرب ببقعة أشد لهبا من نار السموم ، و بالأسمر متين البنية ، الطويل كالنخل ، الأصلع و اسع الخطى. وعند ناصية بيت أبي جهل ارتطم بأحد أبنائه ، فصرخ لاهثا : أهرب ، إنه عمر. كل شئ يحترق ، عشش القش والحطب ، الرمل الممزوج بالدم والأحزان، ذكرى...
القطار مزدحم , وأم الفتاة لم تفتأ تثرثر مع صديقي بصوت غير واضح .. أما الفتاة فكانت تنظر من النافذة الزجاجية , وفجأة بدأ عليها الشرود , وحالة من السرحان الشديد , فتمنيت للحظة لو أنها كانت تفكر فيّ .. أو تشاركني في التفكير .. لو أدخل رأسها ..؟.. لو أستطيع , لأعرف ما يدور في رأسها ..؟.. " من صغر...
يكسب نصف جولة و ينجح في اجتياز الإمتحان الكتابي، في انتظار أن يخسر الجولة بكاملها. في كل السباقات التي خاضها، كان دائما ذلك المتسابق الدؤوب. لكنه بعد أن يقطع عشرات الأميال، كان يفاجأ دوما بأن الإشارات مصرة على مغالطته. كل الشواهد التي نالها وجدها لا تصلح سوى لتغطية الثقوب و التصدعات التي تشكو...
ينبغي الاعتراف بأننا نعيش زمنا رائعا و استثنائيا ، أفضل عشرات المرات من حقب بائسة سالفة .. قطف زمننا ثمار جهد البشرية منذ آدم حتى اليوم .. بإمكانك إذا أردت أن تقود غواصة عملاقة في اعماق محيط او أن توجه قائد تايتنيك وهي تمخر عباب المحيط قبل أن تواري الغرق ، أو أن تشارك في تصميم حاملة طائرات أو في...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن الأكبر عبد المعين بن صدقة بن إسحق الحفتاوي (إلعزر بن تسدكه بن يتسحاك هحفتئي، ١٩٢٧-٢٠١٠، شاعر، معلّم دين، متقن لتلاوة التوراة، كاهن أكبر ٢٠٠٤-٢٠١٠. عنه أنظر: حسيب شحادة، عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله، حسيب شحادة - عبد المعين...
أغلق الباب برفق يجافي إرتعاشة يده والأمواج المتلاطمة داخله، منح السكرتير ابتسامة مضطربة فيما بدا له وجهه بارداً كالقبضة التي تخنقه، شد ربطة عنقه، افتعل سعالاً، وقذ الخطى كمن يهرب من الجحيم، خلفت خطواته المسرعة عاصفةً، تولدت فقط في صدره. جلس خلف مقود سيارته الجديدة التي تسلمها منذ شهور...
أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً , ولم تضعف , بل واجهت الحياة بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً , أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود...
جلس بجوارها دون استئذان ثم طلب قهوته.. ذوب فيها قطعة سكر واحدة .. ارتشف منها مرتين ثم أشعل سيجارته، تساءلت هل قهوته مُرة أم حلوة؟؟ ... لا شك أنه يسترق النظر إليّ من وراء نظارتيه الشمسيتين، بعد قليل سيبادر بالتحية ، ثم يتكلم عن الجو والحرارة... وضحكت في سرها " أيوه ياعم ... حركات .. هات من الآخر...
نظر إلىَّ، ثم أشار إلى فمه، كانت الورقة النقدية الكبيرة معلقة فى يده، يطوِّح بها فى الهواء يمينًا ويسارًا فيما يشبه الرفض وعدم الحاجة إليها، كانت تبدو فى اهتزازها شيئًا لا قيمة له ولا معنى. فى البداية، ظننت أنه طامع فى ورقة أخرى، وأن هذه لا تكفى فبدأت أشعر بالغيظ والندم وأود استرداد ما أعطيته...
الصباح الأول في الحسا، ورائحة الخبز تملأ النفق الأول فيها انتهاءَ شارعِ الظهران للقادم من الدمام، تتسرب الرائحة كعطر صباحي خاص للجوعى من المخابز العلوية الحديثة الكائنة فوق الجسر، وتلامس أنوف السائقين والراكبين وهم يعبرون النفق فوق سياراتهم، وعين الحويرّات تضخّ للسماء بخار الماء على شكل غيمات...
شرع يكتب بعد أن لاذ بفراشه وقد بدأت خيوط الفجر تؤذن بيوم جديد. لم يطمئنّ بعد إلى هدوئه القديم ولم يستقر على حاله السالفة. أحس بشيء من القلق وتاق إلى شيء من السكينة واليقين... ينظر إلى النافذة، ثم ينظر إلى ما وراءها فتزيد الأمطار المنهمرة من هذا الإحساس السوداوي الذي يملك أمره هذه الأيام! وحين...
لا أعرف لماذا شعرت أنها عرت جزءا من فخذها متعمدة ، والحق يقال أنها استطاعت أن تلفت انتباه الحيوان داخلي. غير أنني فضلت أن أشعل سجارة وأغادر العيادة لأفكر في عملي الأدبي الجديد ؛ ككل كاتب يعتقد أنه سيخلد نفسه بعمل أدبي لم يكتب مثله من قبل ، وكآخرين فضلوا إحاطة أعمالهم بقداسة مستمدة من القوى الما...
انه الوطن.... الارض الثكلى . ارضَك انت .. ارضك التى لم يندمل نزيفها .. لقد اصبحت بقايا من خراب . فالطائرات تلبد سماءها ، والاحلام فيها تصلب فوق أعلى تلة من حديد ، وارواح الشعب تتأرجح على حافة الموت ، والدوي يطارد افواج الحمام ، وجثث القتل العبثي تقبع تحت الانقاض . هي لعنة الدكتاتورية التي اسكرت...
لا علاقة للإسم باللآلئ و الأحجار الكريمة. و إنما القصد هو سيدة من القرية تدعى بهذا الإسم. فأي شخص في القرية حتى و إن كان لا يعرفها، لا يد و أن يكون قد رأى هذه السيدة وهي تفد في الصباح الباكر من أقصى الجهة الغربية للقرية. و قد كانت في الغالب تضع على رأسها شيئا ما قد يكون قفة أو غيرها. و تلف...
أعلى